قبل النتائج!
لم نعد قادرين على السهر انتظاراً للنتائج. لكننا نستطيع أن نقول: ان التحضيرات الادارية والامنية للانتخابات كانت في اعلى درجات الاتقان والاحترام!!
ملاحظتان يجب قبل ظهور النتائج ان نضعهما امام المسؤول:
الاولى: إن التشديد الاعلامي الحكومي على ان المجلس النيابي القادم سيكون الفتح المبين للديمقراطية في الاردن, لم يكن مدروساً. فهذا الزحام في كثرة المرشحين سيعطينا نواباً بأصوات لا تصل الى الالف صوت. الامر الذي يجعلها اقرب الى انتخابات أي ناد من النوادي الرياضية!!
عند الفرنسيين, وقد تعلمناها من سوريا قبل الانقلابات العسكرية, كان هناك «البالوتاج» اذا كثر عدد المرشحين في الدائرة الواحدة, فكان ينجح كل من حصل على 50% من عدد المقترعين, وغير ذلك فقد كان على أعلى اثنين من المرشحين ان يدخلا «البالوتاج» فيفوز اعلاهما.. ونحن نتحدث هنا عن ثلاثين أو عشرين الف صوت!!
اقترحنا البالوتاج لكن أحداً لم يكن معنياً إلا بسماع نفسه.
الثاني: ان نشاط الادعاء العام في توقيف بعض المرشحين أو سماسرتهم بتهمة شراء الاصوات, كان يرفع قليلاً من مصداقية العملية الانتخابية. لكن علينا أن نقول إن هؤلاء العشرة أو التسعة ليسوا الوحيدين. فالاكثرية اشترت بطريقة أو بأخرى. لكن هناك اذكياء يعرفون, وهناك اغبياء يقعون في الفخ!!
هذه انتخابات نتعلم منها, لانتخابات المستقبل, فالديمقراطية ليست وصفة طبية تذهب بها الى الصيدلية وتحضر الدواء, فلم تصل الشعوب الى هذا المستوى الذي نشهده بين أمم العالم المتقدم, إلا بمئات السنين من التجربة والوعي. وطالما أن عدد الذين يستحضرون الشرعية الشعبية يتقلصون في الشارع من عشرات الالاف الى عشرات المئات, فإننا في الطريق الصحيح!!
(الراي)