نعم الجزائر مختلفة!
.. في عملية كالعاصفة الصحراوية، بدأت صباح الأربعاء، وانتهت مساء الاثنين، استعادت الجزائر حقلها النفطي – الغازي من أيدي اللاعبين بالإرهاب، .. فبعد سقوط مائة وخمسين ألف ضحية من أبناء الجزائر، لم يعد الإرهاب يقف في وجه الجيش الشعبي على بعد متر من العاصمة أو على بعد 1600كم منها!!. فالأجواء لا تحتمل التفاوض مع الإرهاب وهذه قضية مبدئية، وجنوب الصحراء يجب أن يبقى آمنا لأن ليبيا وتونس ستكونان أولى الضحايا إلى جانب الجزائر!!.
لقد تعلّمنا أن للنفط رائحة خاصة في أنف الاستعمار القديم والجديد، وأن الصراعات الدولية الآن هي صراعات اقتصادية، بعد أن انتهت الحرب الباردة التي كانت حرب استراتيجيات، وان هذه الحروب الإفريقية ليست حروب قبائل كما نسمع من دوائر الأبحاث، وإنما هي حروب بالواسطة تموّلها الشركات الكبرى.. التي تجر بالضرورة دولها أو تجمعاتها الدولية وراءها!!.
كان علينا أن نرصد طوال يوم الخميس، على الفضائيات، تفاصيل اختطاف الحقل الجزائري، واختطاف جزائريين وأجانب يعملون فيه.
ووجدنا أن التكتيك الإرهابي ما زال كما هو:
-أبو البراء (اسم قائد المجموعة) يطلب انسحاب الجيش الجزائري ليخرج الخاطفين والرهائن إلى حيث تبدأ المفاوضات!!.
ويتم إغلاق الباب: لا تفاوض مع الإرهاب!.
-.. ثم تبدأ الحكومات التي تخشى سقوط ضحايا من رعاياها تختلق المحبطات، فلندن غاضبة لأن الجزائر لم تخبرها على الأقل. وطوكيو تطالب الجزائر بسحب جيشها (من الجزائر طبعاً). أما الفرنسيون الذين يحاربون ليس بعيداً عن حقل الغاز فيلجأون إلى التعمية: إن ما يجري مأساة درامية!!.
يا الله على النفاق الكاذب!!. يأخذون من استثماراتهم ملايين الدولارات، لكنهم مشفقون على رعاياهم الذين يجيئونهم بهذه الملايين!!.
علينا أن نتعرف على العقل والمزاج الجزائري مرّة أخرى. فقد كانت الجزائر دائماً مختلفة في سلمها وحربها. هل يتذكر أحد كيف جاء رئيس وزراء الكونغو ليحضر مؤتمراً فأمسكت به الجزائر ووضعته في السجن؟!
هل يتذكر أحد اسم تشومبي الذي اتهمته إفريقيا بقتل باتريس لومومبا؟!.
(الراي )