البطالة.. مفارقات عجيبة
عصام قضماني
جو 24 : في الإحصائيات التي مدنا بها وزير العمل نضال القطامين أن نسبة المتعطلين من الأردنيين من المستوى التعليمي ثانوي فما دون 51% من إجمالي المتعطلين يقابلهم نحو 96% من إجمالي العمالة الوافدة في المستوى التعليمي ذاته .
هذه مفارقة عجيبة , فالأردني غير المتعلم لا يقبل بذات المهنة التي يشغلها الوافد ولو أنهم فعلوا لما كانت هناك بطالة في صفوف غير المتعلمين ولتفرغت الدولة لإستحداث فرص عمل للمتعلمين ولما أنفقت كل الجهد في إقناع الأردني أن ينخرط في سوق العمل في المهن التي لا تجد من يشغلها فيأخذها الوافد .
يقبل العامل الأردني في بلاد الغربة ما لا يقبل به في بلده , بينما يقبل العامل المصري مثلا في بلاد الغربة ما يقبل به في بلده إن توفر بأجر مماثل وهكذا بالنسبة لباقي الجنسيات كالهندية والباكستانية وغيرها من الجنسيات .
لا أظن أن ثقافة العيب هي السبب , وعلى المسؤولين أن يبحثوا عن أسباب أخرى لتفسير هذه الظاهرة , ومنها أن المهني مثلا في بعض الدول يتقاضى أجرا أعلى مما يتقاضاه طبيب أو مهندس .
الإختراق الذي سجلته وزارة العمل في القرى بإقناع العائلات أن يرسلوا بناتهم الى مصانع المحيكات بأجور ملائمة وظروف وبيئة عمل مناسبة وكريمة , دليل على أن ظاهرة ما يسمى بثقافة العيب يمكن أن تختفي أمام الرغبة بالعمل وبتحسين الأوضاع .
بعيدا عن الأسباب المجتمعية في تفسير هذه الظاهرة التي تنقلها لنا مئات الروايات عن أردنيين عملوا في الغربة سواء في بلدان عربية أو في أوروبا وأميركا , ممن سجلوا قصص نجاح أعقبت كفاحا ومعاناة , بدأت بعامل في مطعم وهي مهنة مارسها كثير من الأردنيين في بلاد الغربة دون تحفظ ودون إنتظار ما تحوله الأسرة من مال على الأغلب غير متوفر أو في محطة محروقات وغيرها من المهن المرفوضة أردنيا , بعضهم أصبحوا وزراء ومنهم وزير العمل نفسه ورجال أعمال ناجحون, أو انتهت رحلة كفاحهم بتملك مطعم ومحطة محروقات , كما في القصص , يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بأم العين , في مئات العمال الوافدين في المرافق والمشاريع وغيرها من المهن .
ترتفع معدلات البطالة في المحافظات والقرى البعيدة ليس لأن عدد الخريجين فيها كثر بل لأن فرص العمل محدودة في تلك المناطق التي يهجرها الشبان والفتيات للبحث عن فرصة في العاصمة أو المدن الكبيرة , وهو ما يفسر تناقص أو ثبات معدلات النمو السكاني فيها .
كانت الأيدي العاملة الأردنية تعاني منافسة حادة من العمالة المصرية , لكن هناك اليوم أيد عاملة جديدة وكثيفة دخلت الى السوق وهناك ضغوط لتشغيلها وهي العمالة السورية , وهؤلاء لا فرق عندهم أين توجد فرص العمل ما دامت تحقق دخلا وما داموا ليسوا في بلادهم ولا بين أسرهم , فماذا نحن فاعلون؟.
`qadmaniisam@yahoo.com
هذه مفارقة عجيبة , فالأردني غير المتعلم لا يقبل بذات المهنة التي يشغلها الوافد ولو أنهم فعلوا لما كانت هناك بطالة في صفوف غير المتعلمين ولتفرغت الدولة لإستحداث فرص عمل للمتعلمين ولما أنفقت كل الجهد في إقناع الأردني أن ينخرط في سوق العمل في المهن التي لا تجد من يشغلها فيأخذها الوافد .
يقبل العامل الأردني في بلاد الغربة ما لا يقبل به في بلده , بينما يقبل العامل المصري مثلا في بلاد الغربة ما يقبل به في بلده إن توفر بأجر مماثل وهكذا بالنسبة لباقي الجنسيات كالهندية والباكستانية وغيرها من الجنسيات .
لا أظن أن ثقافة العيب هي السبب , وعلى المسؤولين أن يبحثوا عن أسباب أخرى لتفسير هذه الظاهرة , ومنها أن المهني مثلا في بعض الدول يتقاضى أجرا أعلى مما يتقاضاه طبيب أو مهندس .
الإختراق الذي سجلته وزارة العمل في القرى بإقناع العائلات أن يرسلوا بناتهم الى مصانع المحيكات بأجور ملائمة وظروف وبيئة عمل مناسبة وكريمة , دليل على أن ظاهرة ما يسمى بثقافة العيب يمكن أن تختفي أمام الرغبة بالعمل وبتحسين الأوضاع .
بعيدا عن الأسباب المجتمعية في تفسير هذه الظاهرة التي تنقلها لنا مئات الروايات عن أردنيين عملوا في الغربة سواء في بلدان عربية أو في أوروبا وأميركا , ممن سجلوا قصص نجاح أعقبت كفاحا ومعاناة , بدأت بعامل في مطعم وهي مهنة مارسها كثير من الأردنيين في بلاد الغربة دون تحفظ ودون إنتظار ما تحوله الأسرة من مال على الأغلب غير متوفر أو في محطة محروقات وغيرها من المهن المرفوضة أردنيا , بعضهم أصبحوا وزراء ومنهم وزير العمل نفسه ورجال أعمال ناجحون, أو انتهت رحلة كفاحهم بتملك مطعم ومحطة محروقات , كما في القصص , يمكن مشاهدة هذه الظاهرة بأم العين , في مئات العمال الوافدين في المرافق والمشاريع وغيرها من المهن .
ترتفع معدلات البطالة في المحافظات والقرى البعيدة ليس لأن عدد الخريجين فيها كثر بل لأن فرص العمل محدودة في تلك المناطق التي يهجرها الشبان والفتيات للبحث عن فرصة في العاصمة أو المدن الكبيرة , وهو ما يفسر تناقص أو ثبات معدلات النمو السكاني فيها .
كانت الأيدي العاملة الأردنية تعاني منافسة حادة من العمالة المصرية , لكن هناك اليوم أيد عاملة جديدة وكثيفة دخلت الى السوق وهناك ضغوط لتشغيلها وهي العمالة السورية , وهؤلاء لا فرق عندهم أين توجد فرص العمل ما دامت تحقق دخلا وما داموا ليسوا في بلادهم ولا بين أسرهم , فماذا نحن فاعلون؟.
`qadmaniisam@yahoo.com
الراي