عندما يفتقد المسؤول...الحكمة
من المتعارف عليه أن الحكمة هي سلوك بشري يتصف بها اولئك القادرون على التمييز بين ما هو خير وشر أو خطأ وصواب...اولئك الذين يمتلكون العقول المستنيرة التي ترشدهم الى تفادي الأخطاء والتسبب في ايقاع الأذى على الاخرين.
فمن يمتلك الحكمة يمتلك كنزا عظيما ينال به الخير في حياته,يقول الله تعالى:"ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"...ولأننا ندرك أن البشر يختلفون ولا يسيرون على سجية واحدة,هناك من تغيب عنهم الحكمة ويغرقون في السطحيات,والجزئيات لا في الجوهر,فيضيعون وقتهم ووقت الاخرين في أمور لا تجدي نفعا في الحياة وخاصة في العمل.
وهناك الكثير من المسؤولين الذين يجلسون على الكراسي في مواقع عديدة في وطننا الغالي وبعضها مواقع حساسة يعمل فيها أفراد لا وقت لديهم لاضاعته بأمور لا تفيد المصلحة العامة ومصلحة العمل خاصة,فنجد مسؤولا بينه وبين الحكمة ملايين الاميال,حيث يبتلى المجتمع بأمثال هؤلاء غير العقلاء الذين يجيدون عرقلة سير العمل وبالتالي التسبب في الأذى النفسي والمعنوي والمادي للموظف وحدوث الصدام.
فالمسؤول الحكيم من يتقن لعب دور العقل في جسم الانسان,حيث يتفادى الكثير من شكاوى المواطنين التي تظهر قلة خبرة ذلك المسؤول وانعدام حكمته,وللأسف بتنا نسمع عن كثير من المسؤولين غير المؤهلين الذين يعشقون الفساد والافساد ويتلذذون في الطغيان حيث يضج المواطنون والمراجعون من ادائهم ويستعيذون بالله من شرورهم ويتمنون أن يأتي اليوم الذي يتخلصون فيه من تعاليهم على موظفيهم ومن أسلوبهم في تضخيم الأخطاء السطحية ,لسطحية ثقافتهم أو لتصفية حساباتهم مع من يتفوقون عليهم في كل الاعتبارات.
أمثال هؤلاء لا نعتبرهم الا مخلوقات خطيرة ومضرة لا يحققون الا مسيرة الفساد والافساد,ينعدم لديهم الحرص على الوطن,يتعمدون الى ارتكاب الأخطاء التي تمس كرامة المواطن,فأمثال هؤلاء لا يمكن أن يغتفر لهم أو أن نتسامح معهم.
الأصل أن يكون كل مسؤول رئيسا كان أو مديرا,مدرسا أو مشرفا,موظفا أو رئيس قسم,أن يحب للموظف ما يحب لنفسه وأن يتعامل معه بحكمة والتي هي وضع الشئ في موضعه من غير جور أو ظلم,وأن يتحقق من كل أمر قبل أن يقع في الخطأ ويسقط نفسه أمام الاخرين.
فالحكمة هي الشموع التي تنير لنا درب الظلام ,وتغسل النفوس من الأدران, وتجعلها تحلق في سماء الفضيله ,ولنتذكر دائما أن ذوو النفس الدنيئة,يجدون اللذة في التفتيش عن أخطاء العظماء.