دول الخليج تتخلى عن الرفاه
عصام قضماني
جو 24 : كما كان متوقعا , بعد الإمارات والكويت قررت المملكة العربية السعودية رفع الدعم عن المحروقات.
الدول الخليجية المنتجة للنفط قررت المضي إذا في إصلاحات ستتخلى بموجبها عن رفاه تمتع به المستهلكون منذ اكتشاف النفط فماذا قد تفعل الدول غير المنتجة أو المستوردة مثل الأردن ومصر والمغرب ولبنان في المحيط العربي.
صحيح أن تراجع أسعار النفط شكل نعمة في جانب منه للدول غير المنتجة لكن ذلك لم يكن يعني سوى تخفيض أسعار المحروقات بمقدار الفارق وليس الإستمرار في رفاه غير مرغوب به وغير مستحق ولا يتناسب مع ظروف دول لا تنتج النفط ومصادرها من الطاقة مستوردة بينما تحبو نحو الطاقة البديلة.
رفعت بلدان في الخليج العربي أسعار الوقود بنزين وديزل وغاز ورفعت أسعار الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وبدأت بسن ضرائب عرفها المستهلك في تلك الدول لأول مرة وأدرجت في ميزانيات السنة المقبلة لتغطية عجوزات كبيرة متوقعة, وبدأت فعلا مرحلة شد الحزام والتقشف لإجتياز عاصفة تراجع أسعار البترول وبالتالي عائداتها منه بشكل كبير.
تراجع سعر النفط بدأ فعلا يؤثر على مالية دول الخليج ونمو الإنفاق يتجاوز نمو الدخل، ما سيؤدي إلى عجز في ميزانية الدول اعتبارا من عام 2017/ 2018 بعد سنوات من تسجيل الفوائض.
في العام الفائت ومع تراجع أسعار النفط قلنا أن هذه الدول ستضطر الى القيام باصلاحات اقتصادية منها ضبط إنفاقها الخارجي ورفع الدعم , لتخفيف أثر تراجع عائداتها وقد حانت ساعة الحقيقة.
الأردن تحوط مبكرا للآثار المحتملة لمرحلة شد الأحزمة في الخليج وتأثير ذلك على المساعدات التي كانت تغطي جزءا من أعباء ارتفاع كلفة أسعار النفط وأكلاف الدعم المتعدد والمتنوع والشامل فبدأ إصلاحات مبكرة في الغاء الدعم الذي قوبل باعتراضات نجحت في أحيان كثيرة في تباطؤها أو التراجع عنها.
إذا كانت دول الخليج المنتجة للنفط بدأت بالتخلي عن جزء كبير من مكتسبات الرفاه الممنوح لمواطنيها , فليس بمقدور الأردن أن يتصرف كدولة خليجية ويكون خليجيا أكثر من الخليج نفسه!!.
ليس من الحكمة أن تبقى القناعة سائدة بأن المساعدات والقروض هي الحل وأن المانحين المشكورين من الأشقاء في الخليج سيبقون على أيديهم مبسوطة كل البسط لدعم مواطنين في دول أخرى بينما يسحبون الرفاه المتمثل بالدعم من تحت أقدام مواطنيهم..
برنامج الإصلاح المالي و القرارات الجريئة لرفع الدعم تجاوزت بالأردن حافة الهاوية المالية , لكن شبحها سيبقى مخيما , لو عرقل ما تبقى منها وما يجري في الدول الثرية مثال على ذلك .
qadmaniisam@yahoo.com
الراي
الدول الخليجية المنتجة للنفط قررت المضي إذا في إصلاحات ستتخلى بموجبها عن رفاه تمتع به المستهلكون منذ اكتشاف النفط فماذا قد تفعل الدول غير المنتجة أو المستوردة مثل الأردن ومصر والمغرب ولبنان في المحيط العربي.
صحيح أن تراجع أسعار النفط شكل نعمة في جانب منه للدول غير المنتجة لكن ذلك لم يكن يعني سوى تخفيض أسعار المحروقات بمقدار الفارق وليس الإستمرار في رفاه غير مرغوب به وغير مستحق ولا يتناسب مع ظروف دول لا تنتج النفط ومصادرها من الطاقة مستوردة بينما تحبو نحو الطاقة البديلة.
رفعت بلدان في الخليج العربي أسعار الوقود بنزين وديزل وغاز ورفعت أسعار الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وبدأت بسن ضرائب عرفها المستهلك في تلك الدول لأول مرة وأدرجت في ميزانيات السنة المقبلة لتغطية عجوزات كبيرة متوقعة, وبدأت فعلا مرحلة شد الحزام والتقشف لإجتياز عاصفة تراجع أسعار البترول وبالتالي عائداتها منه بشكل كبير.
تراجع سعر النفط بدأ فعلا يؤثر على مالية دول الخليج ونمو الإنفاق يتجاوز نمو الدخل، ما سيؤدي إلى عجز في ميزانية الدول اعتبارا من عام 2017/ 2018 بعد سنوات من تسجيل الفوائض.
في العام الفائت ومع تراجع أسعار النفط قلنا أن هذه الدول ستضطر الى القيام باصلاحات اقتصادية منها ضبط إنفاقها الخارجي ورفع الدعم , لتخفيف أثر تراجع عائداتها وقد حانت ساعة الحقيقة.
الأردن تحوط مبكرا للآثار المحتملة لمرحلة شد الأحزمة في الخليج وتأثير ذلك على المساعدات التي كانت تغطي جزءا من أعباء ارتفاع كلفة أسعار النفط وأكلاف الدعم المتعدد والمتنوع والشامل فبدأ إصلاحات مبكرة في الغاء الدعم الذي قوبل باعتراضات نجحت في أحيان كثيرة في تباطؤها أو التراجع عنها.
إذا كانت دول الخليج المنتجة للنفط بدأت بالتخلي عن جزء كبير من مكتسبات الرفاه الممنوح لمواطنيها , فليس بمقدور الأردن أن يتصرف كدولة خليجية ويكون خليجيا أكثر من الخليج نفسه!!.
ليس من الحكمة أن تبقى القناعة سائدة بأن المساعدات والقروض هي الحل وأن المانحين المشكورين من الأشقاء في الخليج سيبقون على أيديهم مبسوطة كل البسط لدعم مواطنين في دول أخرى بينما يسحبون الرفاه المتمثل بالدعم من تحت أقدام مواطنيهم..
برنامج الإصلاح المالي و القرارات الجريئة لرفع الدعم تجاوزت بالأردن حافة الهاوية المالية , لكن شبحها سيبقى مخيما , لو عرقل ما تبقى منها وما يجري في الدول الثرية مثال على ذلك .
qadmaniisam@yahoo.com
الراي