2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

صورة أوضح!

طارق مصاروة
جو 24 :

تقبل الجماعات التي سيّست الدين، وتسلّحت، وأقامت سلطتها على الأرض.. تقبل مشروعات التوسع باسم الطائفة إذا وجدت الطائفة القريبة، كالمشروع الإيراني وامتداداته في شيعة العراق ولبنان، أو في حوثيي الزيدية اليمني، أو علويي سوريا وتركيا.
وتقبل هذه الجماعات إقامة سلطة في جزء من الوطن كسلطة حماس في غزة، أو سلطة الاخوان السودانيين على جزء من السودان، واذعانهم لانفصال الجنوب، .. وربما كوردوفان في المستقبل.. فالمهم هو السلطة عن أي طريق وعلى أي جزء من الكيان السياسي المفروض انه موحد شعباً وأرضاً.
ما هو مطروح الآن بعد اقتناع روسيا وإيران باستحالة بقاء الأسد في السلطة، هو تشجيع الرجل اليائس بترك دمشق وحلب وحمص وحماة والانسحاب إلى جبال العلويين، وتأسيس دولة عاصمتها اللاذقية، وفيها الفرع الوحيد للبنك المركزي ومطار, وجامعات, وميناء وقاعدة روسية في طرطوس, والاهم الاهم فتح الحدود بين جبال العلويين والبقاع حيث نفوذ حزب الله وامتداداته في الجنوب والضاحية.
هذا الاعداد الايراني لنهاية النظام الاسدي, ليس سراً, ولهذا بدأت القوى العراقية الوطنية تتمرد على الدور الذي رسمته طهران لحكم الاحزاب الشيعية, فكان العصيان الكردي الصامت في الشمال, وكانت انتفاضة غرب العراق السني والموصل.. وانضم الى هذا التجمع التيار الصدري فلم تعد المعارضة سنية, ولم تعد المشكلة مشكلة تهميش السنّة أو حرس وزرائها في الحكومة.
وجماعات تسييس الدين اذ تبحث عن السلطة دون اعتبار لظروف المجموع الوطني, أو الارض التي يعيش عليها كل الشعب.. ومن كل الجماعات العلمانية, أو الدينية, أو الطائفية الاخرى, لها فقهها, ولها تفسيرها لمعنى بلاد الاسلام, ولتاريخ الامبراطوريات العربية الاموية والعباسية والفاطمية لكنها تصل إلى القناعة بأن نهوض المسلمين تقوم به الفئة الطليعية التي تجد لها مستقراً مقاتلاً. في باكستان أو أفغانستان أو العراق أو سوريا أو اليمن. بغض النظر عن موازين الاعتدال والتطرف، فالعلم الأسود المختوم بلا الله إلا الله ظهر في ميدان التحرير بالقاهرة وفي جنوب اليمن.. كما ظهر في العراق، وفي تظاهرات الإخوان والسلفيين والقاعدة!!.
لا نعتقد أن إمارة غزة قادرة على تحرير فلسطين، وأن إمارة حزب الله قادرة على حكم لبنان رغم أربعين ألف صاروخ، وأن علويي النظام قادرون على تثبيت النظام في دمشق أو خلق نظام على الساحل وعاصمته اللاذقية. ولا نعتقد بالتالي أن المشروع الإيراني القائم على تفتيت أوطان المسلمين سينجح.
- ماذا تريد القوى الكبرى من هذه المنطقة؟!.
- تريدها ممزقة، ومضطربة، وسهلة القياد.
(الراي )

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير