" تعركِس "

نعرف نحن الأردنيين بشكل خاص معنى هذهِ الكلمة و تبعاتها ، فحياتنا ملأى بمتطلبات ومطلوبات لا هدف منها إلا " التعركِس " ولغير الأردنيين الذين يقرأون هذا المقال فـ " التعركِس " هو تصرف يقصد منه إبطاء التقدم بشكل عام ، مثلا تتقدم لترخيص بناء فيطلب منك إحضار قائمة بأوراق قبل صدور الرخصة معظمها لا هدف منها ولا داعي لها لسير المعاملة ، وتحضرها على مضض لأنك لا تملك خياراً آخر ، والموظف الذي يطلب منك هذهِ الأوراق يعرف تماما أنها لا تضر ولا تنفع ولكنه محكوم مثلك ، فمن وضع قائمة المطلوبات لأجل سير المعاملة وضع لائحة طويلة بهدف " التعركِس " لا أكثر ...!

يحدث هذا عندنا لأن المسئول وصاحب القرار والذي وضع هذهِ القوائم هو إنسان ضعيف وصل إلى كرسيه بحكم انتماءات و ولاءات و محسوبيات لا علاقة لها بالكفاءة لا من قريب ولا من بعيد ، والضحية بطبيعة الحال أنا وأنتم ، وأنا أدعي أن المسئول غير القادر على تخطي التعليمات بما ينفع الناس لا يستحق مقعده " بضم الدال وليس بكسرها "...!

في إذن الأشغال الصادر عن البلدية يوجد رقم رخصة البناء ورقم قطعة الأرض المبني عليها البناء ورقم الحوض ولا يصدر إذن الإشغال إلا إذا كان البناء مرخص ، للتسهيل عليكم : لا يجوز أن تحمل شهادة الدكتوراه وأنت لا تحمل شهادة ثانوية عامة ، فعندما تتقدم بطلب وظيفة ويطلب منك تقديم شهادة الثانوية العامة مع شهادة الدكتوراه فهذا يعني أن الجهة التي تطلب منك الأوراق " متخلفة عقلياً ".

القصّة : تقدمت بطلب ترخيص لمحل ومطلوب مني إحضار موافقة المحافظة ، في المحافظة طلبوا مني مجموعة أوراق كلها كان يمكن اختصارها بـ "إذن الإشغال" ، لكن من تناقش ومن يسمع ومن المسئول الذي يملك القدرة ليقول "هذهِ الأوراق لا داعي لها".
كلّما تقدم مواطن أردني لمعامله لجهة حكومية من تلك الجهات التي يستوطنها مسئولين من صنف "صفق أحمى ما عندك" تكون اندونسيا مضطرة لقطع غابة لتحويلها إلى ورق وتصديره إلينا ... " اتقوا الله باندونيسيا وليس فينا "
" ها كيف لعاد "

قصـــي النسور 
qusainsour@yahoo.com