يا مدارس.. يا مدارس
يفترض أن حملة مكثفة انطلقت مع بدء العام الدراسي للرقابة على المقاصف وخزانات المياة والمرافق الصحية للمدارس. بصراحة هذه الحملة يجب أن تمتد إلى نهاية العام الدراسي لا أن تتوقف عند زيارة شكلية أو تنبيه خجول ثم لا يتم اتخاذ اجراءات حازمة بخصوص المخالفات التي تمس صحة الطالب بشكل مباشر، ونأمل أن تترجم تأكيدات وزير الصحة بهذا الشأن إذ أكد أن الاجراءات لهذا العام ستكون بهذا الصدد مكثفة وصارمة.
اغلب المقاصف في المدارس ، حكومية وخاصة، لا تتوفر فيها شروط السلامة، ويتم اعداد السندويشات بها بشكل عشوائي سريع ولا يراعي النظافة واجراءات السلامة ومن هذه المقاصف للأسف ما يكون قريبا من دورات المياه، أما على سيرة دورات المياه فهذه قضية لوحدها، فهي محدودة العدد في الغالب ومهملة الصيانة وهذه مشاكل اضافية إلى جانب قلة النظافة. نسمع لوماً من ادارات المدارس على الطلاب أنفسهم، هذا صحيح أن للطالب دور في تردي المرافق وهذا سلوك متوقّع إذ يجب أن يرافق استخدام المرافق توعية لمنع انتشار الأمراض أو الأوبئة وارشادات واجراءات عقابية ان اقتضى الأمر لأن هناك ثقافة اللامبالاة بالممتلكات العامة ، فإن كان بعض الطلبة يجهل اجراءات النظافة ويحتاج تثقيفاً فهنالك قسم آخر يتعمد اتلاف المرافق والاضرار بها، لكن توجيه لوم للطالب وحده غير منطقي حين يكون العطل في المرفق نفسه أو لا يوجد به ماء أو تنقصه المنظفات والصابون والمطهرات ناهيك عن غياب التهوية الجيدة التي تحفظ الجو داخل المرافق نظيفا او معقماً.
أمّا الأذنة المسؤولين عن التنظيف فعددهم قليل وعليهم ضغط كبير في تنظيف كافة مرافق المدرسة، أهم الحلول يكمن في توفير الكوادر المسؤولة عن البيئة الصحية لدورات المياه وتعيين آذن أو آذنة مهمتهم فقط الحفاظ على البيئة الصحية للمرافق الصحية وهذا عادة لا يعطى الأولوية.
المفارقة أن شروط النظافة وتأمين مستلزماتها تنطبق على المرافق الخاصة بالمعلمين والمعلمات ، وأقفال الأبواب فيها ليست معطلة ولا ينقصها الماء أو المعقمات.
الشكوى المتعلقة بالمرافق والمقاصف تسمعها من الطلاب كل عام بالرغم من ارتفاع أقساط المدارس فهي مشكلة تشترك فيها المدارس الحكومية والخاصة، وأظن أن الاهتمام بها لا يجب أن يقل أهمية عن الاهتمام بمدخل المدرسة وواجهتها.
هذه دعوة جدية إلى التشدد في تقارير الصحة المدرسية التي ترفع الى وزارة التربية والتعليم وعدم تهاون مدراء المدارس في تصويب أوضاعها أو الاستهانة بتخصيص موارد مالية كافية للصيانة وأمور النظافة واشتراطات التشغيل والاستخدام.
(الراي)