jo24_banner
jo24_banner

وصفي لم ترحل وستبقى في ذاكرتنا الوطنية

ا.د عدنان المساعدة
جو 24 : لم يرحل وصفي أبدا، بل هو حي مضى على درب الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، مضى الى رحاب الله الأوسع من رحابنا على درب الشهيد الملك المؤسس عبد الله الاول بن الحسين طيب الله ثراه ... مازالت خطاك يا وصفى ماثلة في قلوب وعقول القابضين على جمرحب الوطن فعلا وقولا ... وما زال فكرك مدرسة لكل عربي وأردني مخلص ... وبقيت أقوالك راسخة كرسوخ جبال الشراة ومرتفعات السلط وهضاب عجلون لانها تركت الأثر في العقول والقلوب تحمل عنوان العمل والصدق والإنتماء لرسالة أمتك ووطنك الأردن الذي بذلت من أجله دمك الطاهر الزكي.

أي وصفي، لقد ولدت حرا أردنيا عربيا أبيا وعشت طودا شامخا في سماء وطنك الأردن الذي احببت وفضاءات قضايا الأمة، كما كنت أردنيا شهما مخلصا لوطنك ولقائد الوطن رفيق الدرب راحلنا العظيم حسيننا الباني، لم تهادن أحدا من أجل الوطن، ولم تعقد صفقات هنا أو هناك من أجل دراهم معدودة أو من أجل منفعة خاصة أو مال قذر كما يفعل الاتتهازيون وتجار المصالح الذين إنتفخت بطونهم بالمال الحرام وتراكمت ثرواتهم الشخصية على حساب ثروات الوطن، لا هم لهم الا ذواتهم وإرضاء انانيتهم المفرطة، حيث تغيرت المفاهيم وإنقلبت الموازين وفسدت ضمائرهم فالوطن بالنسبة لهم حقيبة سفر وأخذ لا عطاء. لقد مضيت أيها الأردني الأصيل والعربي الامين في نهجك النزيه في تحريم المال العام وزرعت في نفوس الأردنيين أن الأرض لا يحرثها الا ابناؤها المخلصون الصادقون، وأن الوطن لا يبنى الا ببذل أرواحنا رخيصة لتعلم الأجيال أن الوطن أكبر من جميعا.

إن أشباه الرجال والجيناء الذين امتدت أياديهم الغادرة الى إغتيالك ما زالوا يرتعدون خوفا وجزعا من شموخك الوطني الصادق وهيبة طلتك البهية لأنهم يدركون أنهم إغتالوا مشروعا وطنيا صادقا حيث أن الأمانة والخيانة لا يجتمعان، والصدق والكذب لا يلتقيان، ولان من يعمل لوطنه لا يلتقي مع من يعمل لكسب مغنم رخيص، ولأن نظافة اليد لا تلتقي مع الفساد والفاسدين والمفسدين.

رحمك الله يا وصفي يا من حرثت الارض بنفسك وزرعت مما تنتج من خيراتها بنفسك ومضيت الى رحاب الله لم تورث درهما ولا دينارا، بل تركت الديون تراكمت عليك لأنك آمنت أن اليد التي تعبث بالمال العام ومقدرات الوطن هي يد فاسدة قذررة وغير نظيفة، وكانت نفسك الأبية تأبى على مصافحتها، وكانت هذه الأيدي لا وجود لها في قاموسك الوطني الذي مارسته سلوكا وأمانة وجرأة استندت الى عقيدتك العسكرية الفذة وإيمانك المطلق بأن بناء الأوطان لا تبنيه إلاّ السواعد المؤمنة بربها المنتمية لوطنها وقيادتها الهاشمية سلوكا وممارسة بعيدا عن التسويف والتنظير حيث لم يتجرأ أحد في زمنك أن يتهاون في واجب أسند اليه، ولم يكن وجودا لمتقاعس في مؤسسات الوطن، وكنت تغرس مباديء أمانة المسؤولية والإنتماء الحقيقي لأردنيتك الصادقة التي ما تعارضت لحظة مع صدق انتمائك لقضايا أمتك. لقد مضيت وأنت مرتاح الضمير فطوبى لك يا أبا مصطفى وطوبى للغرباء من أمثالك في هذا الزمن الصعب الذي تم الدوس فيه على المباديء من قبل تجار المواقف والإتتهازيين.

لقد كنت يا وصفي بحق مشروعا وطنيا سعيت الى بناء قوة متماسكة نظيفة قادرة على مواجهة كل المؤمرات التي تريد النيل من عزيمة الاردن الهاشمي الوجه والعربي الرسالة، وستظل قطرات دمك الطاهر يا وصفي نبراسا لكل المخلصين وقصة ترويها الأجيال أن الأرض الأردنية تفديها أرواحنا ودماؤنا لتبقى أرض هذا الثرى عصية على كل الحاقدين. ستذكرك يا وصفي سهول الأردن وهضابه وتلاله وجباله... سيذكرك القيصوم والزعتر والشيح والدحنون.... ستذكرك تلك الأرض التي حوّلت طرقاتها وجبالها الى غابات خضراء وستذكرك سهول بلادي بقمحها وزيتونها لتزرع الكرامة في النفوس .... سيذكرك فقراء الأردن في قراه وبواديه.

لك الخلود يا وصفي وللغادرين الذين وجهوا رصاصات الغدر والخيانة الى جسدك الطاهر الخزي والعار والى يوم يبعثون، فنم قرير العين يا حبيب الأردنيين فقد عشت أبيا مرفوع الهامة لم تهادن باطلا ولم تخفض جناحا لمعتد أثيم وكنت الوفي لهذا التراب الذي عشقت، كما كنت سندا وعونا لأغلى الرجال حسيننا العظيم الذي عرف معادن الرجال الصادقين الأوفياء الى أن لاقيت ربك راضيا مرضيا، وسلام عليك يا وصفي مع الخالدين في مقعد صدق في عليين، وسلام على كل من يسير على نهجك بصدق انتمائه لثرى الاردن الطهور، وحمى الله الأردن أرضا وإنسانا ومقدرات ودام جلالة مليكنا عبد الله الثاني بن الحسين المفدى عنوان سيادتنا ورمز هويتنا سيدا وقائدا.

* استاذ جامعي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير