مشاهد محاكمة الذهبي !!
المشهد الأول :
قاعة محكمة ضجت بالحضور القادمين لمشاهدة ملامح وجه "الباشا" لحظة نطق الحكم بحقه دون أدنى نية للاستماع إلى تفاصيل القرار انتظارا لتحليلها فيما بعد ومحاكمتها بموضوعية قادرة على الفصل فيما إذا كانت محاكمة الرجل بداية حقيقية لحرب الدولة ضد الفساد أم نهاية لها.
المشهد الثاني
غبي خلف مكتب وثير في موقع مسؤولية لم يكن ليحلم بالوصول إليه لولا سوء أحوال هذا الزمان وخطأ تقديراته يقلب أوراق ملف مماثل لملف الباشا سبق أن طرح في أروقة القضاء وواجه ضجيجا ليس اقل بكثير يبحث عن مخرج يسمى "منع محاكمة" بعد تلقيه اتصالا بوجوب استغلال أصداء صدور الحكم بحق الباشا لتمرير القرار بأقل ضجة ممكنة.
المشهد الثالث
اجتماع لفريق امني رفيع موضوعه الأساسي ليس كيف نحاكم بقية الفاسدين و نعيد الأموال المنهوبة بل كيف نستفيد من قرار القضاء بحبس الباشا ولمن يتوجب أن يسجل هذا الانجاز ...!؟
المشهد الرابع
شخصية مرموقة على سلم طائرة متجهة نحو دولة شقيقة "غير عربية" يخبر مساعديه بأن ترتيبات الانتقال للعيش في هذه الدولة يجب أن تبقى موضع كتمان وسرية، موجها إياهم بزيارة الباشا في اليوم التالي لطمأنته بأن موعد سفره أصبح قريبا بانتظار المصادقة على القرار بشكل نهائي وخبو الهبة الإعلامية اللاحقة لصدور الحكم.
المشهد الخامس
مجلس الوزراء يعلن فخره واعتزازه بنزاهة القضاء الأردني وقدرته على متابعة كافة ملفات الفساد متناسيا الأيادي الخفية التي أغلقت عددا من الملفات الواضحة أكثر بكثير من ملف الباشا.
المشهد السادس
مسؤول سابق "فاسد معروف"يتحدث لأصدقاء مقربين عن أخطاء الباشا التي أوصلته إلى زنزانة السجن وكيف انه نصحه بعد الخروج من موقع المسؤولية بإبقاء فمه مغلقا إلا انه-أي الباشا- لم يستمع للنصيحة وبدأ بتسريب وثائق ومعلومات حساسة للصحافة فكان لا بد من معاقبته.
المسؤول ما غيره وبعض ندمائهم من الطابور التاسع يحاولون اجترار الفوائد التي حققوها بفعل انجاز المحاكمة ويتخيلون مشهد الباشا خلف القضبان وكيف أن هذا المشهد سيلجم السن كثيرة تحمل تفاصيل قد تدينهم فيما يقوم بعض "الطراطير" من ندمائه الصغار بذكر بعض تفاصيل الكواليس على لسان أشخاص وهميين على سبيل النكتة.
العبرة المستفادة :
أولا : الصورة أخرجتها دوائر "فارغة" تبحث عن صورة انجاز، أي انجاز يكون مادة للمواجهة الإعلامية المستمرة مع دعاة اجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة كل الأشخاص الذي تحوم حولهم شبهة الإثراء غير المشروع على حساب مقدرات الدولة.
ثانيا : سلسلة الفضائح والإخفاقات المسجلة بأسماء كثر على امتداد المساحة الممتدة من إقليم خوست وصولا إلى ساحة النخيل غداة "وقعة المنقل" ولعبة المتنكرين و "سلاحف الننجا" مرورا بكل قطعة بيعت من أرض الوطن قد تختزل عند البعض بمشاهد المحاكمة.
ثالثا : هناك من يعشق الضحك على نفسه يعتقد انه يقود البلاد نحو التهدأة فيما هو في الحقيقة يستكمل رحلتنا نحو الهاوية.
