لا سند للعرب غير العرب
طارق مصاروة
جو 24 :
... وقعت صحيفة «الأخبار» في فخ انحيازها لحزب الله فوصفت زيارة العاهل السعودي بأنه «لشراء مصر»، وذهبت إلى أبعد من ذلك فقالت أن ولي العهد محمد بن نايف يشعر بأن السعودية ستكون مفلسة حين يتولى الحكم.
والحقيقة، أن البداية في الزيارة كانت مبشرة لأنها تتحدث عن مشروعات واضحة تقودها شركات سعودية وتهتم بمشروعات ضخمة مصرية بلغت اتفاقاتها وتفاهماتها سبع عشرة اتفاقية ووثيقة تفاهم.
ثم جاءت مشروعات استراتيجية يمكن أن تتجاوز فوائدها مصر والسعودية إلى العالم العربي وهي: أولاً اعتراف مصر بأن جزيرتي تيران والصنافير هي جزر سعودية قدمتها السعودية للجهد العسكري المصري الهاتف قبل حرب 1967 إلى ضرب الحصار على إيلات، ومنع إسرائيل من المرور في البحر الأحمر. وكان ذلك بتفاهم فيصل – عبدالناصر. ولذلك فتجارة الاخوان المعارضين بقصة التنازل عن السيادة المصرية عن الجزيرتين هما محض هراء. فالجسر المقترح يمر منهما. ثم اقتسام الجرف القاري وهكذا يمرُّ الجسر المقترح دون تعقيدات وقد بادرت السعودية باقامة جسر يربط البحرين بالبر السعودي، وهذا هو الذي أثار حفيظة إيران لأنها كانت تراهن على ضم البحرين بتثوير التعصّب المذهبي، واستعمال منظماته في شبيه متكامل مع حزب الله في لبنان. وقد اثبت جسر فهد بوصول «درع الجزيرة» إلى شوارع المنامة قبل استفحال الاحتجاجات التي اختلط بها الاعتصام في الساحات العامة، واغتيال وإرهاب أجهزة الأمن البحريني.
الجسران مع مصر ومع البحرين مهما جداً، ولولا وجود الكيان الإسرائيلي في إيلات لكان من السهل استعمال الطريق البري من السعودية للأردن لمصر.. وهذا ما حققناه مع مصر في الجسر العربي باتصال مباشر سريع وسهل من العقبة إلى نويبع.. ومرّت منه أنابيب الغاز المصري إلى الأردن.
إن مصر بحاجة الآن إلى من يقف إلى جانبها، وليس هناك غير العرب وثرواتهم. فإن أميركا ليست حليفاً حقيقياً، واثبت الإيطاليون أنهم أوروبيون لا نستطيع الوثوق فيهم بعد قصة اختطاف أحد الرعايا الإيطاليين في القاهرة، ووجوده مقتولاً.. وقد امسك الأمن المصري بالفاعلين.. فكانت النتيجة أن الأمن المصري هو الذي اختطف وقتل، وعلى الأمن المصري أن يقدم دليل براءته.
لا أميركا، ولا أوروبا ولا روسيا والصين تقيل مصر من عثرة الربيع العربي، والتيارات الدينية المتطرفة. وعلينا أن نقلع شوكنا بأيدينا.. فلا عربي ينسى «أمر» الرئيس أوباما لحسني مبارك بأن يستقيل «...اليوم يعني اليوم».
لا يعود العالم العربي من تحت الماء بالخطابات والعنترات الكلامية التي دمرتنا طيلة نصف قرن، وإنما يعود بالعمل، وبالإيمان الحقيقي بوحدة النضال الوحدوي، وبتوزيع الثروة القومية توزيعاً عادلاً بنفس الاقتصاد الجماعي، ويقيم كيانات حية هي أقرب إلى وحدة الحياة والمصير.الراي