2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاساءة للرسول ..الغرب ليس مسيحيا

أسعد العزوني
جو 24 :

بكل البساطة المعهودة ،والفهم المتعمق ،فان الاساءة للرسول الكريم محمد " ص" ،والتي تطل علينا بين الفينة والأخرى ،من خلال مغمورين ومجهولين في بلدانهم ،منذ المؤامرة اليهودية على الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من أيلول /سبتمبر 2001 ،وتمثلت بانهيار البرجين ،وما تبعها من عمليات متفرقة على الأرض وفي الجو الجو ،في كل من واشنطن ونيويورك، وفي مقدمتها محاصرة الرئيس الأمريكي السابق بوش الابن في الجو ،انما تدل دلالة قطعية على ان الغرب ليس مسيحيا ولو كان كذلك ،لما سمح لهؤلاء المجذفين بالقيام بما يفعلونه على هذا النحو.


وبما أننا نشاهد حاليا فيلما " سفاهة" تسيء لأصحابها ومموليها ومروجيها والمدافعين عنها أولا ،ولا تسيء للرحمة المهداة رسول المحبة والسلام محمد " ص"، فان أبسط ما يقال في هذا الفيلم ،وما سبقه من سفاهات بدأت في الدنمارك برسوم مسيئة ،وجدت مع الأسف عربا ومسلمين منسحقين بالترويج لها ،أنها من ألفها الى يائها تشكل تحالف مجهولين مغمورين محتالين في بلدانهم.


فهذا الفيلم الأخير يضم شبكة من المجهولين وهم القبطي المتأمرك موريس صادق الذي يقال أنه مول الفيلم، بالاشتراك مع يهود آخرين،وحارق المصحف الأمريكي القس تيري جونز الذي روج للفيلم،وممثله ومنتجه ومخرجه المجهول سام باسيل ،الذي اعترف بعظمة لسانه من جحره الذي يختبيء فيه ،أنه يهودي اسرائيلي أمريكي ،قام بذلك دعما لاسرائيل ،وأنه يكره الاسلام ويرى فيه " سرطانا" على حد هرطقاته.


وكل هؤلاء يشكلون واجهة وعناوين لاسرائيل تستخدمهم لتنفيذ أجندتها التدميرية للعالم أجمع وفي مقدمته الغرب " المسيحي " ، الذي يوفر لها الدعم المتواصل ليس حبا فيها ،ولا كراهية للفلسطينيين ،بل خوفا من عودة يهود الى الغرب مرة أخرى، ليمارسوا الفساد والافساد في بلدانهم الأصلية.
قلت في البداية أن الغرب ليس مسيحيا ،وعندي ما يثبت ذلك ،اذ أنهم لو كانوا مسيحيين عقيدة صحيحة ،لما اتخذوا موقفا معاديا من الاسلام والمسلمين ،ولو كانوا عقديين فعلا ،لقرأوا القرآن الكريم وتمعنوا فيه ،ولمسوا بأم اعينهم وتلابيب عقولهم ،نظرة الاسلام والمسلمين للسيدة البتول وابنها عيسى عليهما السلام.


ففي القرآن الكريم سورة كاملة اسمها " مريم" وهذا تكريم ما بعده تكريم ،كما أن الخطاب القرآني المتعلق بالسيدة العذراء وابنها عيسى عليهما السلام،يفوق حتى أدب الحديث المتعارف عليه ،فهو يخاطب ويتحدث عن السيدة العذراء وابنها يسوع عليهما السلام ،بطريقة غاية في الأدب والاحترام ،وهي تناسب قدر المتحدِث وهو الله سبحانه وتعالى والمتحدَث عنهما وهما السيدة البتول وابنها عيسى عليهما السلام.


بينما لو نظرنا الى التوراة والتلمود ،وهما سلاح يهود بحر الخزر الحاليين ،لوجدنا أنهما يقطران سما زعافا، ويصفون السيدة البتول وابنها السيد المسيح عليهما السلام ،بما يتناسب مع عقلية يهود بحر الخزر،ويشتمونهما بأقذع الشتائم ،وظهر ذلك ليس في التوراة والتلمود فقط ،بل في أعمال فنية عرضتها القناة العاشرة في التلفاز الاسرائيلي.


والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :لماذا تفعل اسرائيل ذلك وهي التي تتمول وتتنفس من رئة الغرب ،بعد الرئة الاسلامية –العربية؟ والجواب غاية في البساطة ،وهي أنها وجدت في الغرب من ينسحقون أمامها ويتماهون معها ،بعد أن استطاع مارتن لوثر كينغ اعادة الاعتبار لليهود، بأنهم أناس محترمون وأن المسيح عليه السلام خرج من بين ظهرانيهم.


وهي بذلك تهدف الى ضرب سرب من العصافير بحجر واحد ،وفي المقدمة اثارة الفتنة الطائفية في مصر تحديدا ،كون هناك مشاركة أقباط متأمركين متأسرلين في هذا الفيلم،واشعال النار مجددا في الشرق الأوسط برمته ،وتعميق الشرخ بين العرب والمسلمين وبين امريكا تحديدا ،ورأينا كيف كان السفير المريكي في ليبيا هو الضحية الأولى لهذا الفيلم.


وتريد اسرائيل بذلك الهاء العالم عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني،وعدم الضغط عليها للتوصل الى حل مع الفلسطينيين .ومع ذلك فاني أحمل جزءا كبيرا من المسؤولية للعرب والمسلمين الذين أهملوا الغرب وتركوه نهبا لاسرائيل ويهود بشكل عام ،يعيثون فيه فسادا وافسادا وتضليلا بأنهم اصحاب حق في فلسطين.


لا أطالب المسلمين بسن الرماح والسيوف لغزو الغرب ،بل أقول أن مقاطعة جدية ولو ليوم واحد للبضاعة الأمريكية والاسرائيلية والغربية بشكل عام ،واعلان ذلك رسميا،وأن يقوم التجار العرب والمسلمون بعدم التعامل مع الغرب في ذلك اليوم،كل ذلك كفيل باجبار الغرب على الصحوة تجاه الشرق الأوسط وقضاياه واعادة التفكير بمواقفه تجاهنا وتجاه اسرائيل على حد سواء.


وهذه رسالة ايضا الى أولي الأمر من المسلمين الذين تعهدوا وعاهدوا بريطانيا ومن بعدها أمريكا على السمع والطاعة ،أن اسرائيل لا تحترم أحدا وها هي تصفعهم جهارا نهارا وفي عقيدتهم.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير