2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هدنة مختلفة مع وسيط مختلف

طاهر العدوان
جو 24 : تغيرت أوراق اللعبة بين حكومة قطاع غزة وبين اسرائيل، اختلف الواقع الميداني على الارض بتطور الصواريخ التي تملكها المقاومة، هذا السلاح لا يقارن في قوته التدميرية بطائرات اسرائيل لكنه احدث ثقبا في القبة الحديدية البالغة التطور كما انزل الرعب في قلوب الإسرائيليين لانه اثبت ان يد المقاومة طويلة وهي ستكون أطول رغم الحصار الخانق على غزة.
واختلف الوسيط، لم يعد مبارك موجودا في القاهرة ليدعي الوساطة ( كما فعل اثناء حملة الرصاص المسكوب قبل اربعة أعوام ) مصر تغيرت وتغير معها هوية الوسيط، قبل الثورة كان النظام ينفذ شروط اسرائيل تجاه القطاع، الوسيط المصري اليوم يحمل اليها شروط المقاومة ( كما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت).
الحال العربي تغير أيضاً فالوفود الوزارية العربية توالت لزيارة القطاع للتعبير عن التضامن معه، الغائب الوحيد هي وفود السلطة وايضا خالد مشعل، لو كان ابو عمار حيا لتسلل عبر البحر او من خلال الانفاق للوصول الى القطاع كما فعل اثناء الحصارين على بيروت وطرابلس.
كل من له علاقة بقضية السلام في المنطقة هرول اليها. ابتداء بوزير الخارجية التركي الذي ذرف الدموع في غزة وهو يشاهد لحم الاطفال المقطع بقنابل الدعم الاميركي لإسرائيل وكذلك ما يصنعه نفاق المجتمع الدولي الذي يصر على السكوت عن جرائمها. كما جاء الأمين العام للأمم المتحدة وأخيرا هيلاري كلينتون.
غير ان كل هذا التغيير في المشهد في غزة ومن حولها لا قيمة له ان نجحت اسرائيل في فرض الهدنة بشروطها، لا يمكن للوضع في القطاع ان يستمر على حاله، على العرب والعالم اخراج مليوني فلسطيني من حصار لا مثيل له. على المجتمع الدولي ان يكف يد اسرائيل عن قتل الفلسطينيين وحرمانهم من الطعام والدواء. وعلى اميركا ان تتوقف عن دورها كشريك في الجريمة بذريعة (حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها)، وكأنها تدافع عن حق قاتل في نيويورك في ارتكاب الجريمة بعد الاخرى بحجة ان الضحايا يعكرون عليه نومه او يقومون بطرق باب منزله لاسترداد ما سلب منهم.
كانت اسرائيل اول من اطلق شعار الأمن مقابل السلام، كان هذا قبل عقود طويلة عندما كان العرب يجهزون الجيوش ويملكون الارادة لمواصلة الصراع الى حين استرداد الارض والكرامة. لكن ومنذ ان قرروا السعي للسلام والإعلان بان حرب تشرين ١٩٧٣ آخر الحروب بدلت اسرائيل شعارها ليصبح الارض والاستسلام لكل العرب من الماء الى الماء.
اذا لم تنجح الأنظمة في وضع حد نهائي للحصار على غزة فلا خير في هذه الامة بربيع او بدونه لان الامتحان الاكبر في الحرية والكرامة لم يأت بعد، وهو قدرة الأنظمة في حماية المقدسات في القدس ومنع تهويد مدينة كانت قبلة الاسلام الاولى. هذا عن الأنظمة، اما عن الشعوب، لتعلم اسرائيل بانها ستحصد ما زرعت لان كل يوم يمضي، يؤسس كراهية جديدة لوجودها في قلوب امة ستعرف كيف تقيم ربيعا خاصا لفلسطين ان لم يرحل الاحتلال، هذا الظلم الصهيوني على فلسطين وشعبها لا يقبل به الصخر والحجر.


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير