jo24_banner
jo24_banner

ناصر جودة...بالله عليك, هذا كلام؟

جمال الدويري
جو 24 :

أول أمس, وعلى إحدى فضائياتنا, استنجد ممثل السياسة الخارجية الأردنية, المخضرم و "المقاوم للاستبدال" على طريق المطار, بشيوخ الحركة الاسلامية للوساطة لدى شيوخ الحركة الشقيقة في مصر, من أجل حمل الأخيرة على إعادة ضخ الغاز المصري للمملكة.


ورغم أن وجه ناصر "لا يضحك للرغيف السخن" الا بصعوبة, فقد اعتقدت لوهلة أن الرجل يمزح وأن ما أفصح عنه في حديثه المتلفز ليس إلا دعابة لن تتعدى حدود استوديو رؤيا, سيما أن الوزير العابر للحكومات قد أطلق دعابة أخرى في اللقاء عندما حدد عدد المشاركين بمسيرة الجمعة الماضية وسط العاصمة بثمانية آلاف "عدّاً وفرداً".


أما أن يعلن بني ارشيد اليوم أن "همّامه سعيد" يحزم حقائبه للمغادرة الى القاهرة مع وفد معتبر من الحركة, ملبين استجداء "الناصر جودة" لعونه لدى البلاط الإخواني المصري لحل مسألة دولية هي من صميم عمل جودة ذاته وطاقمه الوزاري ودهائه وخبرته السياسية للتعامل مع هكذا ازمات قد يتعرض لها الوطن الأردني الذي يحمل جودة بيرق سياسته الخارجية منذ سنيييييين, فهذا ما ينفي أن جودة كان مازحا أو مداعبا, بل أنه كان بمنتهى الجدية, ولم يكن لديه في أزمة الغاز "بيتا يقوله".
ولا بد لي هنا من التسائل البرئ والمبرر في نفس الآن, عما سيفعله ناصر جودة إذا ما استدعى الأمر تدخلا لدى روسيا أو بلاد الواق الواق مثلا لحل أزمة مماثلة, هل سيستجدي أيضا شيوخ الحركة أم أن هناك "رجال إطفاء" غيرهم في أحزاب وحركات أخرى أو ربما من المعارف والأصدقاء لمعاليه, على أهبة الاستعداد "بتلوق" على تلك الدول, كمثل أن يرسل الزميل عاطف زيد الكيلاني الى دمشق مثلا للوساطة لدى بشار الأسد؟ أو على الأقل الى السفارة في عبدون.


"إن انفصام الشخصية السياسية" التي يعاني منها ناصر جودة, لشيئ يبرر التسائل أيضا عن مشروعية تواجده المستديم على رأس الدبلوماسية الخارجية الأردنية كل هذه السنوات, وعما إذا كان بالفعل مظهورا من أحدٍ أكبر وأقوى من التغيير المُتّبع في تشكيلاتنا الحكومية, أم أنه سوف "لن ينزل عن ظهورنا" الا وقد حمل لقب دولة ناصر جودة؟ وهو الذي تعجزه قضية الغاز المصري الى درجة أن "يستعين بصديق".


الوزير جودة وفي نفس الجلسة يهاجم ادعاء الحركة الاسلامية بالنجاح في مسيرة الجمعة ويستجديهم بالتو واللحظة لمد يد العون لخارجيته لدى "الإخوان والأخوات" في مصر من أجل استجلاب الغاز. كيف لنا أن نفهمها هذه؟ هل هي العصا والجزرة؟ أم هي لعبة "صابت والا خابت" المعروفة.


وسؤال المليون لمن لا قبله ولا بعده في الخارجية, ماذا لو أن إخوان الأردن بقيادة الشيخ همام نجحوا باستعطاف مرسي وشركاه في القاهرة, وتمكنوا من فتح صنابير الغاز مجددا باتجاه العقبة, كيف وما حجم المكافئة وحدود الثمن المُبتز؟ يعني كم نائب اسلامي ستكلف هذه العملية الوطن الأردني؟ وكم من صلاحيات الملك؟

وحتى لا أثقل على صاحب المعالي والمقام العالي بالأسئلة, فإنني أختم بإعادة سؤال عنوان مقالتي هذه والذي لا يستدعي الإجابة: ناصر جودة...بالله عليك, هذا كلام؟

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير