الحكومة تلعب بالنار
اسامة الرنتيسي
جو 24 : درجات الحرارة في ارتفاع مستمر، ودرجة حرارة الشارع تقترب من حرارة الجو، إن لم تتجاوزها بدرجات.
يحدث في الاردن الآن، إضرابات مستمرة في اكثر من مؤسسة ومنطقة، حتى وصل الاضراب الى موظفي الارصاد الجوية، وعصيان مدني في معان، واضطرابات على الخط الصحراوي، وقلق في مادبا على خلفية مقتل شاب قبل اسبوعين...
اخطر ما يحدث هو ما يجري في معان، التي تشتعل فيها الاحداث منذ مشاجرة جامعة الحسين، ووصلت الى العصيان المدني امس، بعد انتهاء انذار الـ 48 ساعة للحكومة، التي لم تفعل شيئا وتركت المعالجات الامنية، سيدة الموقف، فلم نسمع معالجة سياسية من قبل الحكومة.
حوادث كثيرة أخرى وقعت في مناطق عديدة من البلاد، اتسمت بالعنف، أقلها قطع الطرق، وإشعال الإطارات في الشوارع، واستخدام العيارات النارية والأسلحة الأوتوماتيكية، وما ان يتم الانتهاء من مشكلة إلا وتشتعل أخرى.
السؤال الذي يطرق أذهان عديد المواطنين: أين الحكومة وأجهزتها مما يجري؟ طبعا لا أحد يريد التعامل الخشن مع هذه الأحداث، لكن الجميع يريد أن يرى الدولة ومعالجاتها لهذه الحوادث، فلم تعد التصريحات المستنكرة لهذه الأعمال تكفي، ولم تعد الوعود بتشكيل اللجان لإظهار الحقائق تمر على المواطنين، بعد أن أفرغنا مفهوم اللجان التحقيقية من وظيفتها، وتم توظيفها دائما للدفاع عن أخطاء أجهزة رسمية.
كما لم تعد محاولات الاحتواء الناعم عن طريق الجاهات والعطوات والطبطبة تجدي نفعا، لا بل تبقي النار تحت الرماد، ولنا في تجارب العنف في الجامعات نموذجا للمعالجات غير الحاسمة.
ما يحدث شيء خطير، وبخاصة ما يحدث الآن في الجنوب، فالعنف يولد العنف، والاستسهال بقطع الطرق وحرق الإطارات سلوك جديد، و إذا لم تتم معالجة جدية فسوف يصل إلى مديات لا تحمد عقباها.
لنوسع بيكار النظر الى ما يحدث بزوايا اكبر، ولندقق اكثر في ما يحدث من مشكلات بالقطعة في الجنوب، لنرى انه لا يمكن ان يكون بعيدا عما يحدث في حزام النار حول الاردن بشكل عام، واذا وصلت التداعيات الى العصيان المدني، فلا احد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك؟
حزام النار حول الاردن مفتوح على مصراعيه، إن كان في الحرب السورية او النزاعات العراقية، او ما ينتظر الملف الفلسطيني في مقبل الايام، وهذا ليس بعيدا ايضا عن الدور السعودي والقطري في خلق الحواضن المالية واللوجستية لما يحدث في المنطقة عموما.
ترك حلقات الغضب والاحتجاج في الجنوب للمعالجات الامنية فقط سوف يخلق تداعيات لا تحمد عقباها، وعندها تصبح المعالجات السياسية اكثر صعوبة.
الآن نحتاج السياسيين العقلاء الذين يعرفون اجندات ما يحدث في المنطقة جيدا، ولا نحتاج الى غلق الاعين عما يقع، وانتظار حلول تعتمد على تقطيع الوقت، وانتظار ما يحدث عند جيراننا، لان خيط النار اذا اشتعل طرفه من الصعب السيطرة عليه.
كل هذا يقع في البلاد، ولا يوجد على اجندة الحكومة سوى قرار رفع اسعار الكهرباء، فهل تلعب الحكومة فعلا بالنار، ام تلعب بعداد عمرها؟ (العرب اليوم)
osama.rantesi@alarabalyawm.net
يحدث في الاردن الآن، إضرابات مستمرة في اكثر من مؤسسة ومنطقة، حتى وصل الاضراب الى موظفي الارصاد الجوية، وعصيان مدني في معان، واضطرابات على الخط الصحراوي، وقلق في مادبا على خلفية مقتل شاب قبل اسبوعين...
اخطر ما يحدث هو ما يجري في معان، التي تشتعل فيها الاحداث منذ مشاجرة جامعة الحسين، ووصلت الى العصيان المدني امس، بعد انتهاء انذار الـ 48 ساعة للحكومة، التي لم تفعل شيئا وتركت المعالجات الامنية، سيدة الموقف، فلم نسمع معالجة سياسية من قبل الحكومة.
حوادث كثيرة أخرى وقعت في مناطق عديدة من البلاد، اتسمت بالعنف، أقلها قطع الطرق، وإشعال الإطارات في الشوارع، واستخدام العيارات النارية والأسلحة الأوتوماتيكية، وما ان يتم الانتهاء من مشكلة إلا وتشتعل أخرى.
السؤال الذي يطرق أذهان عديد المواطنين: أين الحكومة وأجهزتها مما يجري؟ طبعا لا أحد يريد التعامل الخشن مع هذه الأحداث، لكن الجميع يريد أن يرى الدولة ومعالجاتها لهذه الحوادث، فلم تعد التصريحات المستنكرة لهذه الأعمال تكفي، ولم تعد الوعود بتشكيل اللجان لإظهار الحقائق تمر على المواطنين، بعد أن أفرغنا مفهوم اللجان التحقيقية من وظيفتها، وتم توظيفها دائما للدفاع عن أخطاء أجهزة رسمية.
كما لم تعد محاولات الاحتواء الناعم عن طريق الجاهات والعطوات والطبطبة تجدي نفعا، لا بل تبقي النار تحت الرماد، ولنا في تجارب العنف في الجامعات نموذجا للمعالجات غير الحاسمة.
ما يحدث شيء خطير، وبخاصة ما يحدث الآن في الجنوب، فالعنف يولد العنف، والاستسهال بقطع الطرق وحرق الإطارات سلوك جديد، و إذا لم تتم معالجة جدية فسوف يصل إلى مديات لا تحمد عقباها.
لنوسع بيكار النظر الى ما يحدث بزوايا اكبر، ولندقق اكثر في ما يحدث من مشكلات بالقطعة في الجنوب، لنرى انه لا يمكن ان يكون بعيدا عما يحدث في حزام النار حول الاردن بشكل عام، واذا وصلت التداعيات الى العصيان المدني، فلا احد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك؟
حزام النار حول الاردن مفتوح على مصراعيه، إن كان في الحرب السورية او النزاعات العراقية، او ما ينتظر الملف الفلسطيني في مقبل الايام، وهذا ليس بعيدا ايضا عن الدور السعودي والقطري في خلق الحواضن المالية واللوجستية لما يحدث في المنطقة عموما.
ترك حلقات الغضب والاحتجاج في الجنوب للمعالجات الامنية فقط سوف يخلق تداعيات لا تحمد عقباها، وعندها تصبح المعالجات السياسية اكثر صعوبة.
الآن نحتاج السياسيين العقلاء الذين يعرفون اجندات ما يحدث في المنطقة جيدا، ولا نحتاج الى غلق الاعين عما يقع، وانتظار حلول تعتمد على تقطيع الوقت، وانتظار ما يحدث عند جيراننا، لان خيط النار اذا اشتعل طرفه من الصعب السيطرة عليه.
كل هذا يقع في البلاد، ولا يوجد على اجندة الحكومة سوى قرار رفع اسعار الكهرباء، فهل تلعب الحكومة فعلا بالنار، ام تلعب بعداد عمرها؟ (العرب اليوم)
osama.rantesi@alarabalyawm.net