انهيار جبل في القمر.!
بإنتهاء فترة الترشيح والترشح لعضوية مجلس النواب، نكون دخلنا معركة الانتخابات هذه المرّة بقوة واندفاع، وصدرت «الرأي» بصفحة أولى مغطاة بثلث الصفحة.. وكلها إعلانات، وهذه على ما أظن أول مرّة.. ولكنها ليست مستغربة، فإحدى صحف الأرض المحتلة كانت تجعل الأولى «صفحة المقبرة» بنعي وصورة الميت!!.
كثيرون من أصدقائنا كانوا قبل أسابيع قليلة يتحدثون عن ... تأجيل الانتخابات!!. وكنّا نحاول أن نفهم لماذا سيكون هذا التأجيل؟!. فتبدأ المسرحيات التي يسمونها ظروفاً قاهرة!!
- كيف؟!.
- أحد أصدقائنا – يعتقد أنه مطلع على «أسرار الدولة» – يقول: ستبدأ معركة سوريا النهائية، وسندخلها ومعنا 35 ألف متطوّع سوري مدرب مسلّح، وستعلن الحكومة حالة الطوارئ، وتتأجل الانتخابات!!.
- صديق «عاقل» لا يعتقد أن وجود التظاهرات في الشوارع
يسمح بإجراء انتخابات هادئة. وحين تقول: إنّ الناخبين سجلوا بأكثرية غير مسبوقة.
- ثلاثة ملايين وربع المليون – واستحصلوا على هويات خاصة بالانتخابات، وبقي الذين اختاروا البقاء في الشارع مكانهم. ولا شيء يعرقل الآخر!!.
كان اللبنانيون يقولون: عنزة ولو طارت!!. ويبدو أننا تلبننا في خفة الدم على الأقل. وفي التعامل مع الحدث السياسي برأس بارد. ولعل هذه هي أول علائم الديمقراطية: خفة الدم والرأس البارد!!.
لا نحب أن نطلق على الشهر المقبل، تسميات «كالعرس الديمقراطي». أو كالخطوة القفزة إلى الإصلاح السياسي. فقد شبعنا أعراساً وخاصة بانتخابات 2007، حين «حبكها» مدير المخابرات فانتج من النواب ما لذّ وطاب، وكان العرس الحقيقي حين صدرت الإرادة الملكية بحلّه!!.. وياما شهدنا أعراساً.. كان الصوت الواحد يلعلع، وكان الإخوان المسلمون أم العروس، ونسينا، ونحن ننهب الموازنة، أن نوفر لها مالاً ننهبه.
وبقي قانون ضريبة الدخل مشروع قانون، وقدمنا عليه جوازات السفر الحمراء والسوداء، وحساب الخدمة الدستورية حساباً خاصاً في التقاعد.. ومثل هذا الكثير خاصة وأن المجلس انشغل بالتحقيق، وخرج بثياب ناصعة لا فساد فيها ولا يحزنون!!.
التجربة الجديدة في الانتخابات القادمة هي القائمة العامة – كما اسمتها اللجنة – والتجربة الجديدة هي رفع يد الحكومات عن الانتخابات. والأهم أن هناك اقبالاً حزبياً غامراً نتمنى أن يأخذ مكانه بدل فلول الأحزاب الشمولية، والمنظمات الفدائية الفلسطينية، وبدل التحميس الذي دخل الساحة بتطرف لم يفهمه أهل التطرف المصنوع. فلماذا لا تكون لنا أحزاب أردنيّة إصلاحيّة؟!. ولماذا لا تتوسع تجربة القائمة العامة ونحب أن نسميها قائمة الوطن؟!.
أسئلة، هي عندنا أفضل من سيناريوهات حرب في سوريا، أو انهيار جبل في القمر!!.
(الراي )