(ما يعرف رطني غير ابن بطني)...!!!
من حقّ كلّ أردنيٍّ أن يحلم برئيس وزراء يتناسب مع طموحاته، ويؤمن بثقافته، ويتصرّف بسلوكيّاته، ويتحدّث بلهجته ولكنته، ويُظهر هويّته، ويسير بقيمه وعاداته وروتينه ... .
نريده فاعلاً بضميرٍ ظاهرٍ ومستترٍ بشخصيّةٍ خادمة عاملة...، وتفهم جيّداً منذ اليوم الأوّل من تولّي مهامها الوزاريّة...؛ بأنّها هي التي تعمل لدينا لا نحن الذين نعمل عندها أو لديها...، نريده (ضمير الشّخصيّة) لا (شخصيّة فقط وفيها مسّاً من ضمير)...!!!
نريده خرّيج الجامعة الأردنيّة واليرموك والهاشميّة والحسين وآل البيت ومعان...، عولِجَ قاصراً في مستشفى الزّرقاء العسكري والمدينة الطّبيّة أو الحاووز، أو الحكمة على (كرت ) أبيه الرٌقيب في سلاح المدفعيّة أو السّائقَ في مصفاة البترول...، يعرف أغلب المقاهي ودور السينما الأردنيّة ومن عشّاق العرض المستمر (للتّوفير) في سينما سلوى أو زهران، ويحفظ حوارات كلاسيكيّة قديمه تربّينا عليها وعشناها...، وقع في حبّ بنت الجيران مراهقاً فكتب لها رسائل وأشعار سخيفةٍ ساذجة وألقى بها من فوق سورهم إلى الباحة والتقطتها أمّها...، وكان أهله يعتمدون عليه في حصد الزّرع و (تغميره) ودرسه وخزنه...بالإضافة إلى أنّه يرعى غنمهم وماعزهم...، تزوّج ابنة عمّه التي لم يُحببها فأحبها بعد أن تزوّجها...، وأثّثَ بيته بالأقساط...، في جبهته آثار سطوةٍ جرّاء سقوطه بعد أن (عنفص) به حمارهم الأخضر...، أو آثار كيٍّ على أعلى ذراعه الأيسر غالباً ما تكون دائريّة بعد علاجه من (أبو دغيم) أو (الجعام) أو (الفداق)... !
نريده وقد دخّن (سباريس) وقمع السّجائر بعد أن يرميها الكبار في الأفراح (والرّقصات)...، أصيب بتسمّمٍ لتناوله (الطّنّ) مع البيض واللبن، جرّب كلّ أنواع (القلّ) ولم يزده إلّا كرامةً وعصاميّة...، سُرقَ و (نُشلَ) وأكل (كتلةً) باشتراكه وتورّطه بمشاجرةٍ مع (عيال عمّه) ضد (عيال خالته)، طُرِد من صلاة التّراويح ولو مرّةٍ واحدة بعد خروج رائحةٍ كريهة من قدميّه أو من بين (زروره)، أو بعد ( دفرَ) المصلّين وهم ساجدين...!
نريده مشجّعاً كرويّاً ومتعصّباً للفيصلي أو الوحدات أو الرّمثا...، يعرف سعر الدّقيقة من خط جيش لجيش أو جيش لديوان أو أورنج لفاست لينك...، وسعر (باكيت) الدّخان من نوع (كريّم) و (ونستون) ويعرف ثمن أجرة الباص من عمّان للزّرقاء، وسعر كيلو البندورة والبطاطا، ويفرق بين الحمص والمسبّحه والقدسيّه، لديه هواية ما حتّى لو كانت هواية جلي أو طبخ...، له قرية أو محافظة يتواجد فيها بالمناسبات (أعياد، أفراح، جنازات...) يتحدّث بالعاميّة الفصيحة ويستشهد لنا بآيات وأحاديث وشعرٍ نبطيّ وفصيح فنستمع له ونستفيد ونتعلّم...، يتواصل (بالفيس بوك) مع من يريدها (فيسَ بوك)، ووجهاً لوجه مع من يريدها وجهاً لوجه، يأكل (هيطليّه) و (لزّاقيّات) عند أهله و (نسوان) أُخوته وأعمامه، ليس له أبواق تتحدّث باسمه فكلامه يُغني...، ونريده ذكيّاً يترك أثراً وحماساً في نفوسنا كلّما تحدّث ونتداول كلامه كمأثوراتٍ يتوارثها أبناؤنا ومن بعدهم...!!!
نريده ألمعيَّ الفكر ثوريّ العرق والنّزق...؛ فيجعل مدينة الزّرقاء ومعان والمفرق كعمّان...، ووزارة الشّباب أو الزّراعة بقوّة وزارة الدّاخليّة والدفاع، لديه الجرأة في إعادة النّظر في الاتفاقيّات الاقتصاديّة كالغاز والبوتاس مثلاً والسّياسيّة كوادي عربة وكامب ديفيد وغيرها...، يستخدم القوّة في حالات التّعدّي على أراضي الدّولة أو الأراضي الزّراعية أو مصادر المياه من قبل المتنفّذين والفرد الواحد...، ويأمر بزراعة القمح والشّعير ويدعمهما...، يُعيّن السّفراء ويسحبهم في حال تقاعسوا عن واجباتهم أو تعرض أيّ أُردنيٍّ يُقيم في الخارج لمهانةٍ أو أذىً أو مسّاً لكرامته!
نريده (زِين لسان وكثير إحسان) حلّالاً لا وعّاداً، نثق به ونثق بفريقه ونستمع لنصحهم وإرشادهم، نريده رئيساً عن قناعةٍ وحبٍ قبل أن يكون مُعيّناً...، يُصلّي العيد (بدشداشة) بيضاء و (شبشب) مثله مثل كل الأردنيين، شريفاً إذا خاصم، مُنحازاً على الأغلب ودائماً للمساكين والفقراء، يُزعجه المدح والمديح ويُنبّهه النّقد والاعتراض...، يسير بشوارعنا ولا يتجنّبها أو يتحاشاها، يخضع للإرادة الشّعبيّة ويفتخر بالتزامه بها وفيها ومعها...
نريد رئيساً (رجلاً) يحكمنا...، ونهلّ عليه دموعنا غاليةً عزيزة إذا هو غادر الرّئاسة وانتهت ولايته أو فارق الحياة...!
نعم...، كلّ ما نريده هو أن يحكمنا ولو مرّة رجال لا ذُكور...حتّى لو كانت امرأة وفي داخلها رجل...!!!