jo24_banner
jo24_banner

" العزيز" هنري كيسنجر ..النبوءة والهدف

أسعد العزوني
جو 24 :

كلنا يعرف أن " العزيز" هنري كيسنجر هو يهودي ألماني هاجر الى الولايات المتحدة الأمريكية ،وإكتسب جنسيتها ،وأصبح عميد دبلوماسيتها في مرحلة تاريخية حرجة ما تزال تداعياتها ظاهرة للعيان في الشرق الأوسط.


والجميع يعرف أن هذا " العزيز " الذي استمتع ب" هز وسط" الراقصة المصرية سهير زكي بمباركة السادات،كان صهيونيا حتى النخاع ،وكان من أشد المؤيدين للقيطة إسرائيل،وكان دائما يدعو أمريكا والعالم " المتحضر" لحمايتها وتقديم الدعم اللازم لها.وسخر كافة إمكانيات بلاده - أو هكذا يفترض أن تكون - لخدمة مصالح إسرائيل وتنفيذ أجندتها.

لكن رياح كيسنجر العاتية مؤخرا ،إنقلبت في إتجاهها ولم تعد إسرائيل قبلته ،ولم يعد ينصب نفسه الحامي والحارس والأمين عليها ،وهذا مؤشر يجب الإنتباه إليه ودراسته جيدا ،خاصة وأنه صدر عن " دهقن " مثل كيسنجر .

ففي مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية قبل أيام ،ظهر كيسنجر بدون إكسسوارات سياسية أو عقائدية تجاه قبلته الأولى إسرائيل ،وقال كلاما لولا أنني شخصيا من المؤمنين به ،لفكرت ألف مرة ومرة قبل التفكير في تصديقه .وبان هذا الرجل عاريا إلا من الحقيقة التي آثر إعتمادها في خطابه السياسي الأخير.

ولست مبالغا إن قلت أن تلك المقابلة كانت عبارة عن حقل ألغام ،لأن كل كلمة فيها إنما مثلت قنبلة حارقة خارقة ،وأول هذه القنابل قوله لا فض فوه أن إسرائيل ستنتهي بعد عشر سنوات ،فيما كانت القنبلة الثانية وهو أن الصهيوني كيسنجر الذي يتحدث للصحيفة الأمريكة ،ليس ذاته الذي عرفناه في سبعينيات القرن المنصرم ،وما كان يصدر عنه من تصريحات نارية إبان زياراته المكوكية للمنطقة ولقاءاته "السادية" مع زعمائها،بينما كان حملا وديعا في أحضان المسؤولين الإسرائيليين.

في مقابلته " الصاروخ" لم يطالب كيسنجر بدعم إسرائيل ،ولا بحمايتها ،وكأن الأمر لم يعد يعنيه ،وما فهمته من هذه المقابلة أن الحقيقة المرة إصطدمت برأس كيسنجر وهزته من داخله ما جعله يدخل دائرة الوعي .

وتزامن مع تلك المقابلة النارية التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز ،تقرير أعده تحالف إستخباري يضم 16جهاز مخابرات أمريكيا بعنوان"الإعداد لشرق أوسط في مرحلة ما بعد إسرائيل".ومن غرائب الصدف أن هذا التقرير يؤكد أن إنتهاء إسرائيل بات وشيكا!!!

وعزا هذا التقرير " قصف" عمر إسرائيل إلى المد الشعبي العربي ،وإنهاء الأنطمة الرسمية،وعودة مصر الى دورها المحوري المعهود ،كما يكشف أن الأنظمة الرسمية العربية المنهارة والتي هي قيد الإنهيار إشتريت لخدمة إسرائيل ،وزاد أنها كانت تقدم خدمات حيوية لبقاء إسرائيل من خلال ممارسة الضغط على شعوبها.

وعودة الى " العزيز" هنري الذي عاد اليه وعيه وهو في أرذل العمر ،فقد قال أن أمريكا لم تعد قادرة على توفير الدعم اللازم لإسرائيل بسبب أزمتها الإقتصادية،وعلاوة على ذلك أوغل في تحوله وطالب واشنطن بتحسين علاقاتها مع العالمين العربي والإسرائيلي.

صحيح أن ماورد في تقرير التحالف الإستخباري الأمريكي جاء صاعقا ،وأغلب الظن أن كيسنجر قد إستند عليه قي مقابلته ،ولكن ما لفت نظري هو التقييم الصحيح للأنظمة العربية وتأكيد دورها الخادم لإسرائيل .

ولا أظن ان متابعا غاب عن باله وصف " العزيز " كيسنجر للسادات المقبور بأنه "أغبى " رئيس قابله في حياته!وعندما سئل عن السبب أجاب "لو أنه ساومنا على طرد الخبراء السوفييت من مصر لأعدنا له الضفة وغزة وسيناء مقابل هذه الخطوة لكنه ولغبائه قدمها لنا مجانا" .
على العموم إن ورد مثل هذا الكلام عن أجهزة المخابرات الأمريكية ،فهو واقع لا جدال فيه ،وإن قال كيسنجر ذلك فصدقوه.! 

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير