من ويكليكس الى بنماليكس.. تراث عربي عتيق
زيد محمد النوايسة
جو 24 :
فتح شركات وهمية في بنما والجزر العذراء وجزيرة سيشل هو أمر قديم ويستطيع اي شخص ان يفتح شركة وهمية او شركة اوف شور سواء كان سياسياً أو رجل أمن أو بائع بسطة مع الاحترام له ولمكانته، ولكن هنا أشير للقدرة المالية له، الأصل في تأسيسها هو التهرب من الضرائب ومن أي قوانين تحد من حرية التحرك في البلدان وفي السنوات والعقدين الاخيرين كانت هذه الشركات تزدهر في مجال غسيل الاموال وتجارة المخدرات والمراهنات وتجارة البشر، بالإضافة لتسهيل التملص من العقوبات الدولية ،المهم في الموضوع وكما اعتقد شخصياً ان خطورتها لا تعلو على خطورة تسريبات ويكلكس وسينودس، والتي لم تأخذ نفس الاهتمام من الناس ومرت مرور الكرام رغم انها تكشف مدى خضوع الجميع للسفارات الامريكية وتهافتهم على تقديم الخدمات مجاناً، بالرغم من أن العالم اليوم لا اسرار فيه مطلقاً وكل شيء سيأتي وقت إعلانه وأوانه ولكن بموافقة السيد الأمريكي وعلينا ان نتذكر أن تسريبات ويكلكس هيئت المناخ الإقليمي لموجة الربيع العربي لأنها ساهمت بكشف حقائق مغيبة عن الناس وكشفت كيف يفكر الطاقم السياسي واهل السلطة في العالم العربي عموماً.
الصحافة الاستقصائية التي تتبعت هذه الوثائق على مدار سنوات أطلقت عليها "وثائق بنما" والتي تعود لشركة "موساك فونسيكا" البنمية وسربتها إلى العلن، وهذه التسريبات المالية والاقتصادية هي الأكبر في التاريخ الحديث، إذ بلغت احد عشر مليون ونصف المليون وثيقة ، تظهر قيام وتورط عدد من ممثلي النخب السياسية على مستوى العالم في الشبكات المالية غير الشرعية وكذلك تورط شخصيات فنية ورياضية بإيداع أموالهم في ملآذات مصرفية آمنة عبر الشركة البنمية والتي تنشط في الدول التي لا تعتمد على فرض الضرائب مثل الاتحاد السويسري وقبرص، وفيرجن أيلاندز البريطانية، والجزر التي ما زالت تابعة للتاج البريطاني، مثل جيرنسي وجيرسي وجزيرة مان.
موقع "ويكيليكس" صاحب الريادة في كشف المراسلات المتبادلة بين السفارات الامريكية في العالم ووزارة الخارجية والتي يعتقد انها ساهمت في تهيئة المناخ للموجة الأولى من الربيع العربي، أشارت إلى فضيحة تسريبات اكثر من احد عشر مليون وثيقة من وثائق شركة موساك فونسيكا التي تقدم خدمات قانونية في الملاذات الضريبية الآمنة ، وأنها تمت بدعم مباشر من الحكومة الأمريكية والملياردير الأمريكي الشهير جورج سوروس، التي تشير لتورط عدد من القيادات السياسية عالمياً في الشبكات المالية غير القانونية التي تهرب الى ما يسمى "الملاذات الضريبية الآمنة" "الاوف شور" ، كان في حقيقة الأمر هجوما موجها ضد روسيا وتحديداً ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقربين منه.
هناك خلاف في النظرة لفكرة التهرب الضريبي بين بلد واخر وثقافة وأخرى، في الوقت الذي يجرم القانون في أوروبا وامريكا والعالم المتقدم ويعتبرها جريمة كبرى، ينظر لها العرب ودول العالم الثالث والنامي عموماً على أنها نوع من "الفهلوة" واستغلال الظروف المواتية، ولعل الامر كما أشارت اليه إحدى الشخصيات السياسية التي ورد ذكر لاسمها في تلك التسريبات" الجنازة حامية والكلب ميت" وهو كلام فيه من الدقة، فحجم ما يجري من فساد "مقنن" وبشكل طبيعي تبلغ خسائره اضعاف عمليات التهرب الضريبي وان كنا لا نقلل من خطورتها على أي اقتصاد وطني وخصوصا الدول التي تعاني من أزمات مالية وقلة في الإمكانيات، لكن الظاهرة التي يمكن التوقف عندها هو لجوء نخب سياسية واقتصادية وشخصيات قريبة منها ومن بلدان تمتلك ثروات مالية ونفطية هائلة بالتهرب الضريبي بالرغم من قلة الضرائب التي تفرض او حتى عدم وجودها ولكننا نتحدث في الأصل عن ظاهرة فساد عميق ومتجذر وتراثي كانت الناس تعتقد بوجوده ولكنها لا تملك الدليل وجاءت تلك التسريبات لتكشف لنا جميعا بأن الفساد مستشر وهو ان كان ظاهرة عالمية بالأصل لكنه تراث عميق وأصيل في العالم الثالث والعالم العربي تحديداً ويستوي في الأمر دول الثراء مع دول الفقر!!
ولعل السؤال المهم الآن الى أي مدى تكمن أهمية المصادفة في تسريبات وثائق بنما في التوقيت والدلالات والأهداف من ناحية توظيف حديث أوباما لمجلة ذي أتلانتيك وظهور المفهوم الجديد "عقيدة أوباما" والذي كشف عن الرؤيا الأمريكية الجديدة للعالم بشكل عام وللعالم العربي والإسلامي وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها ومراكزها الاستخبارية ومراكز التحليل الاستراتيجي ودوائر صنع القرار ورسم الاستراتيجيات المستقبلية لا يمكن ان تكون بعيدة عما يجري لا سيما وانه لا يوجد وثائق تشير لأي من مواطنيها في حين ان اقرب حلفائها رئيس الوزراء البريطاني ورد اسمه ضمن شركة لوالدها تتهرب من الضرائب، مفاعيل عملية التسريب الأضخم ستتوالا تباعاً وهناك من يعكف على فرز وتحليل هذه الوثائق وما زلنا لا نعرف من ستطول لاحقاً لكن المؤكد انها ستكون صخرة كبيرة في محيط ساكن من الأسرار الكبيرة التي سيكون لها ترددات كبيرة !!
الصحافة الاستقصائية التي تتبعت هذه الوثائق على مدار سنوات أطلقت عليها "وثائق بنما" والتي تعود لشركة "موساك فونسيكا" البنمية وسربتها إلى العلن، وهذه التسريبات المالية والاقتصادية هي الأكبر في التاريخ الحديث، إذ بلغت احد عشر مليون ونصف المليون وثيقة ، تظهر قيام وتورط عدد من ممثلي النخب السياسية على مستوى العالم في الشبكات المالية غير الشرعية وكذلك تورط شخصيات فنية ورياضية بإيداع أموالهم في ملآذات مصرفية آمنة عبر الشركة البنمية والتي تنشط في الدول التي لا تعتمد على فرض الضرائب مثل الاتحاد السويسري وقبرص، وفيرجن أيلاندز البريطانية، والجزر التي ما زالت تابعة للتاج البريطاني، مثل جيرنسي وجيرسي وجزيرة مان.
موقع "ويكيليكس" صاحب الريادة في كشف المراسلات المتبادلة بين السفارات الامريكية في العالم ووزارة الخارجية والتي يعتقد انها ساهمت في تهيئة المناخ للموجة الأولى من الربيع العربي، أشارت إلى فضيحة تسريبات اكثر من احد عشر مليون وثيقة من وثائق شركة موساك فونسيكا التي تقدم خدمات قانونية في الملاذات الضريبية الآمنة ، وأنها تمت بدعم مباشر من الحكومة الأمريكية والملياردير الأمريكي الشهير جورج سوروس، التي تشير لتورط عدد من القيادات السياسية عالمياً في الشبكات المالية غير القانونية التي تهرب الى ما يسمى "الملاذات الضريبية الآمنة" "الاوف شور" ، كان في حقيقة الأمر هجوما موجها ضد روسيا وتحديداً ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقربين منه.
هناك خلاف في النظرة لفكرة التهرب الضريبي بين بلد واخر وثقافة وأخرى، في الوقت الذي يجرم القانون في أوروبا وامريكا والعالم المتقدم ويعتبرها جريمة كبرى، ينظر لها العرب ودول العالم الثالث والنامي عموماً على أنها نوع من "الفهلوة" واستغلال الظروف المواتية، ولعل الامر كما أشارت اليه إحدى الشخصيات السياسية التي ورد ذكر لاسمها في تلك التسريبات" الجنازة حامية والكلب ميت" وهو كلام فيه من الدقة، فحجم ما يجري من فساد "مقنن" وبشكل طبيعي تبلغ خسائره اضعاف عمليات التهرب الضريبي وان كنا لا نقلل من خطورتها على أي اقتصاد وطني وخصوصا الدول التي تعاني من أزمات مالية وقلة في الإمكانيات، لكن الظاهرة التي يمكن التوقف عندها هو لجوء نخب سياسية واقتصادية وشخصيات قريبة منها ومن بلدان تمتلك ثروات مالية ونفطية هائلة بالتهرب الضريبي بالرغم من قلة الضرائب التي تفرض او حتى عدم وجودها ولكننا نتحدث في الأصل عن ظاهرة فساد عميق ومتجذر وتراثي كانت الناس تعتقد بوجوده ولكنها لا تملك الدليل وجاءت تلك التسريبات لتكشف لنا جميعا بأن الفساد مستشر وهو ان كان ظاهرة عالمية بالأصل لكنه تراث عميق وأصيل في العالم الثالث والعالم العربي تحديداً ويستوي في الأمر دول الثراء مع دول الفقر!!
ولعل السؤال المهم الآن الى أي مدى تكمن أهمية المصادفة في تسريبات وثائق بنما في التوقيت والدلالات والأهداف من ناحية توظيف حديث أوباما لمجلة ذي أتلانتيك وظهور المفهوم الجديد "عقيدة أوباما" والذي كشف عن الرؤيا الأمريكية الجديدة للعالم بشكل عام وللعالم العربي والإسلامي وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها ومراكزها الاستخبارية ومراكز التحليل الاستراتيجي ودوائر صنع القرار ورسم الاستراتيجيات المستقبلية لا يمكن ان تكون بعيدة عما يجري لا سيما وانه لا يوجد وثائق تشير لأي من مواطنيها في حين ان اقرب حلفائها رئيس الوزراء البريطاني ورد اسمه ضمن شركة لوالدها تتهرب من الضرائب، مفاعيل عملية التسريب الأضخم ستتوالا تباعاً وهناك من يعكف على فرز وتحليل هذه الوثائق وما زلنا لا نعرف من ستطول لاحقاً لكن المؤكد انها ستكون صخرة كبيرة في محيط ساكن من الأسرار الكبيرة التي سيكون لها ترددات كبيرة !!