الضمير الغائب .. ولك العتبى يا عمّان؟؟
ا.د عدنان المساعدة
جو 24 : مسلسل تراجيدي ما تعرضت له عاصمتنا الحبيبة عمّان بسبب عقوق بعض مسؤوليها الذين تركوا ضمائرهم الغائبة في ادراج مكاتبهم وخزائنهم المقفلة غير آبهين لنتائج الكوارث التي ساهموا فيها بسبب تقصيرهم، وبسبب عدم المتابعة وعدم المساءلة لانهم لا يفكرون الا بلغة الأنا المقيتة والشوفانية الهابطة والاستعراض الناقص... قبل اسابيع كانت حادثة جمرك عمان، حيث انفجرت حاوية العاب نارية وخلفت ما خلفت من دمار وقتل لابرياء وأنتهى الامر باقالة مدير عام الجمارك. وبقي ضمير الغائب غائبا وهاربا عند جميع المقصرين بواجبهم الذين هم مسؤولون عن هذا الحادث الذي نجم بسبب الاهمال وعدم المتابعة وعدم احترام وتطبيق القانون الذي يمنع دخول هذه المفرقعات النارية... وهل بادر مجلس النواب والحكومة في تقديم مشروع قانون يجرم من يتاجر بها ويدخلها الى البلاد التي تكون آثارها سيئة على العباد والبلاد كذلك، أم ننا إستمرأنا ذلك وتتحرك الفزعات فقط وقت حدوث الحادث وعندما تدلهم الخطوب وعندها تصدر التصريحات من هنا وهناك للتفسير والتبرير والتنصل من مواجهة الحقيقة والاعتراف بالأخطاء ووضع اللائمة على الآخرين وان كانوا من أصدقائنا الطليان، وعندما يقع الفأس بالرأس لم يعد التصريح ولا التبرير ولا التفسير مفيدا، ولم يعد ينطلي التذاكي على شعب ذكي يرى بأم عينه تقصير مسؤول هنا وعدم متابعة مسؤول هناك لأن همه الأول نفسه.
ويتكرر المشهد مرة أخرى صباح يوم الخميس 5-11-2015 بعد مرور 45 دقيقة من غزارة الامطار فقط طعنت عاصمتنا في خاصرتها وغرقت عمّان وحدث ما لم نكن نتوقعه حيث أن تصريحات بعض المسؤولين في السابق كانت مطمئنة من حيث الإستعداد لموسم الشتاء الذي هو في بداياته الآن، ولكن ضمير الغائب ظل هاربا من وجه العدالة في الوقت الذي يخرج فيه نفر من المنظرين والمتفيهقين الذين يصرفون الكلمة تلو الكلمة وحروف الكلمات تتناثر في الفضاء غير أبهة بما يقولون وينطبق على اقوالهم "رب كلمة تقول لصاحبها دعني" وينطبق على اقوالهم قول الله تعالى "كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون".
ولم يستطع أحد أن يعيد الأمور إلى توازنها وطبيعتها كلما أزفت الأزفة سوى تدخل قوات جيشنا العربي الباسل بتشكيلاته من الدفاع المدني وألامن العام وقوات الدرك وآليات الجيش التي عملت بضمير حاضر ومسؤول ومؤسسي لأن نهج عملهم هو الميدان، ولأنهم تربوا على العمل الجاد والمسؤول بعيدا عن الأضواء والكاميرات. إن نشامى قواتنا المسلحة جيشنا العربي هم الذين يعتلون المشهد دائما، وهم القادرون على حماية بلدنا العزيز إنسانا ومقدرات إيمانا راسخا ونهجا واضحا إختطوه في حياتهم.
يا صاحب الشأن سيدي ومولاي جلالة الملك المفدى، إن بعض مسؤولينا حمولة زائدة ولا هم لهم إلا ما يخدم مصالحهم وإن كانوا ينظرون ويتصدرون المجالس، كلمة "الأنا" عندهم مقدسة، أما الشأن العام وتصويب ومعالجة الخلل أنى وجد فهو خارج قاموسهم ويتبنون شعار " خلي الأمور ماشية على ما هي عليه لان ذلك أسلم له" واذا سألتهم عن شيء ما فإجابتهم حاضرة "كل شيء تمام يا سيدي" فلا معالجة لأخطاء ولا محاسبة لمقصر ولا مراقبة لموظف يقوم بواجبة أم لا، فيتم ترحيل الأخطاء وتراكمها ويضعف الإنتماء للعمل المؤسسي وعندما تطفو الأمور على السطح كما حصل في عمّان التي لا تستحق ذلك بسبب التقصير وعدم الاهتمام وبسبب طغيان الضمير الغائب فلك العتبى يا عمّان يا عاصمة الكون كله حتى ترضين ولك العتبى يا وطن الكرامة والمجد حتى ترضى. فمتى تصحو هذه الضمائر الخربة لتحل مكانها الضمائر المسؤولة التي تخاف الله في وطنها وتحترم المكان والزمان وتعمل للوطن الأغلى والأجمل دون منة، ولنا في قواتنا المسلحة القدوة والمثل الأعلى الذين يسيرون على نهج مليكنا المفدى الذي يعيد الأمور الى مسارها الصحيح كلما تعرض أردننا الى تقصير المقصرين وإستهتار المتعالين والأنانيين الذين لم يقرأوا قول الله تعالى "وقفوهم إنهم مسؤولون". وليعلم المقصرون والأنانيون أن على هذه الأرض رجال أشداء صابرون قابضون على حب الوطن... ويبذلون أرواحهم وكل ما يملكون ليبقى سيد الأوطان صلبا لا ينحني أمام الرياح مهما كانت عاتية قوية بل يخرج أشد عودا وأكثر صلابة وإيمانا بأن ابناءه سيبقون الأوفياء ما دامت لنا الحياة على هذا التراب الذي يشع كبرياء وألقا وكرامة.
نعم يا سيدي، رجال المهام الصعبة جنودك البواسل هم حماة الوطن الحقيقيون وهم سياجه المنيع الذين يسطّرون دائما "لبيك يا أردن" واقعا عمليا، وهم يرددون لك منا العهد لنكون عند حسن ظن وطننا ومليكنا وقائدنا بنا ولنكون القدوة والمثل الأعلى في الميدان وفي ساحات العمل متحمّلين أقسى الظروف وجباهنا مرفوعة لا ولم ولن تنحني الا لرب السماء، وسواعدنا قوية لن تثنها قوة اعصار أو شدة ريح... هدفهم في هذه الظروف فتح الطرق المغلقة، وتخفيف الآم المرضى ونقلهم واسعافهم إلى المستشفيات، وتأمين إحتياجات الناس الذين تقطعت بهم السبل، وكانوا جميعا كالجسد الواحد حيث تضافرت الجهود بإحترافية عالية وكانوا بحق الأمناء على حياة الناس والمجتمع كلما إدلهمت الخطوب.
لقد أصبح راسخا لدى القاصي والداني أن جيشنا العربي هو صمام الأمان وذخر لأردننا الغالي وهم رجال الأزمات والمواقف الصعبة الذين تربوا على العمل والإنجاز والإخلاص لوطنهم وقيادتهم الهاشمية الحكيمة التي توجههم دائما الى التضحية والإرادة التي لا تلين لها قناة، ولقد سطّروا بحق بعملهم وإخلاصهم معنى الإنتماء الحقيقي لهذا التراب ولهذه الارض، واحتلوا مكانا عليا في قلوب الناس وكانوا موضع إعتزاز بوقفة الرجولة والإيثار التي وقفوها بشموخ وأنفة تجاه وطنهم إنسانا ومؤسسات وحفاظا على المقدرات والممتلكات. نعم، لقد نجحت المؤسسة العسكرية بإدارة الأزمات دائما وكانت محط إعجاب الناس ونالت ثقتهم وأدت رسالتها خير الأداء وكانت العون والسند والظهير للوطن وابنائه فبوركت هذه السواعد الأبيّة وبوركت تلك الهامات العالية التي ُيزين جباهها التاج المكلّل بالعز والفخار.
و تحية لكل الجهود المخلصة التي تعمل وتعمل دون أن تنتظر شيئا سوى أن ترى أردننا عزيزا قويا متماسكا مهما أشتدت الأحوال والظروف حيث أن الأمانة تقتضي تقدير نماذج النخوة والشهامة من قبل المنتمين لوطنهم في بذل جهود المساعده بإنقاذ ما يمكن انقاذه حيث شاهد الجميع الفيديو الذي صور الجرأة المنقطعة النظير والبطولة الحقة والإحساس بالمسؤولية التي قام بها الشاب راكان قطيشات وعدد من زملائه لإنقاذ ستة اطفال من موت محقق في منطقة حي نزال داهمت الأمطار منزلهم، الأمرالذي يدعونا الآن إلى ضرورة إستثمار هذه الطاقات وأن تتبنى الجهات المسؤولة مثل مؤسسة رعاية الشباب والجامعات والمدارس نهجا بالتنسيق مع مديرية الدفاع المدني وذلك بتشكل فرق عمل ميداني تستثمر طاقات الشباب وتدريبهم على أساليب الإنقاذ والإسعاف في أماكن سكنهم ليكونوا رديفا يساعد ما أمكن من تخفيف آثار الأزمات الطارئة التي قد تحدث لا سمح الله.
وليهنأ النائمون والمنظرون في سباتهم العميق الذين لا يعرفون من المسؤولية الا لغة الأخذ لا العطاء والأقوال لا الأفعال، وأرتضوا أن تكون ضمائرهم غائبة عن مشهد الأزمات والظروف القاسية ديدنهم اللهاث وراء مطامح أنانية رخيصة تحركها قلوب أصابها المرض يضعون الحق بسبب غياب ضمائرهم على المرحوم اللغوي "سيبوية" الذي اخترع مصطلح الضمير الغائب، كما يلقون باللائمة في ذلك على الطليان الذين لم يقوموا في التأكد من سلامة الإجراءات قبل حلول فصل الشتاء، يتذاكون على غيرهم والعذر أقبح من الذنب، وما أقسى ذلك على النفوس الأبية والقلوب التي لم تتلوث مهما كانت المغريات. وحمى الله الأردن قيادة وأرضا وإنسانا ومقدرات.
* كاتب واستاذ جامعي جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
ويتكرر المشهد مرة أخرى صباح يوم الخميس 5-11-2015 بعد مرور 45 دقيقة من غزارة الامطار فقط طعنت عاصمتنا في خاصرتها وغرقت عمّان وحدث ما لم نكن نتوقعه حيث أن تصريحات بعض المسؤولين في السابق كانت مطمئنة من حيث الإستعداد لموسم الشتاء الذي هو في بداياته الآن، ولكن ضمير الغائب ظل هاربا من وجه العدالة في الوقت الذي يخرج فيه نفر من المنظرين والمتفيهقين الذين يصرفون الكلمة تلو الكلمة وحروف الكلمات تتناثر في الفضاء غير أبهة بما يقولون وينطبق على اقوالهم "رب كلمة تقول لصاحبها دعني" وينطبق على اقوالهم قول الله تعالى "كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون".
ولم يستطع أحد أن يعيد الأمور إلى توازنها وطبيعتها كلما أزفت الأزفة سوى تدخل قوات جيشنا العربي الباسل بتشكيلاته من الدفاع المدني وألامن العام وقوات الدرك وآليات الجيش التي عملت بضمير حاضر ومسؤول ومؤسسي لأن نهج عملهم هو الميدان، ولأنهم تربوا على العمل الجاد والمسؤول بعيدا عن الأضواء والكاميرات. إن نشامى قواتنا المسلحة جيشنا العربي هم الذين يعتلون المشهد دائما، وهم القادرون على حماية بلدنا العزيز إنسانا ومقدرات إيمانا راسخا ونهجا واضحا إختطوه في حياتهم.
يا صاحب الشأن سيدي ومولاي جلالة الملك المفدى، إن بعض مسؤولينا حمولة زائدة ولا هم لهم إلا ما يخدم مصالحهم وإن كانوا ينظرون ويتصدرون المجالس، كلمة "الأنا" عندهم مقدسة، أما الشأن العام وتصويب ومعالجة الخلل أنى وجد فهو خارج قاموسهم ويتبنون شعار " خلي الأمور ماشية على ما هي عليه لان ذلك أسلم له" واذا سألتهم عن شيء ما فإجابتهم حاضرة "كل شيء تمام يا سيدي" فلا معالجة لأخطاء ولا محاسبة لمقصر ولا مراقبة لموظف يقوم بواجبة أم لا، فيتم ترحيل الأخطاء وتراكمها ويضعف الإنتماء للعمل المؤسسي وعندما تطفو الأمور على السطح كما حصل في عمّان التي لا تستحق ذلك بسبب التقصير وعدم الاهتمام وبسبب طغيان الضمير الغائب فلك العتبى يا عمّان يا عاصمة الكون كله حتى ترضين ولك العتبى يا وطن الكرامة والمجد حتى ترضى. فمتى تصحو هذه الضمائر الخربة لتحل مكانها الضمائر المسؤولة التي تخاف الله في وطنها وتحترم المكان والزمان وتعمل للوطن الأغلى والأجمل دون منة، ولنا في قواتنا المسلحة القدوة والمثل الأعلى الذين يسيرون على نهج مليكنا المفدى الذي يعيد الأمور الى مسارها الصحيح كلما تعرض أردننا الى تقصير المقصرين وإستهتار المتعالين والأنانيين الذين لم يقرأوا قول الله تعالى "وقفوهم إنهم مسؤولون". وليعلم المقصرون والأنانيون أن على هذه الأرض رجال أشداء صابرون قابضون على حب الوطن... ويبذلون أرواحهم وكل ما يملكون ليبقى سيد الأوطان صلبا لا ينحني أمام الرياح مهما كانت عاتية قوية بل يخرج أشد عودا وأكثر صلابة وإيمانا بأن ابناءه سيبقون الأوفياء ما دامت لنا الحياة على هذا التراب الذي يشع كبرياء وألقا وكرامة.
نعم يا سيدي، رجال المهام الصعبة جنودك البواسل هم حماة الوطن الحقيقيون وهم سياجه المنيع الذين يسطّرون دائما "لبيك يا أردن" واقعا عمليا، وهم يرددون لك منا العهد لنكون عند حسن ظن وطننا ومليكنا وقائدنا بنا ولنكون القدوة والمثل الأعلى في الميدان وفي ساحات العمل متحمّلين أقسى الظروف وجباهنا مرفوعة لا ولم ولن تنحني الا لرب السماء، وسواعدنا قوية لن تثنها قوة اعصار أو شدة ريح... هدفهم في هذه الظروف فتح الطرق المغلقة، وتخفيف الآم المرضى ونقلهم واسعافهم إلى المستشفيات، وتأمين إحتياجات الناس الذين تقطعت بهم السبل، وكانوا جميعا كالجسد الواحد حيث تضافرت الجهود بإحترافية عالية وكانوا بحق الأمناء على حياة الناس والمجتمع كلما إدلهمت الخطوب.
لقد أصبح راسخا لدى القاصي والداني أن جيشنا العربي هو صمام الأمان وذخر لأردننا الغالي وهم رجال الأزمات والمواقف الصعبة الذين تربوا على العمل والإنجاز والإخلاص لوطنهم وقيادتهم الهاشمية الحكيمة التي توجههم دائما الى التضحية والإرادة التي لا تلين لها قناة، ولقد سطّروا بحق بعملهم وإخلاصهم معنى الإنتماء الحقيقي لهذا التراب ولهذه الارض، واحتلوا مكانا عليا في قلوب الناس وكانوا موضع إعتزاز بوقفة الرجولة والإيثار التي وقفوها بشموخ وأنفة تجاه وطنهم إنسانا ومؤسسات وحفاظا على المقدرات والممتلكات. نعم، لقد نجحت المؤسسة العسكرية بإدارة الأزمات دائما وكانت محط إعجاب الناس ونالت ثقتهم وأدت رسالتها خير الأداء وكانت العون والسند والظهير للوطن وابنائه فبوركت هذه السواعد الأبيّة وبوركت تلك الهامات العالية التي ُيزين جباهها التاج المكلّل بالعز والفخار.
و تحية لكل الجهود المخلصة التي تعمل وتعمل دون أن تنتظر شيئا سوى أن ترى أردننا عزيزا قويا متماسكا مهما أشتدت الأحوال والظروف حيث أن الأمانة تقتضي تقدير نماذج النخوة والشهامة من قبل المنتمين لوطنهم في بذل جهود المساعده بإنقاذ ما يمكن انقاذه حيث شاهد الجميع الفيديو الذي صور الجرأة المنقطعة النظير والبطولة الحقة والإحساس بالمسؤولية التي قام بها الشاب راكان قطيشات وعدد من زملائه لإنقاذ ستة اطفال من موت محقق في منطقة حي نزال داهمت الأمطار منزلهم، الأمرالذي يدعونا الآن إلى ضرورة إستثمار هذه الطاقات وأن تتبنى الجهات المسؤولة مثل مؤسسة رعاية الشباب والجامعات والمدارس نهجا بالتنسيق مع مديرية الدفاع المدني وذلك بتشكل فرق عمل ميداني تستثمر طاقات الشباب وتدريبهم على أساليب الإنقاذ والإسعاف في أماكن سكنهم ليكونوا رديفا يساعد ما أمكن من تخفيف آثار الأزمات الطارئة التي قد تحدث لا سمح الله.
وليهنأ النائمون والمنظرون في سباتهم العميق الذين لا يعرفون من المسؤولية الا لغة الأخذ لا العطاء والأقوال لا الأفعال، وأرتضوا أن تكون ضمائرهم غائبة عن مشهد الأزمات والظروف القاسية ديدنهم اللهاث وراء مطامح أنانية رخيصة تحركها قلوب أصابها المرض يضعون الحق بسبب غياب ضمائرهم على المرحوم اللغوي "سيبوية" الذي اخترع مصطلح الضمير الغائب، كما يلقون باللائمة في ذلك على الطليان الذين لم يقوموا في التأكد من سلامة الإجراءات قبل حلول فصل الشتاء، يتذاكون على غيرهم والعذر أقبح من الذنب، وما أقسى ذلك على النفوس الأبية والقلوب التي لم تتلوث مهما كانت المغريات. وحمى الله الأردن قيادة وأرضا وإنسانا ومقدرات.
* كاتب واستاذ جامعي جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية