مثل كثبان رملية
عصام قضماني
جو 24 : بخفة سارع نواب التحالف الوطني / الإخوان المسلمون / الى إلتقاط اللحظة لتسويق الإنتصار الباهت في معركة الوصول الى البرلمان , لكن بنشوة تريد ابتلاع كل شيء , رئاسة مجلس النواب والحكومة في آن معا.
ما زلت أذكر كما كل الرأي العام بعض تفاصيل الإجتماعات التي إنضم إليها عدد من أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في شقه العربي بواشنطن , تلك التي نظمها معهد كارنيجي للدراسات , لكن الفرق بين اليوم والأمس أن الجماعة في تلك الأثناء كانت تستعد لابتلاع السلطة منفردة بتحولها الى الثورية في أيام الربيع العربي , أما اليوم فهي تزحف عبر الوسائل الديقراطية لكنها تتحالف مع قوى ركبت موجتها من خارج التنظيم.
سألت الدكتور مروان المعشر في جلسة ودية عن طبيعة ذلك اللقاء الذي جرى إبان كان نائبا لرئيس قسم الدراسات في معهد ‹كارنيجي› , فكانت الخلاصة التي خرج بها› أن اللقاء مع قيادات الحركات الإسلامية أظهر الفرق الكبير بين الإسلاميين في المشرق العربي الأردن ومصر وبين الإسلاميين في المشرق العربي تونس والمغرب , وقد أظهر أن الإسلاميين في الغرب العربي أكثر إنفتاحا وفهما للأوضاع السياسية وتأقلما معها بعيدا عن المفاهيم الدينية الجامدة.
لا يعجب إخوان الشرق العربي تجربة أقرانهم في الغرب , فهي من وجهة نظرهم ناعمة , وقد رضخت للمجتمعات بأغلبيتها العلمانية واليسارية , فالإنقضاض على السلطة يستوجب التغيير الشامل القصري حتى أنه يأذن الدخول الى التفاصيل الدقيقة في حياة الناس وسلوكهم , هو الإقصاء بكل معانيه , فما الذي تغير اليوم ؟
لا أعتقد أن ثمة تغييرا كبيرا في اللعبة , فالقيادات القديمة التي أوصلت الجماعة الى طرق مسدودة يبدو أنها نحيت , والقيادات التي عادت الى السطح قديمة لكنها ظلت في الظل ليعاد إنتاجها بعناوين جديدة « تحالف وطني يضم تعددية مذهلة , لكنها حتى الآن تبدو مثل كثبان رملية خلافا لما سعى لنفيه رئيس كتلة التحالف الذي تصدر للتو المشهد الدكتور عبدالله العكايلة الشخصية الأكثر براغماتية في شريان الجماعة.
لم تعد الجماعة ترى أن الإسلام هو الحل , بل أصبحت أكثر تطرفا , فباتت تعتقد أن السلطة هي الحل , وبالطبع إبتلاع السلطة ولو كان بالوسائل الديمقراطية , مثل باص ينقلك فتغادره في المحطة التالية لتبدأ خطوات تكريس الدولة العميقة بمفهوم السلطة الدينية غير القابلة للنقاش وبالطبع فإن الإستحقاق الأهم لتولي السلطة يفرض التخلي عن محاربة اسرائيل والعداء ضد الغرب فما يقال من وراء قضبان السجون أو خلال رحلة الحصاد يختلف مع ما يقال خارجها ومع ما بعد الحصاد.الراي
ما زلت أذكر كما كل الرأي العام بعض تفاصيل الإجتماعات التي إنضم إليها عدد من أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين في شقه العربي بواشنطن , تلك التي نظمها معهد كارنيجي للدراسات , لكن الفرق بين اليوم والأمس أن الجماعة في تلك الأثناء كانت تستعد لابتلاع السلطة منفردة بتحولها الى الثورية في أيام الربيع العربي , أما اليوم فهي تزحف عبر الوسائل الديقراطية لكنها تتحالف مع قوى ركبت موجتها من خارج التنظيم.
سألت الدكتور مروان المعشر في جلسة ودية عن طبيعة ذلك اللقاء الذي جرى إبان كان نائبا لرئيس قسم الدراسات في معهد ‹كارنيجي› , فكانت الخلاصة التي خرج بها› أن اللقاء مع قيادات الحركات الإسلامية أظهر الفرق الكبير بين الإسلاميين في المشرق العربي الأردن ومصر وبين الإسلاميين في المشرق العربي تونس والمغرب , وقد أظهر أن الإسلاميين في الغرب العربي أكثر إنفتاحا وفهما للأوضاع السياسية وتأقلما معها بعيدا عن المفاهيم الدينية الجامدة.
لا يعجب إخوان الشرق العربي تجربة أقرانهم في الغرب , فهي من وجهة نظرهم ناعمة , وقد رضخت للمجتمعات بأغلبيتها العلمانية واليسارية , فالإنقضاض على السلطة يستوجب التغيير الشامل القصري حتى أنه يأذن الدخول الى التفاصيل الدقيقة في حياة الناس وسلوكهم , هو الإقصاء بكل معانيه , فما الذي تغير اليوم ؟
لا أعتقد أن ثمة تغييرا كبيرا في اللعبة , فالقيادات القديمة التي أوصلت الجماعة الى طرق مسدودة يبدو أنها نحيت , والقيادات التي عادت الى السطح قديمة لكنها ظلت في الظل ليعاد إنتاجها بعناوين جديدة « تحالف وطني يضم تعددية مذهلة , لكنها حتى الآن تبدو مثل كثبان رملية خلافا لما سعى لنفيه رئيس كتلة التحالف الذي تصدر للتو المشهد الدكتور عبدالله العكايلة الشخصية الأكثر براغماتية في شريان الجماعة.
لم تعد الجماعة ترى أن الإسلام هو الحل , بل أصبحت أكثر تطرفا , فباتت تعتقد أن السلطة هي الحل , وبالطبع إبتلاع السلطة ولو كان بالوسائل الديمقراطية , مثل باص ينقلك فتغادره في المحطة التالية لتبدأ خطوات تكريس الدولة العميقة بمفهوم السلطة الدينية غير القابلة للنقاش وبالطبع فإن الإستحقاق الأهم لتولي السلطة يفرض التخلي عن محاربة اسرائيل والعداء ضد الغرب فما يقال من وراء قضبان السجون أو خلال رحلة الحصاد يختلف مع ما يقال خارجها ومع ما بعد الحصاد.الراي