من ضيعه؟
جمال الدويري
جو 24 : وطني يضيع وهل تُرى حبي له قد ضيّعه؟
أبدا, أنا الذي عشق الجمال به إذ يتبعه
وأنا الذي قد هام بالريحان يخطر نعنعه
وأنا, وأنا الذي أردنّه في قلبه قد جمّعه
في كل جارحة لدي من وطني مدا,
وما هناك من قَدرٍ, يقوى على ان ينزعه
أبدا ولا مَلَكَ المتيّمُ غيره, هذا اسمه نغم الضلوع, أتسمعه؟
أردنُّ يا وطنَ الخلودِ الا ارتقي شُمّ الجهات الأربعه
وطني تنسّك في الفؤاد وكم أنا أديت نُسْكِي في زوايا الصومعه
أنا قد ضممت الجفن أحرس نومه وخشيت أن أبكي الضياع فأدمعه
أنا لست من سئم الهوى فمشى اليه يودعه
أنا لست من يرضى بإيلام الحبيب وإن هوى, أكفكف مدمعه
لا ولست انا, ولن أكون من نثر الغرام وجمّعه
أنا ما عبثت يوما بالشباب الغض من وطني كي أطمعه
أنا ما قصصت ذوائب الوطن المصون ولا قلمي امتطاه وقطّعه
أنا لم أبعْ منه الترابَ وما أهديته يوما لمن قد بَيَّعَه
وأنا, لست من هام بالمرآة تشبهه, فيقبّل رسمه أو يصفعه
لا, ولست من زرع النوى فاخْضَرَّ عودا, عاد يوما يقلعه
ولا أنا من بتّ جذر الشيح راسخة, ولا القيصوم ملَّ فَزَعْزَعَه
وما أنا من هز صرحَ الطيبين الصالحين الأولين ليجدعه
وهل أنا يا قومُ من أقعى يعاقر ذا الحلوب وأَضْرُعَه
وهل أنا يا أهلُ من يرتع بالنما فيعود يحرق مرتعه
أنا لست إمّعةً مضى خلف الفساد ولن أكون الإمعه
تبا لمن ظهر الفساد وشرّعه
أني أنا الضاد الذي قد قام يشهر اصبعه
والحرف قُنبلتي غدا إذ أطبعه
وكتائبُ الكَلِمِ الرصينة تُصدر قعْقَعَه
لن ترحم التجار والسمسار ولا الذي
قهر الأبيّ وروّعه
إني الشموخ الأردنيّ وأفتدي
وطنا غدا نَهْبَ الجراد ومرتعه
إنّي أنا الاحساس والأنّ العميق ومنبعه
وأنا الرقيق والوله العتيق ولا أطيق البعبعه
هذا دمي أُهديكَهُ, أردنُّ والموت أمنيتي كأساً يطيب فأجرعه
أنا لست هاوٍ, لا ولا حاوٍ يخاطب قُبَّعه
يهذي لها حينا, وحينا تستجيب القبعه
هذي أرانبكَ التي سئمتْ حُواةَ المنْفَعه
أطلِق سراحكَ سيدي, غادر غيابات الظلام,
فها أنا للريح أسمع جعجعه
واتْرك سرابا ما بحثتَ فلن تجد في البيد شيئا تبلعه
كابوسكَ الهاذي ذوى, ما عاد شيئا يمنعه
غادر مساحات الرماد كفى إن الحقيقة مُفزعه
اسمع فها جرس الحقيقة أقرعه
وطني يسحُّ كزئبقٍ من قبْضَتَيَّ تشبثت
بالريح بالأنواء والحُلُمِ الذي لم أشْبَعَه
أو مثل زنبقةٍ ذوتْ بعدَ انحسار المعْمعه
أنتم غُثاءُ السيلِ يمضي مثلما سحباً بصيفٍ مسرعه
نحن الأرادنُ لن نهادنَ أو نخافَ الزوبعه
لن نتركَ الأردنُّ نهبَ عصابةٍ متربّعة
يوما سيأتيهم قريبا يشربون محنظلاتٍ مُتْرعه
