الاحجية العراقية «تعا ولاتجي»!
ما يجري في العراق حتى الان, لا علاقة له بأي ربيع!! فالمفروض أن الاعتصامات والتظاهرات التي شهدناها في الانبار, ونينوى, وصلاح الدين, وكردستان والموصل, وبيانات السيد مقتدى الصدر.. كلها, كلها تندد بحكومة المالكي, وتدعو الى استقالتها!!
لكن على أرض الواقع فإن حكومة المالكي هي حكومة تتألف من القائمة العراقية, والاحزاب الكردية, والتيار الصدري الى جانب حزب الدعوة ودولة القانون. وهؤلاء المعتصمون المتظاهرون هم الاكثرية الوزارية والاكثرية النيابية, فلماذا لا يستقيلون من الحكومة فيخلصون من المالكي؟ ولماذا لا تسحب الاكثرية النيابية الثقة منها فتسقط؟!
هذه أحجية على طريقة: تعا ولا تجي!! ولكن دون صوت السيدة العظيمة. ويبدو أن معارضة البرزاني, والصدر, والمطلك, وعلاوي تريد الاستفادة من الاعتصامات والتظاهرات لفرض شروط على المالكي, لكنها في الوقت ذاته غير مستبعدة لا لتشكيل حكومة جديدة, ولا لانتخابات نيابية مبكرة!! وهذا يعني بقاء المالكي وحكومته وشركائه!
نحن حتى الان، لا نستطيع وصف ما يجري على المسرح السياسي العراقي بانه استعادة للصدامات السنية - الشيعية، والعربية - الكردية، فالجميع يحكم ويتنعم في جنة الحكم، والجميع حريص على الحكومة والبرلمان، والجميع حريص على رئاسة المالكي، فلماذا تحريك الشارع في الغرب والشمال العراقي؟ ولماذا ترتفع اعلام العراق وكردستان والبعث، والصدريين وعلم الثوار السوريين بنجومه الثلاثة؟ ولماذا اتهام المالكي بانه ديكتاتور في حين ان الجميع شركاء له؟
الصحافة الغربية تتحدث عن تحركات استباقية في العراق ولبنان تستهدف مرحلة ما بعد بشار الاسد، والهدف هو تطويق الداخل السوري خشية حالة العراق، وحالة لبنان، وحالة الصومال، فانهيار الاسد عسكريا يفتح مخازن الجيش السوري لكل من يريد تشكيل ميليشيا، ولكل تاجر سلاح، ولكل امير من امراء الحرب، والساحة تصبح اوسع بتشابه الظروف في كل من لبنان والعراق.
الاردن بقوة نظامه، وتماسك شعبه هو الركيزة التي يمكن بها حصار النار المشتعلة واطفاؤها، اذا قرر العرب ان لا يتفرجوا كما تفرجوا على العراق ولبنان.
(الراي )