علي فخرو ...الرجل الصهاينة هم اعداؤنا
أسعد العزوني
جو 24 :
شرفت اليوم السبت بدعوة كريمة من مركز دراسات الشرق الأوسط/الأردن لحضور حفل إستقبال بمناسبة مرور 26 عاما على تأسيسه ،وكان ضيف الشرف العروبي بحق من البحرين الشقيق د.على محمد فخرو طبيب القلب خريج الجامعة الأمريكية عام 1952.
تجلت عروبية وإسلامية الرجل في كلمته الرئيسية التي دلت على أن صاحبها ليس رجلا عاديا يميل حيث المصلحة مالت،يبحث عن فرصة أو لينال حظوة هنا أو هناك ، وكان في مواقفه يشبه المدفع المضاد للطائرات "الرباعي" يقصف في الجهات الأربع ويصيب في مقتل ،وتستقر رصاته حيث يكمن العدو الحقيقي.
إستهل د.فخرو الذي منحني نشوة قومية –إسلامية لمئة عام مقبلة ،بالقول أن العرب لم يواجهوا اعداءهم والتحديات التي تواجههم على الدوام ،وهم ماهرون بالفر والإدبار والتراجع ،وأكد أن الإستعمار الحقيقي بالنسبة للعرب نوعان هما :الصهيوني والكلاسيكي.
كان الرجل شديد الوضوح ولم يركب الموجة عل وعسى أن يعينوه رئيسا للوزراء في بلده إن فرط بالحقوق، وقال أن الإستعمار الصهيوني يهدف إلى إجتثاث الوجود العربي فلسطين شعبا وتاريخا وثقافة ودينا وحضارة أي المكان والزمان وإبداله بوجود صهيوني يهودي صرف ،ولن يقبل بأقل من الهيمنة الكاملة والإستسلام بالضربة القاضية وهو بحسب حال العرب في صعود وتغول.
ولأنه درس الطب وتخصص في القلب فقد جاء تحليله سليما جدا ودقيقا إلى أبعد حدود الدقة عندما قال أن أمريكا والغرب ليسوا الوحيدين الذين تعهدوا الكيان الصهيوني بالرعاية ،بل هناك آخرون كثيرون من العرب قدموا له الحضانة والقبول ووقعوا معه المعاهدات وطبّعوا معه وأصبح شريكهم الإستراتيجي والإقتصادي ،وثبتوا وجوده وتحالفوا معه ضد الشعب الفلسطيني لافتا بذكاء الحصيف أن هؤلاء يتظاهرون ليل نهار أنهم مع الشعب الفلسطيني ومع حقوقه .
ولأنه شفّاف جدا خالف المعمول به في سفر النفاق العربي ولم يضع في الحسبان أن سلطة رام الله ربما تدعوه إلى رام الله "للتضامن "مع الشعب الفلسطيني ، ولم يسلم منه الواقع الفلسطيني الحالي المخزي الذي يتدثر بالإنقسام وبالتسابق من يقدم لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة"يهود إسرائيل ليسوا يهودا"،وهاجم الإنقسام ورواده .
لقد هاجم د.فخرو العرب المطبعين مع مستدمرة إسرائيل بإسم ضرورات العولمة ،وأكد أن إنبطاحهم هذا عبارة عن تراجع مأساوي امام هذا العدو التاريخي الذي يعلن كل يوم إحتقاره لكل ما هو عربي ،ويمعن في إثارة النعرات الطائفية والعرقية،ومع ذلك لا يجد من العرب إلا الترحاب والقبول وتجديد الإنسحاق .
ضرب د.فخرو في العمق حين تحدث عن عار العرب الأكبر وهو ما يحلو لهم تسميتها "مبادرة السلام العربية "المرفوضة إسرائيليا منذ 15 عاما عندما أجبرت قمة بيروت العربية عام 2002 على تبنيها وإعترض على بعض بنودها الرئيس اللبناني إميل لحود،وقال أن مستدمرة إسرائيل إستولت على 85% من فلسطين ويساومونها على 5% فقط ،ومه ذلك فإنها تستهزيء بهم وتحتقر توسلهم لها.
وتحدث د.فخرو عن فتح الفضاءات العربية امام الإستعمار الكلاسيكي ،وتسلم مفاتيح قضاياها الملتهبة للمستعمر الغربي ،وإستدعاء العرب لأمريكا كي تحتل العراق،ووصف الجامعة العربية المعنية أصلا بهذه الملفات بأنها تعاني من الشلل التام.
لم تفته شاردة او واردة إذ فضح طابق الجهاد التكفيري الذي أسسته الإستخبارات الغربية في ثمانيات القرن المنصرم لمحاربة السوفييت في أفغانستان ،وقد كبرت هذه الظاهرة إلى الحجم الذي نراه اليوم متمثلا بداعش.
عموما فإن د.على فخرو يمثل المثقف الملتزم والرجل الثابت على الموقف والداعية الصادق لبناء الذات وإحترامها ،ويقيني لو ان هناك مئة مثله في صفوف الساسة والمثقفين العرب لما وصلنا إلى ما نحن فيه وعليه.