فلاش
قصي النسور
جو 24 : في الماضي القريب ، كان هناك كاميرات التصوير الفوتوغرافي والتي تعتمد على الأفلام ، ولم تكن الكاميرات منتشرة بين الناس كما هو الحال في أيامنا هذهِ ، اليوم كل بيت تقريبا يوجد بهِ أكثر من كاميرا ديجيتال، كانت الكاميرات باهظة الثمن وتحميض وطباعة الصور كانت عملية مكلفة نسبيا ، وكان من الضروري إحضار شخص مختص للتصوير خلال الحفلات والأعراس ، طبعا تكاليف التصوير – على ظهر العريس - وكان الناس يلتفون حول المصور لالتقاط صورة لهم في ذلك الاحتفال ، البعض كان يبالغ في الالتفاف حول المصور ولا يخجل من إحضار أطفالهِ للتصوير على حساب العريس أيضاً.
من كان ليصدق أن أمرا كهذا سيصبح تاريخا نتندر به ، أمرا ربما قبل اقل من سبع سنوات كان ضرورة للتوثيق ، الناس تريد أن تسجل لحظات الفرح تلك ، تبتسم الناس للكاميرا والصورة تخزن كل ذلك الزيف الكامن خلف تلك الابتسامات ، نرهق أنفسنا بأتباع تقاليد وأعراف تكاد تقسم الظهر ، تُقيم حفل زفاف لا أوّل ولا آخر لهُ ، تقترض من البنك ما لا تستطيع سداده لمدة خمسة سنوات أنت والعريس والذي من المفترض أنه "سيفتح" صفحة جديدة في الحياة ، ليصطدم بباب يفضي إلى متاهة ...!
عودة لموضوع الكاميرا والتي كانت ولا زالت من ضروريات حفلات الأعراس ، طبعا من سيقتنع أنك قمت بإعداد مائة "منسف" وربما أكثر إن لم توثق ذلك الكاميرا ، ومن سيصدق أن "جاهة" العروس حضرها فلان وعلان إن لم توثق ، ومن سيصدق أن العروس تم زفافها بسيارة كشف موديل " سنتها " إن لم توثق ... أحمال على أحمال تقسم ظهر البعير ، لا نتوانى عن إثقال كاهل أنفسنا بهِا ، ما فائدة أن يجتمع لديك ألف شخص لحضور طعام غداء وهم جميعا يعرفون تماما " البير وغطاه " ، حتى الكاميرا والتسجيل هو شاهد نفي لا أكثر لحقيقتك ...!
من المفارقات المضحكة أن والد العريس – على الأغلب – كان يطلب من المصور الفوتوغرافي أن يصور الناس تصوير كاذب ، وهو عبارة عن إطلاق الفلاش في عيون الواقفين أمام الكاميرا دون أخذ صوره حقيقية ، وذلك في سبيل إسكاتهم من جهة وفي سبيل تقليل نفقات الحفل من جهة أخرى ، طبعا عند سؤال الناس عن الصور التي تم التقاطها لهم فإن الإجابة أيضا جاهزة فنقول سامحونا "إنحرق الفلم"
أنا ومن باب الديمقراطية التي نتمتع بها في الأردن ارتأيت أن أقاطع الانتخابات ، وأنا هنا لستُ لأدعي أنني كنت على حق أو على خطأ ... لكني أقول للذين شاركوا في العملية الانتخابية " معلش .. انحرق الفلم ..!"
"ها كيف لعاد"
من كان ليصدق أن أمرا كهذا سيصبح تاريخا نتندر به ، أمرا ربما قبل اقل من سبع سنوات كان ضرورة للتوثيق ، الناس تريد أن تسجل لحظات الفرح تلك ، تبتسم الناس للكاميرا والصورة تخزن كل ذلك الزيف الكامن خلف تلك الابتسامات ، نرهق أنفسنا بأتباع تقاليد وأعراف تكاد تقسم الظهر ، تُقيم حفل زفاف لا أوّل ولا آخر لهُ ، تقترض من البنك ما لا تستطيع سداده لمدة خمسة سنوات أنت والعريس والذي من المفترض أنه "سيفتح" صفحة جديدة في الحياة ، ليصطدم بباب يفضي إلى متاهة ...!
عودة لموضوع الكاميرا والتي كانت ولا زالت من ضروريات حفلات الأعراس ، طبعا من سيقتنع أنك قمت بإعداد مائة "منسف" وربما أكثر إن لم توثق ذلك الكاميرا ، ومن سيصدق أن "جاهة" العروس حضرها فلان وعلان إن لم توثق ، ومن سيصدق أن العروس تم زفافها بسيارة كشف موديل " سنتها " إن لم توثق ... أحمال على أحمال تقسم ظهر البعير ، لا نتوانى عن إثقال كاهل أنفسنا بهِا ، ما فائدة أن يجتمع لديك ألف شخص لحضور طعام غداء وهم جميعا يعرفون تماما " البير وغطاه " ، حتى الكاميرا والتسجيل هو شاهد نفي لا أكثر لحقيقتك ...!
من المفارقات المضحكة أن والد العريس – على الأغلب – كان يطلب من المصور الفوتوغرافي أن يصور الناس تصوير كاذب ، وهو عبارة عن إطلاق الفلاش في عيون الواقفين أمام الكاميرا دون أخذ صوره حقيقية ، وذلك في سبيل إسكاتهم من جهة وفي سبيل تقليل نفقات الحفل من جهة أخرى ، طبعا عند سؤال الناس عن الصور التي تم التقاطها لهم فإن الإجابة أيضا جاهزة فنقول سامحونا "إنحرق الفلم"
أنا ومن باب الديمقراطية التي نتمتع بها في الأردن ارتأيت أن أقاطع الانتخابات ، وأنا هنا لستُ لأدعي أنني كنت على حق أو على خطأ ... لكني أقول للذين شاركوا في العملية الانتخابية " معلش .. انحرق الفلم ..!"
"ها كيف لعاد"