نحن مجرد أردنيين فلا تؤاخذونا ..!!
عدنان الروسان
جو 24 : رفعتم أسعار المياه حتى صرنا نستحم مرة واحدة في الأسبوع ، لا يهمنا ذلك كثيرا رفعتم أسعار الكهرباء حتى صرنا ننام مبكرا لنوفر بالكهرباء ، لا يهمنا ذلك كثيرا ، رفعتم أسعار المحروقات حتى صرنا لا نحب رؤية المدفأة و السيارة التي ترزح تحت أثقال الديون و الأقساط ، لا يهمنا ذلك كثيرا ، " خذو صفاح مثل لواح " ارفعوا الأسعار ، أفقرونا ، عطشونا ، بردونا ، دمرونا لا بأس بذلك فما دام الرئيس و الوزراء بخير فنحن بخير ، و مادام السادة النواب بخير فنحن و الحمدلله بألف خير شدو علينا بالمخالفات ، فلا يهم أننا لا نستطيع أن نحاسبكم على الطرق المكسرة و الإشارات المدمرة و المطبات الكثيرة التي تتعدى أعداد المواطنين و المواطنات ما دامت الكاميرات شغالة و الرادارات الله يحميها ما بتنطفي ، اقحفوا ما في جيوبنا ، أفلسونا ، لن نهتم ما دام الوطن بخير فنحن بألف خير حتى لو كنا جياعا و عطشى و مرضى و فقراء.
مثلوا علينا ما شئتم ، الرئيس فقير مثلنا ، صدقناكم ، و عرض خواتنا صدقناك ، هل نستطيع أن نتهمكم بالكذب حاشا ، الوزراء يعملون ليل نهار و يسافرون اطنعشر مرة بالسنة أو أكثر من أجل خدمة الوطن ، صدقناكو ، انتم صادقون مصدقين لدينا ، الحكومة تتقشف و ما معها تحلق ، من يجرؤ على الكلام بغير ذلك و هل تكذب الحكومة على أهلها ، إن الرائد لا يكذب أهله ، صدقناكو ، خففتو العجز بالميزانية ، صدقناكو و اللي بقول غير هيك من الشعب كذاب و حريق حرسي ، تمكنتم من خفض الميزانية بينما يقول بعض أعداء الوطن أنها زادت عشرة مليارات ، صدقناكو و هل يمكن أن نكذبكم و نصدق المغرضين.
نحن لا يهمنا إيا ما كنتم تفعلونه بنا ، و إيا ما تفعلونه أو ستفعلونه بنا ، نحن لا نبحث عن مقعد في مجلس النواب ، و لا نحارب من اجل أن نكون وزراء أو رؤساء للحكومة ، فلسنا من تلك القامات الشامخة التي تقدر على ما تقدرون عليه و لا نقدر ، نحن مجرد أفراد من الشعب ، قلتم لنا صفقوا ، صفقنا ، قلتم لنا غنوا ، غنينا ، قلتم لنا انتموا ، انتمينا ، قلتم لنا ادفعوا دفعنا ، استفزيتمونا و لكننا قبلنا استفزازكم بابتسامة ، و لن نحمل سلاحا في وجوهكم ، و لن نضرب حجرا على إشارة ضوئية و لن نكسر غصن زيتون واحد من أغصان زيتون هذا الوطن لأننا مواطنون لا مستوطنون.
نحن لم نلعنكم و لا مرة واحدة لأننا نؤمن أن الأوطان لا تبنى باللعنات ، نحن صدقنا كل شيء قلتموه لنا ، حتى قرفتم أنتم منا و من عهرنا الزائد أننا نصدق أي شيء حتى كأننا بلهاء ، نحن ننتظر حينما تطلبون منا الانتظار ، و نقبل راضين خانعين بنتائج الانتخابات حينما تقولون لنا أنها نزيهة ، رغم أن نزيهة تنكر إلا أننا نسكت نزيهة و نغلق فاها بأيدينا حتى لا تفضحنا ، و نصفق للناجحين ، الذي يصفقون بدورهم لكم فكأنما نصفق نحن لكم .
نحن لسنا إلا أردنيين مساكين ضاقت بنا الدنيا فبقينا في وطننا لأن الله قال لنا ابقوا فيه ، ففيه الحشد والرباط ، فبقينا ، قلنا له جعنا ، قال اصبروا فإنني أنا الذي أطعم و أسقي ، قلنا له نشعر أحيانا أن ذوي القربى يظلموننا دون أن يدروا ، " و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند " ، قال إني ناصركم بما كنتم تصبرون .
نحن مجرد أردنيين تقطعت بنا السبل ، و سمعنا ضجيجا هنا و ضجيجا هناك ، و رأينا ولائم عظيمة يحتشد عليها أناس تفوح منهم رائحة الوطنية ، و غنائم كثيرة يقف علها أناس تبدو عليهم أثار الحمية ، و قلنا لأنفسنا لابد أن يكون لنا على هذه الولائم مكان ، و لما كشر في وجوهنا الحجاب ، ضحكت علينا أنفسنا التي قلنا لها شيئا كانت تعلم أننا فيه من الخائبين ، نحن مجرد أردنيين وقف أجدادنا و أبائنا معكم و مع أجدادكم و أبائكم ، ثم مات أباؤكم و أجدادك و ورثوكم ما أنتم فيه ، و مات أباؤنا و أجدادنا و ورثونا ما نحن فيه ، نحن مجرد أردنيين بسطاء ، فلاحين نعيش على أمل منتظر ، و نتدفأ على دخان الوطن الذي نجده أطيب من عطور باريس ، و نحتسي الشاي الذي كان يحتسيه أباؤنا و لا ندري ماذا تحتسون أو ماذا كان يحتسي أباؤكم لأننا غير مسموح لنا أن نكون في أي مكان نراكم فيه و نشكر الله على نعمة التلفزيون الذي أتاح لنا أن نكحل عيوننا برؤيتكم أيها العقلاء ، الحكماء العظماء الذي تديرون الحكومة رغم ما فيها من الم و مرارة و تعب و تهملون أنفسكم و أولادكم من أجل أن تخدمونا نحن الشعب الأردني.
نشعر ببعض العتب و نحن نرى بعض الغرباء يكادون يكونون أكثر قربا لكم منا ، و نشعر بالغيرة و نحن نرى بعض المتبجحين يتبجحون بأننا نحن الأردنيين لا نحسن إلا التذمر و الشكوى ، ثم يقولون لنا أن الشكوى لغير الله ذل ، فنشعر بغصة في قلوبنا لأننا تجرئنا على العتب و الغيرة و ربما لم يكن مناسبا أن نعتب أو نغار ، لأن بعض السادة النواب الذين انتخبناهم يقولون لنا ماذا تريدون أكثر مما انتم فيه ، و بالفعل نشعر أننا محسودين و أننا نطالب بأكثر مما يجب أن نطلب ، نشعر بأننا نشبه اليهود أحيانا نحن الأردنيين " والعياذ بالله " و لكن في قضية التيه ، نحن تائهون لا نعرف ماذا تريدون منا أن نفعل حتى نفعل ، نريد أن تكونوا راضين عنا ، لأن رضى الله من رضا الحكومة ، قال لنا شيخ ذلك و نحن نثق بالشيوخ خاصة إذا كانت عمامتهم مضمخة بالعود و العنبر و على لحيته أثار الياسمين و الصندل.
في ظل كل هذا القحط و الجوع و البرد ، و في ظلال كل هذا التعب الذي تتحملون أعباءه و أنتم تحكموننا ، لا تغضبوا منا إذا رأيتمونا ننبش في حاويات القمامة عن كسرة خبز أو بقايا عظام ، نحن لا نريد أن نجرح شعوركم ، نحن نفعل ذلك في ظلمة الليل حتى لا يرانا أحد منكم و هو يعود إلى بيته وجه الصبح بعد الانتهاء من عمله فنجرح مشاعره ، ربما ، و لكن إذا لمحنا أحد منك نرجوا أن لا تغضبوا من أيدينا الملوثة بالأوساخ فنحن سوف ننظفها في الصباح حتى نصفق لكم بأيد نظيفة تليق بكم .
نحن نعتذر منكم أننا نكتب أحيانا مالا يليق و هذا يستوجب السجن أحيانا و المحاسبة و انتم بكرمكم و محبتكم لنا لا تسجنوننا أحيانا ، و لكن لو فعلتم فلن يغضب منكم أحد منا لأنكم لا تفعلون سوى تطبيق القانون ، أحيانا رغم أننا لا نستحق تصفحون عنا و هذه واحدة من مكارمكم و حسناتكم التي نعرفها و يعرفها كل الأردنيين ، و لكننا خطاءون و خير الخطاءين التوابون و نحن نقوم في الهزع الأخير من الليل نستغفر الله و ندعو لكم بطول البقاء و يعينكم على الشقاء ، و هل هناك شقاء أكثر من أن يكون المرء وزيرا أو نائبا أو رئيسا.
أنا أسف لا أريد أن أكون بطلا ، و لا أن أكون شيئا أخر سوى ذلك النكرة الذي يقف في منتصف اللامكان ، لا أقصد بما أقول أن أكون بطلا ، فالأبطال الذي قرأنا عنهم كانوا جميعا بيدهم سيوف و في قلبوهم همم عالية ، و أنا ليس في يدي سوى قلم بلا حبر أحيانا ، و مشاعر بلا كلمات ، و غضب بلا حقد ، أنا لا أبحث عن مكان كما يتهم البعض بين المستديرين على مائدة أو المتناثرين في مجلس أو القابضين على جمر الحكم في الحكومة ، أنا مجرد أردني تقطعت به السبل فعاش في وطنه و لا كرامة لنبي في وطنه.
مثلوا علينا ما شئتم ، الرئيس فقير مثلنا ، صدقناكم ، و عرض خواتنا صدقناك ، هل نستطيع أن نتهمكم بالكذب حاشا ، الوزراء يعملون ليل نهار و يسافرون اطنعشر مرة بالسنة أو أكثر من أجل خدمة الوطن ، صدقناكو ، انتم صادقون مصدقين لدينا ، الحكومة تتقشف و ما معها تحلق ، من يجرؤ على الكلام بغير ذلك و هل تكذب الحكومة على أهلها ، إن الرائد لا يكذب أهله ، صدقناكو ، خففتو العجز بالميزانية ، صدقناكو و اللي بقول غير هيك من الشعب كذاب و حريق حرسي ، تمكنتم من خفض الميزانية بينما يقول بعض أعداء الوطن أنها زادت عشرة مليارات ، صدقناكو و هل يمكن أن نكذبكم و نصدق المغرضين.
نحن لا يهمنا إيا ما كنتم تفعلونه بنا ، و إيا ما تفعلونه أو ستفعلونه بنا ، نحن لا نبحث عن مقعد في مجلس النواب ، و لا نحارب من اجل أن نكون وزراء أو رؤساء للحكومة ، فلسنا من تلك القامات الشامخة التي تقدر على ما تقدرون عليه و لا نقدر ، نحن مجرد أفراد من الشعب ، قلتم لنا صفقوا ، صفقنا ، قلتم لنا غنوا ، غنينا ، قلتم لنا انتموا ، انتمينا ، قلتم لنا ادفعوا دفعنا ، استفزيتمونا و لكننا قبلنا استفزازكم بابتسامة ، و لن نحمل سلاحا في وجوهكم ، و لن نضرب حجرا على إشارة ضوئية و لن نكسر غصن زيتون واحد من أغصان زيتون هذا الوطن لأننا مواطنون لا مستوطنون.
نحن لم نلعنكم و لا مرة واحدة لأننا نؤمن أن الأوطان لا تبنى باللعنات ، نحن صدقنا كل شيء قلتموه لنا ، حتى قرفتم أنتم منا و من عهرنا الزائد أننا نصدق أي شيء حتى كأننا بلهاء ، نحن ننتظر حينما تطلبون منا الانتظار ، و نقبل راضين خانعين بنتائج الانتخابات حينما تقولون لنا أنها نزيهة ، رغم أن نزيهة تنكر إلا أننا نسكت نزيهة و نغلق فاها بأيدينا حتى لا تفضحنا ، و نصفق للناجحين ، الذي يصفقون بدورهم لكم فكأنما نصفق نحن لكم .
نحن لسنا إلا أردنيين مساكين ضاقت بنا الدنيا فبقينا في وطننا لأن الله قال لنا ابقوا فيه ، ففيه الحشد والرباط ، فبقينا ، قلنا له جعنا ، قال اصبروا فإنني أنا الذي أطعم و أسقي ، قلنا له نشعر أحيانا أن ذوي القربى يظلموننا دون أن يدروا ، " و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند " ، قال إني ناصركم بما كنتم تصبرون .
نحن مجرد أردنيين تقطعت بنا السبل ، و سمعنا ضجيجا هنا و ضجيجا هناك ، و رأينا ولائم عظيمة يحتشد عليها أناس تفوح منهم رائحة الوطنية ، و غنائم كثيرة يقف علها أناس تبدو عليهم أثار الحمية ، و قلنا لأنفسنا لابد أن يكون لنا على هذه الولائم مكان ، و لما كشر في وجوهنا الحجاب ، ضحكت علينا أنفسنا التي قلنا لها شيئا كانت تعلم أننا فيه من الخائبين ، نحن مجرد أردنيين وقف أجدادنا و أبائنا معكم و مع أجدادكم و أبائكم ، ثم مات أباؤكم و أجدادك و ورثوكم ما أنتم فيه ، و مات أباؤنا و أجدادنا و ورثونا ما نحن فيه ، نحن مجرد أردنيين بسطاء ، فلاحين نعيش على أمل منتظر ، و نتدفأ على دخان الوطن الذي نجده أطيب من عطور باريس ، و نحتسي الشاي الذي كان يحتسيه أباؤنا و لا ندري ماذا تحتسون أو ماذا كان يحتسي أباؤكم لأننا غير مسموح لنا أن نكون في أي مكان نراكم فيه و نشكر الله على نعمة التلفزيون الذي أتاح لنا أن نكحل عيوننا برؤيتكم أيها العقلاء ، الحكماء العظماء الذي تديرون الحكومة رغم ما فيها من الم و مرارة و تعب و تهملون أنفسكم و أولادكم من أجل أن تخدمونا نحن الشعب الأردني.
نشعر ببعض العتب و نحن نرى بعض الغرباء يكادون يكونون أكثر قربا لكم منا ، و نشعر بالغيرة و نحن نرى بعض المتبجحين يتبجحون بأننا نحن الأردنيين لا نحسن إلا التذمر و الشكوى ، ثم يقولون لنا أن الشكوى لغير الله ذل ، فنشعر بغصة في قلوبنا لأننا تجرئنا على العتب و الغيرة و ربما لم يكن مناسبا أن نعتب أو نغار ، لأن بعض السادة النواب الذين انتخبناهم يقولون لنا ماذا تريدون أكثر مما انتم فيه ، و بالفعل نشعر أننا محسودين و أننا نطالب بأكثر مما يجب أن نطلب ، نشعر بأننا نشبه اليهود أحيانا نحن الأردنيين " والعياذ بالله " و لكن في قضية التيه ، نحن تائهون لا نعرف ماذا تريدون منا أن نفعل حتى نفعل ، نريد أن تكونوا راضين عنا ، لأن رضى الله من رضا الحكومة ، قال لنا شيخ ذلك و نحن نثق بالشيوخ خاصة إذا كانت عمامتهم مضمخة بالعود و العنبر و على لحيته أثار الياسمين و الصندل.
في ظل كل هذا القحط و الجوع و البرد ، و في ظلال كل هذا التعب الذي تتحملون أعباءه و أنتم تحكموننا ، لا تغضبوا منا إذا رأيتمونا ننبش في حاويات القمامة عن كسرة خبز أو بقايا عظام ، نحن لا نريد أن نجرح شعوركم ، نحن نفعل ذلك في ظلمة الليل حتى لا يرانا أحد منكم و هو يعود إلى بيته وجه الصبح بعد الانتهاء من عمله فنجرح مشاعره ، ربما ، و لكن إذا لمحنا أحد منك نرجوا أن لا تغضبوا من أيدينا الملوثة بالأوساخ فنحن سوف ننظفها في الصباح حتى نصفق لكم بأيد نظيفة تليق بكم .
نحن نعتذر منكم أننا نكتب أحيانا مالا يليق و هذا يستوجب السجن أحيانا و المحاسبة و انتم بكرمكم و محبتكم لنا لا تسجنوننا أحيانا ، و لكن لو فعلتم فلن يغضب منكم أحد منا لأنكم لا تفعلون سوى تطبيق القانون ، أحيانا رغم أننا لا نستحق تصفحون عنا و هذه واحدة من مكارمكم و حسناتكم التي نعرفها و يعرفها كل الأردنيين ، و لكننا خطاءون و خير الخطاءين التوابون و نحن نقوم في الهزع الأخير من الليل نستغفر الله و ندعو لكم بطول البقاء و يعينكم على الشقاء ، و هل هناك شقاء أكثر من أن يكون المرء وزيرا أو نائبا أو رئيسا.
أنا أسف لا أريد أن أكون بطلا ، و لا أن أكون شيئا أخر سوى ذلك النكرة الذي يقف في منتصف اللامكان ، لا أقصد بما أقول أن أكون بطلا ، فالأبطال الذي قرأنا عنهم كانوا جميعا بيدهم سيوف و في قلبوهم همم عالية ، و أنا ليس في يدي سوى قلم بلا حبر أحيانا ، و مشاعر بلا كلمات ، و غضب بلا حقد ، أنا لا أبحث عن مكان كما يتهم البعض بين المستديرين على مائدة أو المتناثرين في مجلس أو القابضين على جمر الحكم في الحكومة ، أنا مجرد أردني تقطعت به السبل فعاش في وطنه و لا كرامة لنبي في وطنه.