الوزراء واغتيال الشخصية
كم جذب عواطفي وأحاسيسي الإنسانية ذلك المقال المتشاكي حول وزير التربية والتعليم الأسبق معالي الدكتور تيسير النعيمي ، الذي أشار فيه الشاكي صراحة لـ (خداع وزير التربية) و(عدم وفاء الوزير) في صحيفتي الرصيف نت وإخبار البلد، حيث لم يهدأ لي بال ولم يسكن لي خيال إلا بعد أن تتبعت حقيقة الأمر ووقفت على واقع الحالة وصحتها.
وعندما تفحصت كلمات وعبارات المقال وجدت أن معظمها مدسوس لا يتصل بالحقيقة لا من قريب ولا من بعيد ، وتشير كلمات وعبارات المقال أن الشاكي الذي يشحن مشاعر الناس بكلماته ويستعطفهم لتحقيق غاية في نفسه ، لم يلتقي معالي الوزير ولم يتحدث معه بهذا الخصوص ، بل كان الترتيب مع من يعملون في مكتب معاليه في تلك الفترة، ضمن إطار التأثير الذي يتمتع به العاملون في مكتب معاليه من سلطة.
بالمحصلة ولشدة انجذابي للموضوع قمت وبحثت عن المعني صاحب الشكوى واتصلت به هاتفياً، بعد أن رتبت له وظيفة بمصنع ما ، وطلبت منه أن يذهب ويتقدم للوظيفة ووجدت انه سينهي عمله لاحقاً كمأمور مقسم ، وبعد أن تحدث معي عن الواقعة وتبادلنا الحديث في محاورها وكيفيتها ، اكتشفت أن المذكور حقيقة لم يتلقى أي وعد من قبل معالي الدكتور النعيمي ، وليس للمذكور قرار تعيين ، وكل هذه الديباجة قد تمت صياغة خيوطها بين المذكور وبين الموظف / الموظفين الذين وعدوه بالتعيين ، ثم عاد المذكور وغير أقواله ، بعد أن استشار من دفعوه للسير في شكواه الكيدية.
بالنتيجة ، نجد أن الشاكي ودوافعه لا يبحثون عن الوظيفة كما هو مشار إليه بالشكوى ، بل تقصدوا اغتيال شخصية معالي النعيمي باستعطاف الآخرين ولأسباب لا نعرفها ، ولم نتعرف على الدوافع بعد ، كما أن الجميع يعلم أن مسألة التعيين بمثل هذه الوظائف تمر من خلال سلسلة من الإجراءات الإدارية ، وليست قراراً شفوياً لحظياً .
الملاحظة الأهم أن المذكور يتنقل بشكواه ويرحلها أمام وزراء التربية حسب تشكيل الحكومات ، وهذه الشكوى تكررت بفترة معالي الدكتور فايز السعودي ، وها هي الآن على مكتب معالي الدكتور وجيه عويس ، وتستمر اليوم وغداً ، والذي يزيد الموضوع إثارة انه لو كان هناك خطأ اثناء فترة وزارة معالي النعيمي بخصوص عامل البوفيه لتم تصويبه من قبل وزير التربية السابق السعودي حيث قابله المذكور ثلاث مرات.
فكفى اغتيال لشخصيات الآخرين ، وعلى الإنسان أن يتحصن بالحقيقة وان يتقي الله في أقواله وافعاله.
|