jo24_banner
jo24_banner

الحكومة السيئة والمعارضة السيئة!

طارق مصاروة
جو 24 : كان الفرنسيون المنحازون بطبيعتهم للصوت الآخر يقولون: لا توجد معارضة سيئة. توجد حكومة سيئة!.
وربما لأن العرب في تاريخهم الطويل ثاروا مرة على حكومة مكة بالإسلام، وثاروا مرّة على علي ومعاوية في معارضة الخوارج، وثاروا مرة على خلافة مستلبة فكانت ثورة الزط، فإننا نستطيع قلب المعادلة.. نستطيع أن نقول لا توجد حكومة سيئة. توجد معارضة سيئة!!. فالثورة على الثورة في أقل من عام في تونس، هي في الحقيقة ثورة المعارضة الثانية الجيدة على الحكومة الثانية السيئة!!.
ولعل الترتيب الكرونولوجي صحيحاً، في ثورة الربيع الثانية في مصر، فطارت حكومة مبارك، على وقع هتاف ساحة التحرير: الشعب يريد اسقاط النظام، وقامت حكومة «الأكثرية» الاخوانية، وبقي هتاف ساحة التحرير: الشعب يريد اسقاط النظام، فالمصري العادي لم يجد أي تغيير في نظام السادات وحسني مبارك ونظام الاخوان، طالما أن الرئيس ينجح وحزب الرئيس ينجح بمعدل 9ر99%!!.
وقد اسقط سدنة القضاء المصري العريق أكثرية مجلس الشعب و»الشورى» الإسلاموي فكان القضاء لا ساحة التحرير هو الذي وقف في وجه إعادة انتاج العهود التي تلبست مصر.. فالقضاة لا المعارضة هم الذين وقفوا في وجه عبدالناصر، والسادات ومبارك.. لا ساحة التحرير!!.
.. عندنا الحكومات التي أرعبها الربيع العربي هي التي كانت سيئة لأنها لم تدرك أبداً قوة النظام السياسي، فانتجت معارضة سيئة . وبقي الأردنيون ونظامهم خارج المعادلة السيئة!!.
«المفكرون» العرب، المغرمون بالتعميم، اعتقدوا أن ثورة الربيع هي كالناصرية، كالماركسية، كالليبرالية، عقيدة لها قواعدها، ومرتكزاتها الفكرية، وانجازاتها في تغيير الحكومات ووضع حكومات تحمل نضارة الربيع، وعطوره مكان حكومات عفنة فاسدة.
ولكن ذلك لم يحدث، وربما لو فهم «المفكرون» طبيعة نظام بن علي الذي قام على انقلاب الجيش على بورقيبة الخرف، وطبيعة استناد نظام مبارك على الجيش، فذهب لأنه فهم أن الجيش لم يعد معه.. لو فهم «المفكرون» معادلة النظام والجيش، لأبقوا على القليل من مراهنتهم على «الربيع العربي» الذي لا يشبه الماركسية، ولا القومية العربية، ولا الناصرية، ولا الليبرالية.. فهو أقرب إلى قصيدة شعر جميلة توحي بالنقاء والجمال أكثر مما تحقق من النقاء والجمال!!.
لا نعرف كثيراً عن حجم «الربيع العربي» الثاني الذي بدأ في تونس وانتقل إلى مصر. وربما إلى اليمن.. وربما إلى سوريا والعراق، ولكننا نرصد ونحاول أن نفهم، فهل تعود الجيوش لتكون بديل الفوضى؟!.
(الراي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير