jo24_banner
jo24_banner

الأردن ..سلمية مواجهة الحراك

أسعد العزوني
جو 24 : ها هو الأردن الرسمي، يخوض التجربة ويكررها ثلاثا ويسجل في نهاية المطاف نجاحا مبهرا في الداخل، وآخر في الخارج مع أن بعض الخارج كان ينتظر عكس ذلك ،لتتساوى الرؤوس ويقال :لست وحدي في العنف فها هو الأردن أيضا.
وأعني بالتجربة اللجوء إلى السلمية في مواجهة الحراك السلمي الأردني الذي يستمر على وتائر هادئة حتى يومنا هذا، بسبب عدم حسم الأمور في سوريا، وفقا لما هو مطلوب لتأسيس نظام الشرق الأوسط الكبير أو الجديد لا فرق ،ولعلي لست سارحا بعيدا عندما أقول أن كافة الظروف جاءت لتخدم الأردن الرسمي كي يدبر أموره ويرتب بيته الداخلى على أسس سليمة،ويقوم بالإصلاحات المطلوبة ويفوت على الآخرين الفرصة .
عند الغوص في التفاصيل ،فإن المطلوب في الأردن وعلى جناح الإلتزام إعفاء رئيس الوزراء د.عبد الله النسور من منصبه، لأنه أول من أسس لإسقاط النظام بفعلته الأخيرة رغم البدائل الموجودة ،وما تداعيات فعلته إلا لتهوره رغم حصافته وفهمه وإدراكه لكنه لم يدرك أن الفقر يؤدي إلى الكفر. ولهذا جاءت شعارات إسقاط النظام لتطغى على المنادية بإصلاح النظام.
أما ثاني الإصلاحات المطلوبة فهي المبادرة إلى إلغاء قانون الصوت الواحد المجزوء وإجراء حوار وطني شامل يجلس فيه الإخوان المسلمون على الطاولة ويطرحون ما عندهم بهدوء من أجل أردن اقوى وأجمل.
القائمة الإصلاحية من أجل وطن أقوى وأجمل تطول وفي مقدمتها أيضا شطب "الإدعاء " الذين يطلقون عليه " الموالاة" فوالله الذي لا إله غيره ويعز ويذل ويذل ويعز، أن هؤلاء هم المخربون لأنهم يلهثون وراء مصالحهم ،وليجرب صانع القرار قطع " الحنفية" عنهم ولير ماذا سيكون موقفهم.
من الإصلاحات المهمة المطلوبة أيضا إصلاح القضاء والإعلام وليكون شعار الأردن الجديد " قضاء نزيه وإعلام حر" لأننا بحاجة لتطهير البلاد من الفساد وأن يكون لدينا إعلاما قويا نظيفا لا منافقا ،بمعنى أننا بحاجة لإعلام وطن وليس إعلام دولة.
أعود إلى مسيرة الجمعة الماضية وأقول حامدا الله وشاكرا صانع القرار على توجيهاته بعدم التحرش بالحراك وإسالة الدماء وعدم إقحام البلطجية فيه ،لكن لدي بعض الملاحظات لأن المستشار مؤتمن .
من هذه الملاحظات أن إغلاق المداخل الرئيسية المؤدية إلى مناطق التجمع يعد خطأ كبيرا يحسب على الأجهزة المعنية، إذ كان من المفروض تسهيل وصول كافة المجاميع الحراكية إلى منطقة التجمع ليصنعوا عرسا أردنيا ديمقراطيا ولا أروع.
كما أن على منظمي الحراكات –وهذا من أصول وأبجديات المهنة والعملية الديمقراطية- أن يكونوا هم أول الحضور وآخر المغادرين لأرض الحراك وأن يكونوا العين السهرة للحراك .
كذلك يتطلب الأمر مسبقا من القائمين على الحراك رسم خارطة طريق ملزمة وملتزمة بأهداف الحراك ،والقسم على عدم خرقها ،ومراقبة سير المسيرة جيدا ،ومن ينحرف بشعار هنا أو هناك ، يتولى أمره الحراكيون أنفسهم، لأنه وأيم الله مندس كونه خالف ما تم الإنفاق عليه.
ما أود الوقوف عنده هو أن إنسحاب د.احمد عبيدات من المسيرة لسخونة بعض الشعارات ،ما كان يجب أن يحصل لأنه هو الأمين والداعي للحراك ،وبالتالي فإن إنسحابه كان نقطة تسجل عليه لا له ،وأظنه سمع كلاما من الحراك " إبن الدولة بظل إبن دولة" وأيم الله أن هذا هو التشكيك بعينه ،وهو ثغر يتم الدخول إلى الحراك من خلاله.
مرة أخرى الحمد لله والمنة لأن مسيرة الجمعة إنتهت دون دماء ولا إصابات ولا أحقاد تضاف إلى الإحتقان الموجود أصلا ،شرط الإلتزام بهذه السلمية الأمنية .
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير