jo24_banner
jo24_banner

حواتمة ..ماذا تفعل حتى للآن في دمشق؟

اسامة الرنتيسي
جو 24 :

الاصابة التي تعرض لها الامين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة في الانفجار الارهابي الذي هز العاصمة السورية الخميس، يفتح مئات الاسئلة، أقلها ماذا يفعل حتى الان حواتمة في دمشق، وهل ينتظر الموت المجاني بعد كل هذه السنوات من النضال والمعارك العسكرية التي شارك فيها وشهد وقائعها في عدد من المدن العربية، ولم يصب فيها، فهل يموت في انفجار ارهابي، كما يموت عشرات ومئات السوريين بلا تهمة سوى انهم ضحايا بسطاء وقعوا بين فكي كماشة ارهابيين، لا يعرفون معنى للإنسانية، ولا يفرقون بين شخص مدني أو عسكري.
حواتمة، ليس اسما عاديا، فهو احد رموز النضال اليساري العالمي، الذي وضع بصمات في عديد الثورات العربية، وهو ما تبقى من الرموز النضالية الفلسطينية التاريخية، الذين ما زالوا متمسكين بالفكر والنضال اليساري، ولم يحيدوا عن درب تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
حواتمة ابن (77 عاما) والتي قضاها مشاركا في حماية المشروع الوطني الفلسطيني، ومساهما في بناء التيارات الديمقراطية، بدءا من اليمن وعمان ومصر وفلسطين المحتلة...، وداعما لاي تيار يساري عالمي، يعيش في العاصمة السورية منذ الثمانينات بعد الخروج من بيروت، حتى محاولة العودة لفلسطين التي تهربت اسرائيل من استحقاقاتها، قبل 15 عاما، سوف يدفع حياته ثمن الموقف الوطني مما يحدث في سورية، فهو ومنذ اليوم الاول يدعو إلى الحل السياسي للازمة السورية، ودان العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه، لكنه ساهم بشكل لافت في تحييد المخيمات الفلسطينية من الدخول في عمق الازمة السورية، وهذا الموقف لا يلبي رغبات النظام السوري، ولا يلبي رغبات المعارضة، ولا ينسجم مع فصائل فلسطينية اخرى (سورية الهوى)، تلطخت أيديها في دماء السوريين والفلسطينيين، ولهم مصلحة في زج الفلسطينيين في عمق الازمة السورية، وهو بالتالي مستهدف من كل الاطراف، واذا قتل (لا سمح الله) سوف يضيع دمه بين القبائل.
بالامس اصدرت الجبهة الديمقراطية (التي احتفلت بالذكرى 44 لانطلاقتها في 22 شباط) بيانا نفت فيه أنها مستهدفة من الانفجار، وهو بيان صحيح، لكن ما حدث رسالة سياسية يجب قراءتها بعمق، وبأكثر من وجه، فإصابة حواتمة بشظايا في وجهه، رسالة عميقة، قد تتلوها رسائل اخرى اكثر مباشرة واستهدافا، ولهذا فإن بقاء حواتمة في دمشق فيه خطورة بالغة على حياته، وهذا يستدعي ان تفكر قيادة الجبهة سريعا في ايجاد مكان اخر لاقامته، حتى لا نخسر رمزا سياسيا تاريخيا بشكل مجاني، وفرق حساب في ازمة طحنت كل القيم، وخلطت كل المفاهيم، تحت شعارات المؤامرة، والتقسيم العبثي، حيث يرفع الشبيحة شعار "انهم ليسوا من نظام بشار"، وإنما مع الشعب السوري، وكأن هناك أحدا ضد الشعب السوري، بينما يرفع الطرف الاخر شعار "انهم مع الثورة السورية وضد جيش النصرة"، وما بين الطرفين يسيل الدم السوري غزيرا، عبر ما نشاهده على شاشات الفضائيات، ومن جراح من يتمكن من الخروج لاجئا الى الاردن وتركيا ولبنان.
حواتمة، بكل تأكيد ، إن السلط هي الاقرب الى رام الله، واذا كانت الخاتمة (بعد عمر طويل) في إحداهما، لا فرق ؛ فالهواء مشترك، وهو الاقرب الى جبال القدس، وأحلامنا.
(العرب اليوم)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير