الإصلاح السياسي يتناقض مع التعصب والتطرف
طاهر العدوان
جو 24 : تتوفر امام النخب السياسية والشعبية في الاردن فرص كبيرة لاستخلاص الدروس من نتائج ثورات وانتفاضات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا وكذلك سوريا .
وقد ظهرت في قلب هذه الثورات وعلى هوامشها جدالات فكرية واحيانا ساخنة حول الهدف الرئيسي من التغيير والإصلاح في الحكم . فالشعوب خرجت الى الشوارع وغيرت النظام الاستبدادي في هذه البلدان ، او تسعي لتغييره كما يحدث في سوريا، من اجل نيل الحرية والكرامة والديموقراطية التي تجعل الارادة الشعبية مرجعية لجميع السلطات ،
لكن حدث ان تسللت الى صفوف هذه الثورات منظمات وجماعات تحمل أهدافا شمولية تناقض تماماً كل ركن من أركان الديموقراطية بل هي في ممارساتها وثنايا مشروعها تمثل اكبر اشكال الاستبداد ولا تؤمن باي دور للمجتمع في إدارة شؤونه وتعارض بالمطلق الشرعية التمثيلية ، اي الانتخابات الحرة ، التي تنجم عنها مجالس نيابية تتطابق مع الارادة الجماعية للشعب بما في ذلك المعارضة التى لها حق الاختلاف .
في مصر وتونس على وجه الخصوص يتسع الجدل بين من ينادي بالدولة المدنية وبين من يرى في الربيع العربي وديموقراطية الصناديق وسيلة مرحلية تقود الى أوضاع يفرض فيها على المجتمع شكل اخر من اشكال الاستبداد من خلال اقحام الدين في السياسة والاعيبها وحبائلها ، وطرح أفكار وشعارات تعزل إرادة الشعب عن تشكيل حياته السياسية وتجعل هذا الحق حكرا على الحزب او التنظيم الذي يحمل مثل هذه الأفكار .
لقد حمل الربيع العربي عددا من التنظيمات الاسلامية الجديدة ، واخرى طائفية وقومية ، تستثمر الاختلاف في الرأي والمعتقد كوسيلة لحشد الأنصار وإثارة التعصب والاحقاد بين أبناء المجتمع الواحد ، وهذا يناقض تماما مفاهيم المجتمع السياسي ، لان الديموقراطية تقوم على المواطنة التي تحقق المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات بدون التمييز المستند الى المذهب او القومية ، الديموقراطية في جوهرها احترام حق الاختلاف بين أبناء المجتمع في اطار شامل من الحرية والعدالة والمساواة وغير هذا نقيض لربيع الشعوب .
اليوم تتجه الأنظار كلها الى ما يفعله الاخوان المسلمون في مصر ، لدور هذا البلد ومكانته في العالم العربي ، فأما ان يثبتوا بانهم تغيروا في أفكارهم وممارساتهم من خلال تجربتهم في الحكم وينحازوا في لجنة صياغة الدستور الى المبادئ الديموقراطية الحقيقية لبناء الدولة المدنية التي تحفظ للأديان حريتها ، وللمواطن والمجتمع الحق في الحرية والكرامة والاختلاف، واما انهم سيجدون انفسهم في الصف المعادي لاهداف ربيع الشعوب .
هذه الامة لم تحصد من استغلال الدين سياسيا الا ميادين المجازر والذبح بالجملة . ولقد سال من دماء الضحايا ما يكفي للقول بان التطرف بكل اشكاله ومبرراته هو من يولد الاستبداد وهو من منح ( الشرعية ) للأنظمة المستبدة التى أسقطها الربيع العربي . حيث كانت تنظيمات الاسلام السياسي اول ضحاياه . لهذا من مصلحة جميع الاحزاب بما في ذلك أحزاب الاسلام السياسي وغيرها ان تتمسك بالقيم والشعارات الديموقراطية التي خرج من اجلها الناس ، وهي الحرية والكرامة ودولة المواطنة اي الدولة الدستورية وان تنبذ كل سياسة وعمل يؤسس للتعصب والتطرف ولاستبداد آخر.
(الرأي)
وقد ظهرت في قلب هذه الثورات وعلى هوامشها جدالات فكرية واحيانا ساخنة حول الهدف الرئيسي من التغيير والإصلاح في الحكم . فالشعوب خرجت الى الشوارع وغيرت النظام الاستبدادي في هذه البلدان ، او تسعي لتغييره كما يحدث في سوريا، من اجل نيل الحرية والكرامة والديموقراطية التي تجعل الارادة الشعبية مرجعية لجميع السلطات ،
لكن حدث ان تسللت الى صفوف هذه الثورات منظمات وجماعات تحمل أهدافا شمولية تناقض تماماً كل ركن من أركان الديموقراطية بل هي في ممارساتها وثنايا مشروعها تمثل اكبر اشكال الاستبداد ولا تؤمن باي دور للمجتمع في إدارة شؤونه وتعارض بالمطلق الشرعية التمثيلية ، اي الانتخابات الحرة ، التي تنجم عنها مجالس نيابية تتطابق مع الارادة الجماعية للشعب بما في ذلك المعارضة التى لها حق الاختلاف .
في مصر وتونس على وجه الخصوص يتسع الجدل بين من ينادي بالدولة المدنية وبين من يرى في الربيع العربي وديموقراطية الصناديق وسيلة مرحلية تقود الى أوضاع يفرض فيها على المجتمع شكل اخر من اشكال الاستبداد من خلال اقحام الدين في السياسة والاعيبها وحبائلها ، وطرح أفكار وشعارات تعزل إرادة الشعب عن تشكيل حياته السياسية وتجعل هذا الحق حكرا على الحزب او التنظيم الذي يحمل مثل هذه الأفكار .
لقد حمل الربيع العربي عددا من التنظيمات الاسلامية الجديدة ، واخرى طائفية وقومية ، تستثمر الاختلاف في الرأي والمعتقد كوسيلة لحشد الأنصار وإثارة التعصب والاحقاد بين أبناء المجتمع الواحد ، وهذا يناقض تماما مفاهيم المجتمع السياسي ، لان الديموقراطية تقوم على المواطنة التي تحقق المساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات بدون التمييز المستند الى المذهب او القومية ، الديموقراطية في جوهرها احترام حق الاختلاف بين أبناء المجتمع في اطار شامل من الحرية والعدالة والمساواة وغير هذا نقيض لربيع الشعوب .
اليوم تتجه الأنظار كلها الى ما يفعله الاخوان المسلمون في مصر ، لدور هذا البلد ومكانته في العالم العربي ، فأما ان يثبتوا بانهم تغيروا في أفكارهم وممارساتهم من خلال تجربتهم في الحكم وينحازوا في لجنة صياغة الدستور الى المبادئ الديموقراطية الحقيقية لبناء الدولة المدنية التي تحفظ للأديان حريتها ، وللمواطن والمجتمع الحق في الحرية والكرامة والاختلاف، واما انهم سيجدون انفسهم في الصف المعادي لاهداف ربيع الشعوب .
هذه الامة لم تحصد من استغلال الدين سياسيا الا ميادين المجازر والذبح بالجملة . ولقد سال من دماء الضحايا ما يكفي للقول بان التطرف بكل اشكاله ومبرراته هو من يولد الاستبداد وهو من منح ( الشرعية ) للأنظمة المستبدة التى أسقطها الربيع العربي . حيث كانت تنظيمات الاسلام السياسي اول ضحاياه . لهذا من مصلحة جميع الاحزاب بما في ذلك أحزاب الاسلام السياسي وغيرها ان تتمسك بالقيم والشعارات الديموقراطية التي خرج من اجلها الناس ، وهي الحرية والكرامة ودولة المواطنة اي الدولة الدستورية وان تنبذ كل سياسة وعمل يؤسس للتعصب والتطرف ولاستبداد آخر.
(الرأي)