jo24_banner
jo24_banner

"العربية لحماية الطبيعة "...النصر التراكمي

أسعد العزوني
جو 24 : الصراع على أصوله ، والبوصلة في الإتجاه الصحيح ، والجهود مخلصة ، والنوايا صادقة ، والهدف واحد ..كل ذلك بدون رهن الإرادة للبنك وصندوق النقد الدوليين والأجنبي ، والإقرار ان 99% من اوراق اللعبة بيد أمريكا، وبعيدا عن اللجوء ل"القاتل الإقتصادي"،
للحصول على قروض وإرتهانات ، بل هي قدرات شخصية مغلفة بإرادة حرة ، نفذها كل من العروبيين رزان زعيتر وزوجها العربي المسيحي اللبناني حسن جعجع وجورج مشحور وهمام دروزة وإيمان أبو الروس وإيناس بسيسو ولبنى إرشيد ومعتز العفيفي ونقولا البلة ورامي برهوش وسميح قعوار وسامي النابلسي وسري زعيتر وصبحية المعاني وزينة قعوار ودينا أبو الروس وفؤاد سروجي وسيما العلمي.
هؤلاء العروبيون حقا وضعوا العقل في نصابه وحددوا مسارهم بمقارعة الإحتلال والسيادة على الغذاء في المحافل الدولية ، ولكن ليس على طريقة النظام الرسمي العربي ، بل بالطريقة الصحيحة لحمل الراية والصولجان وحققوا ما يريدون ، وكانت المنظمة العربية لحماية الطبيعة التي ثبّتت بصمتها المضيئة النافرة على الساحة الدولية التي كانت وبسبب ضعفنا حكرا على يهود بحر الخزر يسرحون ويمرحون فيها ، نظرا لأن الكثير من سفرائنا العرب المعينين في الخارج لا يتقنون التحدث باللغة الإنجليزية.
نفذوا للشباب المهمل والمتروك بلا عمل لأن الفرص المتاحة مكرسة لأبناء الذوات المتنفذين ، وقد كسبتهم العربية متطوعين أصحاب قدرات نشميات ونشامى ، وهذا نصر آخر حققته العربية وهو تجنيد الشباب وتعزيز قدراتهم.
البناء والتأسيس على ما تقدم هو سمة العربية وسر نجاحها، فبعد تنفيذ زراعة المليون شجرة الأول في فلسطين ، جاء المليون الثاني ، وها هي على وشك إنجاز المليون الثالث تحت شعار "يقلعون شجرة فنزرع عشرات شجرات في فلسطين" ، وهم برأيي يمارسون دورا أقوى واشد تأثيرا من الكفاح المسلح الذي حرص القريب والبعيد من العرب على حرمان الفلسطينيين منه لصالح يهود بحر الخزر .
لم يغب الأردن عن البال فقد كان له من الجهد الصادق نصيب ، رغم وجود حكومة يتوجب عليها العمل الجاد من اجل إسعاد الشعب ، لكن ليس باليد حيلة ، فقد وضعت العربية لحماية الطبيعة خطة لأردن اخضر وتنفذها بعزم وإصرار ، ولديها حملة بعنوان "لو تعرف "لتوعية طلاب وطالبات المدارس بيئيا.
التمسك بالأرض وزراعتها يعني اكثر من فضيلة منها بعث الحياة فيها وتطبيق شرع الله في مجال عمارة الأرض وخلافة الإنسان لله فيها ، وتجميل للكون لأن الله جميل يحب الجمال وهو منبع الخير ويحب الخير ، كما أن زراعة الأرض توفر إحتياجات البشر من الغذاء الصحي والنظيف المضمون والخالي من المسرطنات التي توجد في بضائع مستدمرة إسرائيل الخزرية التي تصدرها للعرب على وجه الخصوص ،ناهيك عن أن ذلك يعد حماية للجيال ، خاصة وأن نسب السرطان في الإقليم تتسارع بشدة بسبب وجود مستدمرة إسرائيل الخزرية النووية .
تأسست العربية لحماية الطبيعة كمنظمة غير ربحية عام 2003 وهو عام النكبة الكبرى الذي أضعنا فيه عراق العزة والأمل، وكان الهدف من ورائها تعزيز قدرة الشعوب العربية على إستدامة مواردها لطبيعية وتكريس سيادتها عليها خاصة في المناطق المحتلة التي شطبها النظام الرسمي العربي من حساباته وأولها فلسطين.
كما تهدف العربية ايضا إلى الإسهام في إعادة وتأهيل وإستدامة المواد الطبيعية في الأراضي المحتلة والـتأثير في صياغة وتطبيق السياسات البيئية العالمية ذات الصلة وإشراك المجتمع المدني في هذه الجهود وبناء القدرات المؤسسية لتحقيق الأهداف.
صحيح أن العربية أعلنت نفسها رسميا انها منظمة غير ربحية ، لأن واقع الحال يقول انها اكثر منظمة عربية رسمية وغير رسمية جنت أرباحا سياسية ، في حين أننا نرى دولا عربية كبيرة تدخل سجل الدول الفاشلة رغم ما كان لديها من عدد وعدة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على إخلاص أصحاب الفكرة وصدق جهود القائمين عليها .
لقد أطلقت العربية عام 2000 برنامج السيادة على الغذاء للمشاركة في الجهود المبذولة عالميا وجعلها قادرة على التاثير في السياسات المعنية بالزراعة والغذاء لضمان حق الشعوب في تحديد سياساتها المتعلقة بالزراعة والغذاء.
من هنا نبدأ ، إذ أطلقت العربية لحماية الطبيعة مع الشبكة العربية للسيادة على الغذاء حملة عالمية تفضح الإنتهاكات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة مشفوعة ببيان يحمل 166 توقيعا لمنظمات محلية وإقليمية وعالمية عملاقة ، ناهيك عن إتحادات العمال وكبار المزارعين والجهات ذات الصلة ، وجرى إرساله إلى الأمين العام للأمم المتحدة وجهات دولية كبيرة أخرة مثل الفاو ، للمطالبة بإدانة مستدمرة إسرائيل الخزرية .
لم توضع تلك الرسالة على الرف كما يحصل مع الرسائل الرسمية العربية التي لا تستحق حتى ثمن الحبر التي كتبت به لإفتقارها للمصداقية في الطرح أيضا ، بل لاقت كل الإستجابة والإستحسان وأعلن في حينه عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في غزة حول الإنتهاكات الإسرائيلية .
من يحترم نفسه يحترمه الجميع ويفرض إحترامع على الجميع ، ومن يؤكد للآخر المعني صدقه يجد التجاوب ، وهذا ما حصل مع العربية لحماية الطبيعة التي لم تبقى حبيسة حدود الوطن ، بل قفزت إلى العالمية يجهودها المشفوعة بصدق نوايا القائمين عليها، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن هناك من يستمع للصادقين والمخلصين منا على الساحة الدولية ويستجيب لمطالبهم ،إذ أصبحت العربية ممثلة لمنطقة غرب آسيا في الدورة الحادية والأربعين للجنة الأمن الغذائي العالمي والمنتدى السنوي لآلية المجتمع المدني العالمي في روما أواخر العام العام 2014 .
لا أدعي ان العربية حررت فلسطين ، ولكنها وجدت شركاء عالميين لها ليسمعوا الصوت العربي الحقيقي القادر على تبيان الحقيقة ، وأثبتت كذب إدعاء الرسمية العربية التي تحاول إيهامنا أن صوت يهود بحر الخزر هو الوحيد المسموع في الساحة الدولية .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير