النتن ياهو كبّل أيدي أوباما في سوريا
أسعد العزوني
جو 24 :
لست مدافعا عن الرئيس الأمريكي المودع أوباما ،وخاصة في ما يتعلق بموقفه من سوريا وعدم التدخل عسكريا ضد النظام السوري، مع أنني شخصيا ضد التدخل العسكري،وحتى ضد أي مساندة خارجية لأي معارضة ،حتى لا نستبدل نظاما تبعيا بنظام تبعي جديد آخر،واؤومن ايضا أن التغيير هو من مهام المعارضة ،ومعروف أن أوباما أبطل 49 قرارا للبنتاغون بالتدخل العسكري في سوريا ،ولم يأت موقف الرئيس اوباما من فراغ ، فسوريا كانت محسوبة على مناطق النفوذ الأمريكي.
ما أعاق التدخل العسكري الأمريكي في سوريا ليس ضعف او تردد الرئيس أوباما ،بل هو الضغط غير المسبوق الذي قام به رئيس عصابة مستدمرة إسرائيل الإرهابية الخزرية الإسبارطي النتن ياهو،ليس على الولايات المتحدة الأمريكية فحسب بل على الغرب بشكل عام.
وهناك رسالة منشورة في ملفات العم غوغل موجهة إلى مراكز الضغط اليهودي"اللوبيات اليهودية" في أمريكا وعواصم الغرب نصها:"واصلوا الضغط على حكومات بلادكم للإبقاء على بشار الأسد رئيسا في سوريا ،لأنه حليفنا الإستراتيجي هناك."
وبفعل التوريطات التي ورطتها مستدمرة إسرائيل واليمين الأمريكي المتحالف معها وإختار أن يكون رهينة لمراكز الضغط اليهودي في واشنطن مثل "الإيباك "و"ميمري"، وخاصة إحتلال كل من أفغانستان والعراق وإجبارها للدخول في حرب وهمية ، أطلقوا عليها حرب الإرهاب للإجهاز عليها وإجبارها على التخلي عن هيئتها كقوة عظمى وحيدة في العالم ،لأنها تجرأت وطلبت من مستدمرة إسرائيل التوصل إلى حل يرضي الشعب الفلسطيني ،وخاصة بعد إعتراف القيادة الفلسطينية بشرعية مستدمرة إسرائيل وتوقيعها إتفاقيات اوسلو سيئة السمعة والصيت.
هاهي أمريكا اليوم تستعد للرحيل عن منطقتنا بعد تطويبها لمستدمرة إسرائيل ،ودخول روسيا إليها بموافقة إسرائيلية ، وترغب أمريكا بمواجهة الدول الناهضة في منطقة جنوب شرق آسيا مثل الصين والهند وماليزيا وحتى روسيا.
لقد أجبرت امريكا على التخلي عن سوريا بضغط من مستدمرة إسرائيل، التي لم تسمح لروسيا بإنزال ولو جندي واحد في سوريا ،إلا بعد إبرام إتفاق بين الرئيس بوتين ورئيس مستدمرة إسرائيل النتن ياهو حول الأساسيات ، وتبيان أن المنطقة أصبحت تحت النفوذ الإسرائيلي خاصة بعد تهافت النظمة الرسمية العربية على إعلان علاقاتها مع مستدمرة إسرائيل، وبعضهم تبرع مؤخرا ب125 مليون دولار لضحايا حرائق فلسطين المحتلة من اليهود بحسب صحيفة هآرتس العبرية باللغة الإنجليزية قبل أيام.
وها هي روسيا ومستدمرة إسرائيل تنسقان بجد على الأرض في سوريا لرسم مستقبلها بعد التقسيم ،ونرى هذه الأيام أقلاما تكتب وأصواتا تتهم الرئيس أوباما بأنه أضعف أمريكا ولم يتدخل في سوريا لحقن دماء السوريين ،علما أن تلك الأقلام والأصوات عبارة عن رهائن إسرائيلية وتعتاش من حسنات مراكز الضغط اليهودي التي أصبحت مهتمها تشويه صورة أوباما الذي قدم لمستدمرة إسرائيل الشيء الكثير وآخر صور كرمه تقديم 38.8 مليار دولار لمدة عشر سنوات.