تفسير, قد لا يكون مقنعاً!
طارق مصاروة
جو 24 : ننسى دائماً أن الموقف السياسي لدولة في حجم الاردن وظروفها الداخلية والاقليمية, لا يمكن أن يكون موقفاً اعلامياً مجانياً.. وحاضراً بشكل دائم.
لماذا لا نقول شيئاً في تنامي الدور الروسي في الشقيقة سوريا؟ لماذا لا نغلق السفارة الاسرائيلية في عمان؟ ولماذا لا نلغي معاهدة السلام مع اسرائيل؟! لماذا تخفت اصوات مجلس التعاون الخليجي في توجهها للاردن؟ لماذا لا نشارك المجلس في حرب اليمن؟
.. اسئلة كثيرة بعضها انتقيناه هنا, وبعضه مضمر في الشأن الايراني أو العراقي أو اللبناني أو الليبي. لكننا في كل الاحوال نتمنى على المشغولين في استكناه الدور الاردني في كل ما يجري في المنطقة, بعض التواضع في تقييم حجم وتأثير الاردن في هذه القضايا فرادى أو مجموعة
سنقول شيئاً آخر قد يفسر:
فالاردن تجاوز مرحلة التخوف من وصول الصراع الى حرب مذهبية, الى مرحلة اليقين بأنها كذلك. ونحن لسنا ولا يمكن ان نكون جزءاً من هذه الحرب فنشوء الدولة الاردنية قام على الاساس القومي والعروبي. واذا كان انكشف الغطاء على الذين تاجروا بالقومية والعروبة. فالاردن بقي متمسكاً به, كما هي.
في فلسطين يحاول الكيان الصهيوني ان يحول صراعه الباطل مع الفلسطينيين الى حرب بين المسلمين واليهود. فذلك آخر اوراقه لاستنزاف الدين في اهداف استعمارية تقوم على التمييز العنصري, وعلى المحاولات المستمرة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه!
والكيان الصهيوني يستفيد من حالة العداء المذهبي التي تأكل المنطقة, ويندس فيه باسم محاربة الارهاب.. طبعاً الارهاب الاسلامي. فيقتل الاطفال في الشوارع ويهدد الفلسطينيين في القدس بحرمانهم من الجنسية الاسرائيلية.. وهم لا يحملونها ويقول أنه يعاني مما يعانيه العالم من الارهاب, والتهجير الذي ينتج عنه.
ونعود الى موقع الدولة المدنية الاردنية: فنحن لا يمكن ان نكون مع داعش والنصرة بعامل كيان الدولة, واخلاقياتها. ولا يمكن أن نكون مع النظام السوري, اولاً لأننا لسنا علويين, ولا نؤمن بولاية الفقيه الايراني.
واذا كان لروسيا او لأميركا مطامع للسيطرة على هذا القطر, أو تفكيكه الى كيانات تابعة, فليس لنا مثل هذه المطامع, ولا نؤمن بشراكة أي من القوتين, لاننا قوميون وعرب ونؤمن بثورة التحرر العربي التي قامت قبل قرن من الزمان.. وبرموزها: الحسين بن علي, وفيصل وعبدالله وزيد.. وبالدولة التي تحمل هم الثورة منذ نشوئها.
لسنا من الغائبين عما يجري من فواجع وكوارث, وحتى اذا رغبنا فإن مليوناً ونصف المليون سوري يذكروننا في مقامهم بيننا, أو بقية الاكثرية السورية التي تملأ اوروبا والعالم هرباً من وطن يقتل فيه الحكم الناس من الجو أو من فوهات المدافع.
لسنا من الغائبين, ولكننا غير قادرين على التغيير, وغير راغبين في زج بلدنا بمغامرات لا نعرف أي ضوء في انفاقها.
(الرأي)
لماذا لا نقول شيئاً في تنامي الدور الروسي في الشقيقة سوريا؟ لماذا لا نغلق السفارة الاسرائيلية في عمان؟ ولماذا لا نلغي معاهدة السلام مع اسرائيل؟! لماذا تخفت اصوات مجلس التعاون الخليجي في توجهها للاردن؟ لماذا لا نشارك المجلس في حرب اليمن؟
.. اسئلة كثيرة بعضها انتقيناه هنا, وبعضه مضمر في الشأن الايراني أو العراقي أو اللبناني أو الليبي. لكننا في كل الاحوال نتمنى على المشغولين في استكناه الدور الاردني في كل ما يجري في المنطقة, بعض التواضع في تقييم حجم وتأثير الاردن في هذه القضايا فرادى أو مجموعة
سنقول شيئاً آخر قد يفسر:
فالاردن تجاوز مرحلة التخوف من وصول الصراع الى حرب مذهبية, الى مرحلة اليقين بأنها كذلك. ونحن لسنا ولا يمكن ان نكون جزءاً من هذه الحرب فنشوء الدولة الاردنية قام على الاساس القومي والعروبي. واذا كان انكشف الغطاء على الذين تاجروا بالقومية والعروبة. فالاردن بقي متمسكاً به, كما هي.
في فلسطين يحاول الكيان الصهيوني ان يحول صراعه الباطل مع الفلسطينيين الى حرب بين المسلمين واليهود. فذلك آخر اوراقه لاستنزاف الدين في اهداف استعمارية تقوم على التمييز العنصري, وعلى المحاولات المستمرة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه!
والكيان الصهيوني يستفيد من حالة العداء المذهبي التي تأكل المنطقة, ويندس فيه باسم محاربة الارهاب.. طبعاً الارهاب الاسلامي. فيقتل الاطفال في الشوارع ويهدد الفلسطينيين في القدس بحرمانهم من الجنسية الاسرائيلية.. وهم لا يحملونها ويقول أنه يعاني مما يعانيه العالم من الارهاب, والتهجير الذي ينتج عنه.
ونعود الى موقع الدولة المدنية الاردنية: فنحن لا يمكن ان نكون مع داعش والنصرة بعامل كيان الدولة, واخلاقياتها. ولا يمكن أن نكون مع النظام السوري, اولاً لأننا لسنا علويين, ولا نؤمن بولاية الفقيه الايراني.
واذا كان لروسيا او لأميركا مطامع للسيطرة على هذا القطر, أو تفكيكه الى كيانات تابعة, فليس لنا مثل هذه المطامع, ولا نؤمن بشراكة أي من القوتين, لاننا قوميون وعرب ونؤمن بثورة التحرر العربي التي قامت قبل قرن من الزمان.. وبرموزها: الحسين بن علي, وفيصل وعبدالله وزيد.. وبالدولة التي تحمل هم الثورة منذ نشوئها.
لسنا من الغائبين عما يجري من فواجع وكوارث, وحتى اذا رغبنا فإن مليوناً ونصف المليون سوري يذكروننا في مقامهم بيننا, أو بقية الاكثرية السورية التي تملأ اوروبا والعالم هرباً من وطن يقتل فيه الحكم الناس من الجو أو من فوهات المدافع.
لسنا من الغائبين, ولكننا غير قادرين على التغيير, وغير راغبين في زج بلدنا بمغامرات لا نعرف أي ضوء في انفاقها.
(الرأي)