عن الانتخابات الإيرانية والواقع العربي!!
زيد محمد النوايسة
جو 24 :
لا يمكن قراءة النتائج الأخيرة للانتخابات الإيرانية بمعزل عن مضامين الاتفاق النووي الإيراني الغربي والذي ساهم بإخراج إيران من حالة العزلة السياسية والاقتصادية التي دخلتها منذ أن فرض عليها الحصارقبل خمسة وثلاثين عامًا ، وبعد أكثر من عشر سنوات من بدء الصراع مع القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة على البرنامج النووي، الذي وصل إلى الاكتفاء الذاتي بإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم والماء الثقيل وتصنيع أجهزة الطرد المتطورة والسريعة، وفشل كل العقوبات في الوقوف بوجهه، اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وببراغماتية إلى إعادة القراءة في سياستها تجاه إيران خاصة بعد ما أبدت القيادة الإصلاحية التي يتزعمها الرئيس الحالي حسن روحاني مرونة أكثر في الملف النووي من سابقتها المتشددة (قيادة المحافظ أحمدي نجاد) وفي ظل انكفاء أمريكي واضح فرضه الإخفاق في أفغانستان والعراق وضبابية الموقف الأمريكي في سوريا.
تشير النتائج شبه النهائية إلى تقدم التيار الإصلاحي الذي يتزعمه الرئيس الحالي حسن روحاني وخصوصاً في طهران حيث بينت النتائج وبعد فرز أكثر من 90 بالمائة في العاصمة سيطرة شبه كاملة لتيار الرئيس روحاني حيث حصلت قائمة الأمل على ثلاثين مقعداً في حين أن المرشح المحافظ المتشدد غلام علي حداد حصل على الرقم الواحد والثلاثين في مؤشر واضح يشي بتبدل في مناخات التصويت لدى الناخب الإيراني لصالح التيار الإصلاحي والتيار المعتدل وتحديدً في العاصمة التي تعتبر مركزاً مهما لتقديم المشتغلين بالسياسة بشكل عام بالمقابل بقيت النتائج في الأقاليم الأخرى متقاربة إلى حد ما بين الإصلاحيين والمعتدلين والمتشددين وان كانت النتائج تشير إلى انتقال فئة مهمة ووازنة إلى التصويت للمعتدلين، لكن هذا الأمر لا يمكن أخذه بمعزل عن الانتخابات التي لا تقل أهمية عن الانتخابات البرلمانية وهي انتخابات مجلس الخبراء وهو الهيئة الأساسية في هيكلية النظام السياسي الإيراني والتي يناط بها تعيين وعزل قائد الثورة (المرشد أو لولي الفقيه) حيث تشير النتائج إلى تقدم واضح لصالح الرئيس الحالي روحاني والرئيس الأسبق رفسنجاني وهما من الوجوه الإصلاحية الرئيسية والبارزة والتي من المتوقع في حال سيطرتها على مقاعد مجلس خبراء القيادة والبالغة 88مقعداً أن تلعب دوراً بارزاً في فترة لاحقه في اختيار المرشد أو لولي الفقية لا سيما وان الإخبار المتواترة عن المرشد الحالي الإمام خامنئي ( 76 عام) تشير إلى انه يعاني من ظروف صحية صعبة.
من الواضح أن مرحلة جني الثمار للفريق الإصلاحي الذي يتزعمه الرئيس حسن روحاني قد بدأت بنتائج البرلمان ومجلس الخبراء وبدأ جلياً أن الشعب الإيراني الذي عانى طويلا يريد أن يعزز من فرص الخروج من الحصار والعزلة السياسية والتي تحاول القيادة الحالية الخروج منها من خلال الانفتاح وإبرام اتفاقيات اقتصادية وتنموية تساهم في تعزيز دور إيران الاقتصادي والسياسي حيث بدت طهران اليوم محجاً لرجال السياسة والاقتصاد ولمدراء كبريات الشركات العالمية، وان كان الشعب الإيراني لم يلمس مباشرة انعكاس سياسة الانفتاح على حياته ورفاهيته وهو يتوق اليوم وأكثر من أي وقت مضى للخروج والتفاعل مع العالم والانفتاح الاقتصادي والثقافي.
ويمكن قراءة النتائج الأخيرة ضمن هذا السياق ولكن ربما من المبكر توقع تغيرات دراماتيكية في مواقف إيران السياسية الإقليمية والتوسعية وخصوصاً في محيطها الإقليمي بل لعل إيران اليوم وفي ظل تهافت العالم والقوى الكبرى عليها للاستفادة من ميزات الوفرة المالية لديها بعد رفع الحصار وتوافر الرغبة لدى العقل السياسي الإيراني لتعويض ما فاته خلال خمسة وثلاثين عاما من الحصار في مجال التنمية والتطور والصناعة تملك فرص كبيرة في تعزيز نفوذها السياسي ومشروعها المكتمل في دور إقليمي فاعل ومؤثر واستحواذي في ظل واقع عربي مفكك ورديء ويعاني من غياب المشروع الجامع المتفق عليه للأسف، لا سيما وإنها تقدم نفسها للمجتمع الدولي في إطار ديمقراطي ربما لا يحاكي النموذج الغربي المأمول والمطلوب في الغرب ولكنه بالتأكيد يتفوق على حالة الغياب الديمقراطي المزمن في العالم العربي المنقسم على نفسه والمنكفئ إلى أعراقه ومذاهبه وطوائفه التي أصبح لكل منها مرجعيتها الدولية ومندوبها السامي!!
