"التسوية"
قصي النسور
يبدأ استغلال التسوية بعد بناء الطابق الأول بأن تكون ملاذا " للحلال " فتستغل في أن تكون مبيتاً للأغنام والحمار وكلب الحراسة "أجلكم الله"، وإذا كان هناك متسع فلا مانع من تربية بعض الأرانب فيها ، ثم يتطور الأمر ليُصارَ بعدها إلى ترتيبها بهدف استعمالها من حيث قصارة ودهان وتركيب شبابيك وما إلى ذلك ثم بعدها يتم تزويج الابن البكر فيها وفي العادة التسوية تتكون من غرفتين وصالون، ولمن يتزوج حديثا يُعتبر هذا في عرفنا "كثير عليه".
ثم بعد أن يفرجها الله يتم بناء بيت للابن البكر "فوق بيت العيله" وقد يتسبب ذلك في إيقاع مشاكل بين أم العريس وكنّتها حيث لا تقبل الكثير من الحموات أن تسكن كنتها "فوقيها ... شغلة احترام مش أكثر ...!!!"
ثم تصبح التسوية من حق الأخ الثاني وهكذا دواليك ... في مرحلة ما من عمر الدولة كانت التسوية ترف وترفيه ... لا تستغل حقاً ، أما اليوم فهي تعود لتتصدر البناء الأسري لدينا ، من تربية الحمير والأغنام والأرانب فيها إلى أن يسكنها الابن الأكبر وما إلى ذلك ... وفي مرحلة ما كانت التسوية مطلب "للوافدين من العمال" بسبب انخفاض كلفة التأجير.."مهي تسوية"
وليد الكردي ، رئيس مجلس إدارة الفوسفات يطلب "تسوية" ... يعرض مبلغ نصف مليار دينار مقابل "تسكير الطابق" حسب ما نشرته المواقع الإلكترونية اليوم ، الكردي حبيب الشعب يرغب بالعودة إلى التسوية ...بعد أن سكن القصور والفلل .... يفضل التسوية في الأردن على السكن على مشارف نهر التايم ... "عشان تعرفوا بس ..!" وانا لا أتساءل كيف تباع شركة الفوسفات لشريك استراتيجي بمبلغ 200 مليون وبعدها يدفع رئيس مجلس الإدارة مبلغ نصف مليار كـ "تسوية" ... "مافي فساد انتو متوهمين ..!"
والله يا كردي إن صحَّ الخبر فمطالبتك بالتسوية ذكرتني بأول مستخدميها ...
"ها كيف لعاد"
قصــــي النســـــــــــــــور
qusainsour@yahoo.com