اصلاح التعليم العالي
في محاضرة تم عقدها في جامعة البتراء صباح يوم الاربعاء 26/12/ 2012 شرح فيها معالي الدكتور وجيه عويس وزير التربية والتعليم و التعليم العالي والبحث العلمي مراحل تقسيم مسيرة التعليم العالي في الاردن الى ثلاث مراحل وتحديد كل مرحلة حسب تطورها وتركيزها على الواقع الحالي حيث تميزت البدايات الاولى كأول مرحلة ما بين 1962/1987 بالتواضع والتوازن لمسيرة التعليم العالي في ظل اقتصار التعليم على 4 جامعات هي:الاردنية واليرموك ومؤته والعلوم والتكنولوجيا وظهر تميز هذه المرحلة بتوفير الكوادر التدريسية والبنى التحتية المكتملة ودعم مالي حكومي كاف ومستقر.
شهدت المرحلة الثانية التطور والتميز ما بين 1987/1997 حيث ظهر اقبال شديد على التعليم الجامعي وتم انشاء 3 جامعات رسمية أخرى وهي ال البيت والهاشمية والبلقاء التطبيقية وتم الترخيص للقطاع الخاص للاستثمار فتأسست 10 جامعات أهلية وبدأ العمل بالبرنامج الموازي عام 1996 في جامعة العلوم والتكنولوجيا,وتضاعفت أعداد الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية كما زادت وتنوعت التخصصات وكان الدعم الحكومي متوازنا مع احتياجات الجامعات بحدودها الدنيا.
وظهرت الاختلالات في المرحلة الثالثة ما بين 1997/2012 والتي يعزى ظهورها الى أسباب كثيرة حيث النمو المتسارع في أعداد الطلبة دون ضوابط وعلى حساب النوعية وهجرة العديد من أعضاء الهيئات التدريسية للعمل في الخارج وشهدت المرحلة تضخما كبيرا في الاجهزة الادارية بنسب عالية وغير مقبولة بالاضافة الى تغير التشريعات,ومن الاسباب الاخرى التي أدت الى الاختلالات عدم اتخاذ أي اجراء حاسم لتعديل سياسة القبول وتخفيض أعداد قبول الطلبة الملتحقين بالجامعات وتوجيه نسب منهم الى التعليم التقني كما لم يتم الحد من استثناءات القبول وبروز التزايدات العشوائية في طرح التخصصات دون مراعاة لحاجة السوق,وركز وزير التربية والتعليم العالي على تناقص وعدم استقرار الدعم المالي للجامعات حيث كانت النتيجة عجز موازنة الجامعات وتفاقم مديونيتها ووعدم قدرتها على تنفيذ استرايجيات تطويرها واعتمادها كليا على ايرادات البرنامج الموازي.
وقدم الدكتور وجيه عويس حلولا لاصلاح التعليم العالي للانتقال به الى مستوى الجودة وذلك بالتركيز على معالجة الاختلالات الأساسية عن طريق تمويل الجامعات واستمرار الحكومة في تسديد مديونية الجامعات وتأمين الدعم المالي واعادة هيكلة الرسوم الجامعية لبعض التخصصات وعدم تحميل الجامعات اعفاءات الرسوم الجامعية من الجهات المختلفة.
وأكد معاليه أن العمل على تخفيض أعداد الطلبة المقبولين في الجامعات الرسمية يعالج الاختلالات التي يواجهها التعليم العالي وذلك بتعديل اليات القبول وضبط نوعية الطلبة المقبولين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومن أهم الحلول التي طرحت التوسع في فتح كليات تقنية لتوجيه نسبة كبيرة من خريجي الثانوية العامة للالتحاق بكليات البوليتيكنيك بعد استحداثها للتخفيف من التوجه للتعليم الاكاديمي.