2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

استطلاع غير بريء

اسامة الرنتيسي
جو 24 : مع كل الاحترام لاراء المستطلعين في مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية, وتأييد 60 % من الاردنيين للصوت الواحد, فإن توقيت هذا الاستطلاع ليس بريئا.

ومع كل الاحترام للنواب الذين طالبوا في جلسة الثلاثاء بالعودة الى قانون الصوت الواحد, فإن مطالبتهم تجديف في عكس التيار, ولن يقبض كلامهم احد.

لقد تجاوزنا في مرحلة الربيع العربي والتغيير فكرة الصوت الواحد, ليس انتخابيا فقط, بل حتى عقلية الصوت الواحد, وباتت طموحات الجميع أن تتسع الاوطان لكل الاصوات المؤيدة منها والمعارضة, التي نتفق معها في طروحاتها والتي لا نتفق, اما ان يحاول بعضهم اعادتنا الى الوراء فهي مرحلة تجاوزها الزمان.

قد يكون المعارضون لمشروع قانون الانتخاب الجديد اكثر من المؤيدين, وهذا شيء طبيعي, لان الطموحات بإن نصل الى ارقى اشكال القوانين هي هاجس الجميع, الواقعيون يتعاملون مع الاشياء بحسب ما يتوفر منها على الارض, والرفضويون الحالمون يتمنون اعلى مراتب الديمقراطية ولم يعودوا قادرين على الانتظار اكثر, وهم بهذا ليسوا مخطئين.

في موضوع مشروع قانون الانتخاب فإن القوى المجتمعية المختلفة من أحزاب ومراكز دراسات ومختصين وباحثين والجبهة الوطنية للاصلاح ولجنة الحوار الوطني, قدمت افكارا جميلة في حواراتها الاولى مع رئيس الحكومة, من اجل الوصول الى الإجماع الوطني والتوافق على الحد الادنى المطلوب, والان هناك فرصة للحوار المثمر مع اللجنة القانونية في مجلس النواب.

لكن مهما تكن المخرجات الاخيرة للمشروع فإن مغادرة نظام الصوت الواحد, اهم انجازات القانون, مع أن طموحاتنا أن نرى قانونا يعتمد بشكل رئيس على التمثيل النسبي الشامل على مستوى الوطن, لانه القانون الأكثر ديمقراطية وعدالة, ويضمن تمثيلا متعددا ولا يعطي الغلبة لقوى بعينها لتستأثر بأغلبية المجلس وتقرر ما تريد, وما زلنا نرى أهمية وعدالة وصلاحية هذا القانون أكثر من غيره, وأمام التذمرات والشكاوى بأن هذا القانون يُغَيّب المستقلين او لا يعطيهم حقهم مع ان هكذا قانون لا يمنعهم من تشكيل قائمتهم على مستوى الوطن, الا اننا نقول لمن لا يستسيغ تغييب فرد او افراد عليه ان يستنكر تغييب قوى مجتمعية مهمة بالمئات والآلاف.

لقد اتفقت غالبية القوى والفعاليات السياسية والحزبية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني, على أن قانون انتخاب الصوت الواحد, دمر الحياة البرلمانية, والمسيرة الديمقراطية, وقسّم المجتمع, وأثار النزاعات والخلافات بين أفراد العائلة والعشيرة الواحدة, فكيف يجد الآن من يؤيده ويدافع عنه.
العرب اليوم
تابعو الأردن 24 على google news