نختلف مع إيران في مشروعها التوسعي ونرفض أن يكون على حساب عالمنا العربي وندعو للوقوف بحزم ضده؛ لكننا لا نملك إنكار حقيقة واضحة وهي أن إيران تعبر نحو المستقبل وبالديمقراطية التي تناسبها من مرحلة إيران الثورة إلى إيران الدولة المنفتحة ودون أن تتخلى عن مشروعها التوسعي الكبير،وبنفس الوقت نشعر بالحزن المعتق على حالنا الكربلائي وعالمنا العربي الذي يسير نحو التقسيم والمجهول ويغرق في الفوضى والدم وغياب المشروع والديمقراطية!!
تشير النتائج شبه النهائية إلى تقدم التيار الإصلاحي الذي يتزعمه الرئيس الحالي حسن روحاني وخصوصاً في طهران حيث بينت النتائج وبعد فرز أكثر من 90 بالمائة في العاصمة سيطرة شبه كاملة لتيار الرئيس روحاني حيث حصلت قائمة الأمل على ثلاثين مقعداً في حين أن المرشح المحافظ المتشدد غلام علي حداد حصل على الرقم الواحد والثلاثين في مؤشر واضح يشي بتبدل في مناخات التصويت لدى الناخب الإيراني لصالح التيار الإصلاحي والتيار المعتدل وتحديدً في العاصمة التي تعتبر مركزاً مهما لتقديم المشتغلين بالسياسة بشكل عام بالمقابل بقيت النتائج في الأقاليم الأخرى متقاربة إلى حد ما بين الإصلاحيين والمعتدلين والمتشددين وان كانت النتائج تشير إلى انتقال فئة مهمة ووازنة إلى التصويت للمعتدلين، لكن هذا الأمر لا يمكن أخذه بمعزل عن الانتخابات التي لا تقل أهمية عن الانتخابات البرلمانية وهي انتخابات مجلس الخبراء وهو الهيئة الأساسية في هيكلية النظام السياسي الإيراني والتي يناط بها تعيين وعزل قائد الثورة (المرشد أو لولي الفقيه) حيث تشير النتائج إلى تقدم واضح لصالح الرئيس الحالي روحاني والرئيس الأسبق رفسنجاني وهما من الوجوه الإصلاحية الرئيسية والبارزة والتي من المتوقع في حال سيطرتها على مقاعد مجلس خبراء القيادة والبالغة 88مقعداً أن تلعب دوراً بارزاً في فترة لاحقه في اختيار المرشد أو لولي الفقية لا سيما وان الإخبار المتواترة عن المرشد الحالي الإمام خامنئي ( 76 عام) تشير إلى انه يعاني من ظروف صحية صعبة.
من الواضح أن مرحلة جني الثمار للفريق الإصلاحي الذي يتزعمه الرئيس حسن روحاني قد بدأت بنتائج البرلمان ومجلس الخبراء وبدأ جلياً أن الشعب الإيراني الذي عانى طويلا يريد أن يعزز من فرص الخروج من الحصار والعزلة السياسية والتي تحاول القيادة الحالية الخروج منها من خلال الانفتاح وإبرام اتفاقيات اقتصادية وتنموية تساهم في تعزيز دور إيران الاقتصادي والسياسي حيث بدت طهران اليوم محجاً لرجال السياسة والاقتصاد ولمدراء كبريات الشركات العالمية، وان كان الشعب الإيراني لم يلمس مباشرة انعكاس سياسة الانفتاح على حياته ورفاهيته وهو يتوق اليوم وأكثر من أي وقت مضى للخروج والتفاعل مع العالم والانفتاح الاقتصادي والثقافي.
ويمكن قراءة النتائج الأخيرة ضمن هذا السياق ولكن ربما من المبكر توقع تغيرات دراماتيكية في مواقف إيران السياسية الإقليمية والتوسعية وخصوصاً في محيطها الإقليمي بل لعل إيران اليوم وفي ظل تهافت العالم والقوى الكبرى عليها للاستفادة من ميزات الوفرة المالية لديها بعد رفع الحصار وتوافر الرغبة لدى العقل السياسي الإيراني لتعويض ما فاته خلال خمسة وثلاثين عاما من الحصار في مجال التنمية والتطور والصناعة تملك فرص كبيرة في تعزيز نفوذها السياسي ومشروعها المكتمل في دور إقليمي فاعل ومؤثر واستحواذي في ظل واقع عربي مفكك ورديء ويعاني من غياب المشروع الجامع المتفق عليه للأسف، لا سيما وإنها تقدم نفسها للمجتمع الدولي في إطار ديمقراطي ربما لا يحاكي النموذج الغربي المأمول والمطلوب في الغرب ولكنه بالتأكيد يتفوق على حالة الغياب الديمقراطي المزمن في العالم العربي المنقسم على نفسه والمنكفئ إلى أعراقه ومذاهبه وطوائفه التي أصبح لكل منها مرجعيتها الدولية ومندوبها السامي!!
نختلف مع إيران في مشروعها التوسعي ونرفض أن يكون على حساب عالمنا العربي وندعو للوقوف بحزم ضده؛ لكننا لا نملك إنكار حقيقة واضحة وهي أن إيران تعبر نحو المستقبل وبالديمقراطية التي تناسبها من مرحلة إيران الثورة إلى إيران الدولة المنفتحة ودون أن تتخلى عن مشروعها التوسعي الكبير،وبنفس الوقت نشعر بالحزن المعتق على حالنا الكربلائي وعالمنا العربي الذي يسير نحو التقسيم والمجهول ويغرق في الفوضى والدم وغياب المشروع والديمقراطية!!