مستدمرة إسرائيل والربيع العربي..وجهة نظر
أسعد العزوني
جو 24 : السؤال الملح الذي يضرب أذهاننا ويخبط في رؤوسنا بإستمرار ، هو : لماذا لم ينجح الربيع العربي في إحداث التغيير الإيجابي الذي نطمح إليه ؟ وكيف تم تحويله إلى شتاء قارس ولا أقول خريفا مغبرا ؟ ومن الذي إختطفه وغير المسار؟
أعترف أننا كعرب نعيش في فوضى حياتية ، فلا حقوق إنسان مضمونة ، ولا مواطنة متحققة ، ولا تنمية نراها مستدامة ، ولا قوانين ناظمة للحياة ننعم بها ، ولا حرية تظللنا ، بل هي شريعة الغاب ، والغلبة للقوي ، والقوة هنا ليست قوة العضلات ، بل شدة النفوذ ، فمن كان متنفذا أو له صلة بمتنفذ كسب كل شيء ، وما عداه فكلنا خاسرون ، وهذا ما جعل كل المجتمعات العربية تتسم بوصف مجتمع الكراهية ، رغم كثرة السحيجة الذين آثروا السير في منهج يحقق لهم مصالحهم ويحميهم من التغول ، وهذه فلسفة مختلف عليها.
منذ العام 1917 بدأوا عملية زرع سرطان مخيف في فلسطين ، أطلقوا عليه إسم مستدمرة إسرائيل ، وبدأوا منذ ذلك الحين يمهدون لها سياسيا ودبلوماسيا ، وسقط بعض صناع القرار العرب آنذاك في هذا الفخ ورحبوا بالفكرة ، ويقيني أن العرق دساس ، ووصلت الأمور إلى ذروتها في العام 1948 ، بعد أن أكمل ما سمي جيش الإنقاذ العربي مهمة قوات "الإحتلال" البريطانية ، وخرجت مستدمرة إسرائيل إلى الوجود ، ثم بدأنا نرى الإنقلابات العسكرية العربية تتوالى وكل "زعيم "إنقلاب كان يتلو علينا بلاغه الأول ، ويقسم أنهم جاؤوا لتحرير فلسطين ، رغم أنهم لم يحافظوا حتى على ترابهم الوطني ، ومع ذلك رأينا دولا عربية إستقرت الأمور فيها على طرف بعينه ، وتوقفت الحركة الإنقلابية ،ودخلنا مرحلة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة "، ولا ندري حتى يومنا هذا عن أي معركة كانوا يتحدثون ، وهم الذين كانوا يسلمون إسرائيل جزءا من أراضيهم التي كانوا يحكمونها عند كل مواجهة ممسرمة متفق عليها.
تكالبت الأمور على الشعوب العربية ، وتضخمت المعاناة ،وإتسعت مساحة تراكمية القهر بكل أشكاله ، القهر السياسي والقهر الإقتصادي والقهر الإجتماعي ، والأخطر من كل ذلك قهر الكرامة ، لوجود الذل الناجم عن الهزائم المتكررة أمام إسرائيل ، والحرمان حتى من أبسط حقوق الإنسان في الحياة ، ما خلق شعورا كبيرا وخطيرا بالعجز وعدم القدرة على المواجهة ، بسبب القوة التي يتمتع بها الجهاز الأمني الذي بات يحاسب حتى على النوايا ، في حين وكما أسلفنا رأينا الجيوش العربية رغم ما كانت تتمتع به من قدرة وتسليح ، لم تحقق ولو نصرا واحدا على إسرائيل ، حتى أن النصر المؤزر الذي حققه الجيش المصري في حرب رمضان المجيدة عام 1973 تحولت إلى هزيمة ، أدخلتنا في أتون المذلة والمهانة وفتحت الباب مشرعا أمام مستدمرة إسرائيل ، للولوج إلى جميعنا بقدم السيد على رقاب الأذلاء ، ولذلك أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه إنتقاما من حرمانه وعجزه عن رد الإعتبار لكرامته بعد ان صفعته شرطية ، إثر مصادرة أزلام النظام التونسي الزائل عربة الخضار التي كان يعتاش منها رغم انه كان جامعيا .
لكن النار التي إندلعت في جسدة أطلقت الشرارت هنا وهناك لتحرق البيادر العربية الجاهزة للإشتعال أصلا ، ولكننا ولعدم وجود معارضات حقة في الوطن العربي ، وجدنا ان الآخر الذي كان يراقب وينتظر إنسجام اللحظة مع مخططه المعد "الشرق الأوسط الكبير "، قد إنقض على ثوراتنا وإختطفها ، وسيّرها حسب وجهته المعدة سلفا ، ولا عجب أن رأينا يهودا أمثال بيرنارد ليفي أصبحوا أيقونات لثوراتنا ، وعليه لا عجب ، وعلينا ألا نستغرب من إصطدام أحلامنا بصخرة المستحيل .
ما الذي حدث ولماذا؟
يقينا أن كل من له صلة بتأسيس مستدمرة إسرائيل ، كان على قناعة بأن الشعوب العربية لن تتآلف مع مستدمرة إسرائيل ، حتى لو ان غالبية صناع القرار الغرباء عنا في إنتماءاتهم ، قد تماهوا معها ودعموها بملياراتهم اولا ، وبدعمها حتى في المحافل الدولية ، ولذلك ليس غريبا أن دولة عربية ما محكومة بمتصهين تصوت لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة .
وإنطلاقا من ذلك التصور إرتآى هؤلاء إيجاد طريقة لإطالة عمر إسرائيل ولو بضع سنوات ، وقاموا بوضع الخطط لإضعاف وإنهاك الدول العربية لمعاقبة شعوبها اول لعدم قبولهم مستدمرة إسرائيل، وكانت الفرصة مواتية حيث إشتعلت النيران في كافة البيادر العربية الجافة ، ولكننا وكما أسلفت ، ليس لدينا معارضات تقود ولديها بند في برامجها حول : ماذا علينا ان نفعل في اليوم التالي بعد إزاحة النظام الحاكم؟
منذ مدة ونحن نقرأ تقارير أعدتها كافة أجهزة الإستخبارات الأمريكية الموالية لإسرائيل بطبيعة الحال - وأثنى عليها الثعلب الماكر الذي إستضافه المقبور السادات في قاهرة المعز ليسمتع ويتمتع بهزات خصر الراقصة سهير زكي ، بعد إنجرافه في هوى مستدمرة إسرائيل كونه زوج يهودية كانت مهمته خطف مصر من السرب العربي ، لضرب عصفورين في حجر واحد ، تدمير المحروسة مصر ، وإلحاق الهزيمة المنكرة بالعرب جميعا ،لأنه لا سلام ولا حرب بدون مصر- وتقول تلك التقارير أن عمر مستدمرة إسرائيل بات قصيرا ونهايتها محتمة وتقترب ، بسبب رفض الشعوب العربية التعامل معها وقبولها والتطبيع معها .
ولذلك وحتى يتمكنوا من إطالة عمر هذه المستدمرة ، فقد خططوا لإغراقنا في دمائنا ، وأن نموت تحت الركام ، ومن تكتب له النجاة يعيش مشردا في المنافي والشتات ، في حال لم يغرق في مياه المتوسط ، وهذا ما يفسر عقم حراكنا الثوري .
أعترف أننا كعرب نعيش في فوضى حياتية ، فلا حقوق إنسان مضمونة ، ولا مواطنة متحققة ، ولا تنمية نراها مستدامة ، ولا قوانين ناظمة للحياة ننعم بها ، ولا حرية تظللنا ، بل هي شريعة الغاب ، والغلبة للقوي ، والقوة هنا ليست قوة العضلات ، بل شدة النفوذ ، فمن كان متنفذا أو له صلة بمتنفذ كسب كل شيء ، وما عداه فكلنا خاسرون ، وهذا ما جعل كل المجتمعات العربية تتسم بوصف مجتمع الكراهية ، رغم كثرة السحيجة الذين آثروا السير في منهج يحقق لهم مصالحهم ويحميهم من التغول ، وهذه فلسفة مختلف عليها.
منذ العام 1917 بدأوا عملية زرع سرطان مخيف في فلسطين ، أطلقوا عليه إسم مستدمرة إسرائيل ، وبدأوا منذ ذلك الحين يمهدون لها سياسيا ودبلوماسيا ، وسقط بعض صناع القرار العرب آنذاك في هذا الفخ ورحبوا بالفكرة ، ويقيني أن العرق دساس ، ووصلت الأمور إلى ذروتها في العام 1948 ، بعد أن أكمل ما سمي جيش الإنقاذ العربي مهمة قوات "الإحتلال" البريطانية ، وخرجت مستدمرة إسرائيل إلى الوجود ، ثم بدأنا نرى الإنقلابات العسكرية العربية تتوالى وكل "زعيم "إنقلاب كان يتلو علينا بلاغه الأول ، ويقسم أنهم جاؤوا لتحرير فلسطين ، رغم أنهم لم يحافظوا حتى على ترابهم الوطني ، ومع ذلك رأينا دولا عربية إستقرت الأمور فيها على طرف بعينه ، وتوقفت الحركة الإنقلابية ،ودخلنا مرحلة "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة "، ولا ندري حتى يومنا هذا عن أي معركة كانوا يتحدثون ، وهم الذين كانوا يسلمون إسرائيل جزءا من أراضيهم التي كانوا يحكمونها عند كل مواجهة ممسرمة متفق عليها.
