jo24_banner
jo24_banner

السلطة الفلسطينية ...أزمة تلد أخرى

أسعد العزوني
جو 24 :

بداية أود القول لو أ ن العرب لديهم النية لنجدة فلسطين وشعبها،لما وصل الأمر بالفلسطينيين القبول ب" قن "دجاج في باحة البيت الإسرائيلي.ولو أثبت العرب –وأتحدث هنا عن النظام الرسمي العربي ولا أعفي الشعوب من مسؤولياتها- أن مايقولونه عن فلسطين في وسائل الإعلام صبحا ومساء ،يتمتع ب10% من المصداقية لعرضت " إسرائيل " على الفلسطينيين التفاوض حول الجليل ولقبلت بتنفيذ قرار التقسيم وطبقت القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم دون قيد او شرط حسب ما تعهدت به إسرائيل نظير قبولها عضوا في الأمم المتحدة. 


لكن الأمور خرجت بهذه الحالة ولم يعد باليد حيلة،وهاهم الفلسطينيون بين مطرقة الإحتلال الإسرائيلي ،وسندان الإهمال العربي،فلا إسرائيل قدرت أن م.ت.ف.وقعت معها أوسلو وجرى التنازل عن اكثر من 75% من فلسطين ولا العرب قاموا بنجدة السلطة لدفع رواتب موظفيها على الأقل ،بل تركوها نهبا للمجتمع الدولي والبنك وصندوق النقد الدوليين يشترطون عليها مايشاؤون ،فهل يعقل ان السلطة مدينة لصندوق النقد الدولي بملياري دولار ؟


منذ ميلاد السلطة بعملية قيصرية تبين أن الرحم لم يكن يحتضن إلا قطعة لحم فاسدة ،وأن جل ما في الأمر هو وهم بحمل كاذب ،والسلطة تشكو من الطفر ،الأمر الذي أربك موظفيها ،ناهيك عن أن ما بناه المجتمع الدولي وفي المقدمة الإتحاد الأوروبي ،وخاصة في غزة دمرته الطائرات الإسرائيلية.
هذه الأيام نسمع صراخا فلسطينيا ،ينذر بإنتفاضة شعبية واحسب ان ذلك مؤامرة مدروسة من قبل الجميع لتغيير قواعد اللعبة وقلب الطاولة على من حولها ،ولست واهما إن قلت أن هناك من يخطط لسحب البساط من تحتـ أقدام السلطة الفلسطينية ،وتسليم أشلاء الضفة إلى جهة أخرى حتى اللحظة لم نر العطاء قد رسى على جهة بعينها ،رغم أننا نسمع الكثير من الإشاعات والأقاويل هنا وهناك.
الصراخ الفلسطيني لم ينقطع ،والغريب في الأمر أنه مخلوط بعتب كبير على العرب الذين يقولون ما لا يفعلون ويتبرعون ولا يدفعون ،إذ أن النصف مليار دولار التي تبرعوا بها في قمة سرت الليبية لم يتسلم الفلسطينيون منها شيئا حتى يومنا هذا.


يوم الجمعة المقبل سيقوم أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وعقيلته موزا بزيارة رام الله بعد زيارته إلى غزة، وسيظهر كرما ما بعده كرم كما فعل في غزة هاشم مؤخرا .
والسؤال هنا :هل سيبقى الأمر متروكا للكرماء أم انه يتوجب على الجميع وضع إستراتيجية تتعلق بالسلطة ؟فإما أن يتم دعمها ماليا وسياسيا وإقتصاديا وتمكينها من سحب العمال الفلسطينيين من إسرائيل بعد تأمين مشاريع إقتصادية تشغلهم،وتستطيع كذلك وقف التنسيق الأمني نهائيا مع إسرائيل.أو الإعلان عن حل هذه السلطة وهذا هو الطرح المفضل، ليجد المجتمع الدولي نفسه امام الواقع ،إضافة إلى تحويل الإحتلال الإسرائيلي من أرخص إحتلال في العالم ،إلى إحتلال له ثمن ،ويدفع من أرواح المستوطنين الذين يعيثون في فلسطين فسادا وعنفا وتخريبا.


آن الأوان أن يسجل التاريخ للعر ب أنهم فعلوا شيئا لصالح القضية الفلسطينية ،وليحسموا أمرهم لأن كل يوم يمر على الفلسطينيين وهم يتعذبون تتفاقم خسارتهم ،ولا ت حين ينفع الندم.

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير