jo24_banner
jo24_banner

شغب الجامعات إلى الواجهة

عصام قضماني
جو 24 : بينما كان الباحث الأردني في علوم الوراثة والجينات سديم قديسات يحتفل بلقب «نجوم العلوم « في مسابقة تلفزيونية على قناة «MBC 4» كان طلاب في الجامعة الأردنية يعدون السواطير والسيوف والعصي تأهبا لهجوم وشيك على جامعتهم.

أعاد طلاب في الجامعة الأردنية شغب الجامعات الى الواجهة, وإن كان من حق الرأي العام أن يعرف سبب إشعال هذه المعركة في ميادين الجامعة فإن إدارة الجامعة مطالبة بالكشف عنها وهي بالتأكيد قضية سخيفة مثل كل القضايا السخيفة والسطحية التي يقتل ابن والدته بسببها ويقتل شاب صديقه لأجلها.

قضايا المجتمع الخلافية سخيفة كما تبدو, لكنها ليست كذلك إن كان ما يقف خلف هذا السخف والتسطيح فراغ ثقافي وعلمي وغياب للرسالة وللهدف وكثير من الضيق والسخط والإحباط المغلف بالعصبيات الإقليمية والعائلية والعشائرية.

أين تأسيس ما يسمى بمبادئ الدولة المدنية في الجامعات ؟..

مر وقت توقفت الجامعات عن رفد المجتمع بمبدعين فلم يسجل لأي من طلبتها اختراعا أو مبادرة خلاقة، هل اختفت شريحة الأذكياء؟!, لا أظن ذلك، لكن صورتهم توارت خلف مبدعي الفوضى ومبتكري العنف.

أكثر من 22 جامعة خاصة وحكومية لم نجد لها فكرة لتطوير خدمة أو خط إنتاج في مصنع أو حتى محاولة لإنتاج عقار طبي جديد، وفي مثال آخر هناك أربع جامعات على الطريق الدولي من الزرقاء إلى الرمثا, هي جزر معزولة، لا تنتمي إلى المجتمع المحلي ولا تتشابك معه.

هل مسؤولية هذا الفراغ تقع على عاتق الجامعات التي لم تشجع أية مبادرة أهلية فردية أو جماعية أم هي مسؤولية الحكومة التي لم تحفز الأهالي للقيام بمثل هذه الخطوة أم أنها مسؤولية سكان المناطق المحيطة بالجامعات، هي مسؤولية جميع من ذكر.

يبدو أن الحلول المعتادة في الجامعات وخصوصا الأردنية لم تنفع فها هي المعارك قد دارات تحت عدسة الكاميرات.
تابعو الأردن 24 على google news