تكالبت الأمور على الشعوب العربية ، وتضخمت المعاناة ،وإتسعت مساحة تراكمية القهر بكل أشكاله ، القهر السياسي والقهر الإقتصادي والقهر الإجتماعي ، والأخطر من كل ذلك قهر الكرامة ، لوجود الذل الناجم عن الهزائم المتكررة أمام إسرائيل ، والحرمان حتى من أبسط حقوق الإنسان في الحياة ، ما خلق شعورا كبيرا وخطيرا بالعجز وعدم القدرة على المواجهة ، بسبب القوة التي يتمتع بها الجهاز الأمني الذي بات يحاسب حتى على النوايا ، في حين وكما أسلفنا رأينا الجيوش العربية رغم ما كانت تتمتع به من قدرة وتسليح ، لم تحقق ولو نصرا واحدا على إسرائيل ، حتى أن النصر المؤزر الذي حققه الجيش المصري في حرب رمضان المجيدة عام 1973 تحولت إلى هزيمة ، أدخلتنا في أتون المذلة والمهانة وفتحت الباب مشرعا أمام مستدمرة إسرائيل ، للولوج إلى جميعنا بقدم السيد على رقاب الأذلاء ، ولذلك أقدم الشاب التونسي محمد البوعزيزي على حرق نفسه إنتقاما من حرمانه وعجزه عن رد الإعتبار لكرامته بعد ان صفعته شرطية ، إثر مصادرة أزلام النظام التونسي الزائل عربة الخضار التي كان يعتاش منها رغم انه كان جامعيا .
لكن النار التي إندلعت في جسدة أطلقت الشرارت هنا وهناك لتحرق البيادر العربية الجاهزة للإشتعال أصلا ، ولكننا ولعدم وجود معارضات حقة في الوطن العربي ، وجدنا ان الآخر الذي كان يراقب وينتظر إنسجام اللحظة مع مخططه المعد "الشرق الأوسط الكبير "، قد إنقض على ثوراتنا وإختطفها ، وسيّرها حسب وجهته المعدة سلفا ، ولا عجب أن رأينا يهودا أمثال بيرنارد ليفي أصبحوا أيقونات لثوراتنا ، وعليه لا عجب ، وعلينا ألا نستغرب من إصطدام أحلامنا بصخرة المستحيل .
ما الذي حدث ولماذا؟
يقينا أن كل من له صلة بتأسيس مستدمرة إسرائيل ، كان على قناعة بأن الشعوب العربية لن تتآلف مع مستدمرة إسرائيل ، حتى لو ان غالبية صناع القرار الغرباء عنا في إنتماءاتهم ، قد تماهوا معها ودعموها بملياراتهم اولا ، وبدعمها حتى في المحافل الدولية ، ولذلك ليس غريبا أن دولة عربية ما محكومة بمتصهين تصوت لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة .
وإنطلاقا من ذلك التصور إرتآى هؤلاء إيجاد طريقة لإطالة عمر إسرائيل ولو بضع سنوات ، وقاموا بوضع الخطط لإضعاف وإنهاك الدول العربية لمعاقبة شعوبها اول لعدم قبولهم مستدمرة إسرائيل، وكانت الفرصة مواتية حيث إشتعلت النيران في كافة البيادر العربية الجافة ، ولكننا وكما أسلفت ، ليس لدينا معارضات تقود ولديها بند في برامجها حول : ماذا علينا ان نفعل في اليوم التالي بعد إزاحة النظام الحاكم؟
منذ مدة ونحن نقرأ تقارير أعدتها كافة أجهزة الإستخبارات الأمريكية الموالية لإسرائيل بطبيعة الحال - وأثنى عليها الثعلب الماكر الذي إستضافه المقبور السادات في قاهرة المعز ليسمتع ويتمتع بهزات خصر الراقصة سهير زكي ، بعد إنجرافه في هوى مستدمرة إسرائيل كونه زوج يهودية كانت مهمته خطف مصر من السرب العربي ، لضرب عصفورين في حجر واحد ، تدمير المحروسة مصر ، وإلحاق الهزيمة المنكرة بالعرب جميعا ،لأنه لا سلام ولا حرب بدون مصر- وتقول تلك التقارير أن عمر مستدمرة إسرائيل بات قصيرا ونهايتها محتمة وتقترب ، بسبب رفض الشعوب العربية التعامل معها وقبولها والتطبيع معها .
ولذلك وحتى يتمكنوا من إطالة عمر هذه المستدمرة ، فقد خططوا لإغراقنا في دمائنا ، وأن نموت تحت الركام ، ومن تكتب له النجاة يعيش مشردا في المنافي والشتات ، في حال لم يغرق في مياه المتوسط ، وهذا ما يفسر عقم حراكنا الثوري .