وطني يضيعُ فمن يا قومُ حقّاً ضيّعه؟
أبدا, أنا الذي عشق الجمال به إذ يتبعه
وأنا الذي قد هام بالريحان يخطر نعنعه
وأنا, وأنا الذي أردنّه في قلبه قد جمّعه
في كل جارحة لدي من وطني مدا,
وما هناك من قَدرٍ, يقوى على ان ينزعه
أبدا ولا مَلَكَ المتيّمُ غيره, هذا اسمه نغم الضلوع, أتسمعه؟
أردنُّ يا وطنَ الخلودِ الا ارتقي شُمّ الجهات الأربعه
وطني تنسّك في الفؤاد وكم أنا أديت نُسْكِي في زوايا الصومعه
أنا قد ضممت الجفن أحرس نومه وخشيت أن أبكي الضياع فأدمعه
أنا لست من سئم الهوى فمشى اليه يودعه
أنا لست من يرضى بإيلام الحبيب وإن هوى, أكفكف مدمعه
لا ولست انا, ولن أكون من نثر الغرام وجمّعه
أنا ما عبثت يوما بالشباب الغض من وطني كي أطمعه
أنا ما قصصت ذوائب الوطن المصون ولا قلمي امتطاه وقطّعه
أنا لم أبعْ منه الترابَ وما أهديته يوما لمن قد بَيَّعَه
وأنا, لست من هام بالمرآة تشبهه, فيقبّل رسمه أو يصفعه
لا, ولست من زرع النوى فاخْضَرَّ عودا, عاد يوما يقلعه
ولا أنا من بتّ جذر الشيح راسخة, ولا القيصوم ملَّ فَزَعْزَعَه
وما أنا من هز صرحَ الطيبين الصالحين الأولين ليجدعه
وهل أنا يا قومُ من أقعى يعاقر ذا الحلوب وأَضْرُعَه
وهل أنا يا أهلُ من يرتع بالنما فيعود يحرق مرتعه
أنا لست إمّعةً مضى خلف الفساد ولن أكون الإمعه
تبا لمن ظهر الفساد وشرّعه
أني أنا الضاد الذي قد قام يشهر اصبعه
والحرف قُنبلتي غدا إذ أطبعه
وكتائبُ الكَلِمِ الرصينة تُصدر قعْقَعَه
لن ترحم التجار والسمسار ولا الذي
قهر الأبيّ وروّعه
إني الشموخ الأردنيّ وأفتدي
وطنا غدا نَهْبَ الجراد ومرتعه
إنّي أنا الاحساس والأنّ العميق ومنبعه
وأنا الرقيق والوله العتيق ولا أطيق البعبعه
هذا دمي أُهديكَهُ, أردنُّ والموت أمنيتي كأساً يطيب فأجرعه
أنا لست هاوٍ, لا ولا حاوٍ يخاطب قُبَّعه
يهذي لها حينا, وحينا تستجيب القبعه
هذي أرانبكَ التي سئمتْ حُواةَ المنْفَعه
أطلِق سراحكَ سيدي, غادر غيابات الظلام,
فها أنا للريح أسمع جعجعه
واتْرك سرابا ما بحثتَ فلن تجد في البيد شيئا تبلعه
كابوسكَ الهاذي ذوى, ما عاد شيئا يمنعه
غادر مساحات الرماد كفى إن الحقيقة مُفزعه
اسمع فها جرس الحقيقة أقرعه
وطني يسحُّ كزئبقٍ من قبْضَتَيَّ تشبثت
بالريح بالأنواء والحُلُمِ الذي لم أشْبَعَه
أو مثل زنبقةٍ ذوتْ بعدَ انحسار المعْمعه
أنتم غُثاءُ السيلِ يمضي مثلما سحباً بصيفٍ مسرعه
نحن الأرادنُ لن نهادنَ أو نخافَ الزوبعه
لن نتركَ الأردنُّ نهبَ عصابةٍ متربّعة
يوما سيأتيهم قريبا يشربون محنظلاتٍ مُتْرعه
وطني يضيعُ فمن يا قومُ حقّاً ضيّعه؟