الحوار الإعلامي العربي الصيني
عصام قضماني
جو 24 : شكل الحوار الإعلامي العربي الصيني في القاهرة توطئة لزيارة تعتبرها بكين تاريخية قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ للسعودية ومصر بالإضافة الى إيران .
الحوار الإعلامي الذي عقد على ضفاف نهر النيل كان سياسيا بإمتياز لكنه لم يغفل الحديث عن التعاون في مجالات من أجلها عقد مثل تبادل المعرفة والبرامج والمعلومات والأفلام لتعريف الشعب الصيني بالثقافة العربية وبالعكس , رغم مضي 60 عاما على بدء هذه العلاقة .
على مستوى الحوار يتعامل الإعلام العربي مع صوت موحد هو إنعكاس لنظام شمولي لكن الصين تتعامل مع 22 رأيا وإتجاها إعلاميا مختلفا خصوصا بعد الربيع العربي الذي شهد تغييرات واسعة على مستوى الحريات الإعلامية والتعددية وإن كان فيه تفاوت بين دولة وأخرى .
لم تستثمر الصين العلاقة التي تقول أن عمرها يمتد لستين عاما , فقررت تعميقها وقد كان الغرب والولايات المتحدة وحتى روسيا أرست قواعدها بمسافات وبتأثير واضح ومهيمن في كثير من الأحيان , فكان الطريق الأسهل هو إحياء « طريق الحرير « فوثقت علاقاتها الإقتصادية مع الدول العربية المؤثرة وفي مقدمتها مصر والأردن والسعودية .
العلاقة التاريخية لم تغادر مربع الدعم السياسى عن بعد وتخصيص المساعدات لدول تلتقي معها في المبادىء السياسية أو تلك التي تقلدت النظم فيها ما عرف الكفاح و التحرر الوطنى.
تخلت الصين عن هذا الكلاشيه فلم يعد قائما ودفعت بدلا منه بشعارات تحقيق النهضة والنمو الذاتي والتعاون لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير لتعميق العلاقات .
المواقف الصينية السياسية كانت متأرجحة لكنها نالت حتى الآن رضا الدول والشعوب العربية بإعتبارها التعبير الأخير عن اليسار في العالم , لكن في المجال الإقتصادي تعمقت الصين كثيرا بفضل نهضتها الإقتصادية السريعة وثورتها الصناعية التي غزت العالم بمنتجات وتكنولوجيا منافسه حتى أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وصف بكين بالشريك الجديد القوي للأردن .
تكرر بكين ذات الشعارات التي يصفع بها الغرب وجه الأمة العربية صباح مساء وهي , تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون الاستراتيجي، والتمسك بالعدالة والإنصاف، ودعم السلام في الشرق الأوسط والتنمية المشتركة، و التبادل البشري والتقريب بين الشعوب، والحوار الحضاري، والتعلم المتبادل.
بلا أدنى شك الصين عملاق إقتصادي إحتل مكانه بقوة , ويسعى اليوم لأن يتوج هذه المكانة بنفوذ سياسي منافس , لكنه يحتاج لأن يفهم الأهداف والرواية العربية بشكل صحيح وصادق , وحتى لا تتكرر خطيئة العرب مع العرب , يجب أن يملأوا المقاعد الفارغة في حافة القادم الجديد بالتشابك الإقتصادي وبلغة المصالح وتعميق الفهم للقضايا العربية .
ربما لا تعجبنا زيارة الرئيس الصيني لإيران , لكن التوازنات الجديدة في المنطقة تفرض أن تكون طهران لاعبا مؤثرا تحتاج الى لاعب يماثلها قوة ومهارة لكنه غير موجود .
qadmaniisam@yahoo.com
الراي
الحوار الإعلامي الذي عقد على ضفاف نهر النيل كان سياسيا بإمتياز لكنه لم يغفل الحديث عن التعاون في مجالات من أجلها عقد مثل تبادل المعرفة والبرامج والمعلومات والأفلام لتعريف الشعب الصيني بالثقافة العربية وبالعكس , رغم مضي 60 عاما على بدء هذه العلاقة .
على مستوى الحوار يتعامل الإعلام العربي مع صوت موحد هو إنعكاس لنظام شمولي لكن الصين تتعامل مع 22 رأيا وإتجاها إعلاميا مختلفا خصوصا بعد الربيع العربي الذي شهد تغييرات واسعة على مستوى الحريات الإعلامية والتعددية وإن كان فيه تفاوت بين دولة وأخرى .
لم تستثمر الصين العلاقة التي تقول أن عمرها يمتد لستين عاما , فقررت تعميقها وقد كان الغرب والولايات المتحدة وحتى روسيا أرست قواعدها بمسافات وبتأثير واضح ومهيمن في كثير من الأحيان , فكان الطريق الأسهل هو إحياء « طريق الحرير « فوثقت علاقاتها الإقتصادية مع الدول العربية المؤثرة وفي مقدمتها مصر والأردن والسعودية .
العلاقة التاريخية لم تغادر مربع الدعم السياسى عن بعد وتخصيص المساعدات لدول تلتقي معها في المبادىء السياسية أو تلك التي تقلدت النظم فيها ما عرف الكفاح و التحرر الوطنى.
تخلت الصين عن هذا الكلاشيه فلم يعد قائما ودفعت بدلا منه بشعارات تحقيق النهضة والنمو الذاتي والتعاون لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير لتعميق العلاقات .
المواقف الصينية السياسية كانت متأرجحة لكنها نالت حتى الآن رضا الدول والشعوب العربية بإعتبارها التعبير الأخير عن اليسار في العالم , لكن في المجال الإقتصادي تعمقت الصين كثيرا بفضل نهضتها الإقتصادية السريعة وثورتها الصناعية التي غزت العالم بمنتجات وتكنولوجيا منافسه حتى أن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وصف بكين بالشريك الجديد القوي للأردن .
تكرر بكين ذات الشعارات التي يصفع بها الغرب وجه الأمة العربية صباح مساء وهي , تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون الاستراتيجي، والتمسك بالعدالة والإنصاف، ودعم السلام في الشرق الأوسط والتنمية المشتركة، و التبادل البشري والتقريب بين الشعوب، والحوار الحضاري، والتعلم المتبادل.
بلا أدنى شك الصين عملاق إقتصادي إحتل مكانه بقوة , ويسعى اليوم لأن يتوج هذه المكانة بنفوذ سياسي منافس , لكنه يحتاج لأن يفهم الأهداف والرواية العربية بشكل صحيح وصادق , وحتى لا تتكرر خطيئة العرب مع العرب , يجب أن يملأوا المقاعد الفارغة في حافة القادم الجديد بالتشابك الإقتصادي وبلغة المصالح وتعميق الفهم للقضايا العربية .
ربما لا تعجبنا زيارة الرئيس الصيني لإيران , لكن التوازنات الجديدة في المنطقة تفرض أن تكون طهران لاعبا مؤثرا تحتاج الى لاعب يماثلها قوة ومهارة لكنه غير موجود .
qadmaniisam@yahoo.com
الراي