صب الزيت على النار جريمة
ها قد انتهت مسيرة " انقاذ الوطن" التي نظمها " الإخوان المسلمون " وسط العاصمة وشاركت فيها فعاليات سياسية أردنية أخرى ،وقادها " الإخوان"،على خير ،وتنفس الجميع الصعداء ،وكسبت الدولة ومعها جماعة"الإخوان"،لأن الجميع مارسوا أسس العمل السياسي الصحيح ،وأثبتوا ولاءهم وانتماءهم لهذا الوطن القائم على التعددية.
ومع ذلك أقول :دقت ساعة العمل ،أي أننا يجب أن نشمر عن سواعدنا ونشحذ هممنا رجال دولة ومنتمين للأحزاب والحركات السياسية الذين نلتقي معا على هدف واحد هو رفعة وسمو هذا البلد وابقائه حجر عثرة امام المخططات الصهيونية ،وشوكة في حلق أعداء الأمة .
يتوجب علينا جميعا الركون الى الهدوء واعتماد التفكير العلمي الهادف الى الوصول الى نتيجة ترضي الله اولا قبل أن ترضي غيره ،لأن العبث بامن الوطن ،يغضب الله كثيرا،ولعل من أهم صور هذا العبث هي صب الزيت على النار ،والتجييش،وتكفير وتخوين الآخر،والإصطياد في الماء العكر،وإصطياد الفرص.
ولست بخاف نواياي أنني أعني بذلك الإعلاميين والسياسيين الذين ارتأوا أن ذلك فرصة عمل لهم ،تدر عليهم دخلا إضافيا ،وتههيء لهم فرص تولي المناصب ،ذلك أنهم آزروا هذا الطرف ضد الطرف الآخر ،وكأننا في حري داحس والغبراء.
الأمانة الوطنية تعني أن تكون منحازا للثابت وهو الوطن ،وإن رأيت مكان خلل فيجب المبادرة الى تقديم النصح والإرشاد قدر الإستطاعة ،لأننا كإعلاميين لو انهجنا هذا النهج ،لكنا بحق نعمل في اعلام وونهدف الى حماية وطن تتربصه عيون أعداء لا تنام.
المثقف الأصيل هم عامل جمع لا يميل الى القسمة ولا إلى اتلطرح والضرب ،وهو إبن وطن حتى لو ظلم مؤقتا ورأى غيره " ينعم" بما لا يستحقه ،وما كان ذلك ليحصل لولا انه سار بعكس التيار وفضل مصالحه على مصلحة الوكن ،وإمتهن مهنة الردح وصب الزيت على النار ،وقام بدور " الرويبضة".
" الإخوان المسلمون" هم أبناء هذا الوطن ،ورمز تعدديته،وليسوا من المريخ،كما أن أبناءنا أفراد الأمن العام بكل مرتباتهم ،هم من هذا الوطن أيضا ورز لعزته وكرامته ،وهم العين الساهرة على أمننا ،وهم أمن وطن.
ولا أبالغ إن قلت أن البيت الأردني يجمع تحت سقفه " الإخواني" ورجل الأمن وغير ذلك من أطياف التعددية.
لذلك نحن مع أمن الوطن وننحاز لقضاياه ،ونراقب أداء الجميع ،ومطلوب منا التصفيق لم يحسن التصرف ،وأن ننهر المخطيء ونقول له :قف!وعدل من مسارك لتنعدل مسيرتك،وهذا ما دعانا الى الفرح بما انتهت اليه مسيرة " إنقاذ الوطن".
المطلوب من الجميع دولة وجماعة " اخوان مسلمين" ومستقلين وفعاليات سياسية أخرى،نبذ التكفير والتخوين ،وعدم اللجوء الى وسيلة الحشر في الزاوية ،لأن القط وغن كان ضعيفا يتحول الى غضنفر في حال حشرناه في الزاوية.وعلى الجميع الدعوة للحوار الوطني الصادق المخلص ،حتى نبحر بسفينتنا الى بر الأمان.
يجب وقبل كل شيء على الجميع أن ينبذوا كل متطرف بينهم وكل " رويبضة" تطفو على السطح تكسبا واستغلالا وإصطيادا للفرص،على حساب أمن الوطن وراحة المواطنين.
أعلم أنني أنفخ في قربة مقطوعة ،ولكن لا بد من قول الحقيقة وإن كانت مرة.