في تجاوز ثقافة العيب!
![](https://jo24.net/assets/writers/images/6847c8b11fd29449490709265a92d376.jpg)
مثلما تجاوز الملك ثقافة العيب، في وصوله إلى قاع الفقر، وتفقده للعائلات العفيفة – ولم يسمها المحتاجة - في الأرياف والمضارب، في وادي عربة وقرى الشمال والبادية والجنوب، وتمليكهم بيوتاً، وإدامتهم شهوراً بأولويات الغذاء، والاهتمام بتنمية وسائل الإنتاج التي تبدأ بعدد قليل من السماد، أو بحديقة بيتية لزراعة النباتات الطبية، ومنسوجات البسط، وخيوط الصوف، وصناعة الحلي، والسلال وأطباق القش.
والملك بهذه الهجمة، يدعو شباب الوطن إلى البدء من قاع الفقر. فلا عيب في العمل، ولا عيب في رفد الوطن بالأيدي العاملة الكريمة،.. ذلك أن وجود نصف مليون عاملة وعامل ضيف في بلد يحتج فيه الناس على البطالة، هو بحد ذاته عيب، وتخلّف مقنّع بالعزّة الفارغة، والكبرياء المريضة. فلا عزّة إلاّ عزّة الوطن، ولا كبرياء غير الكبرياء الوطنية!!.
كنّا أمس نشاهد وزير العمل الشاب العالم الأستاذ الجامعي، وهو يتحدث عن فتح أبواب العمل لثمانية عشر ألف شاب وشابة, بمبادرة من الملك ومن اصحاب الاعمال والشركات الاردنية, وبمتابعة من الحكومة ووزارة العمل. وقد سعدنا لهذه الخطوة التي ستكتمل خلال الاسبوعين القادمين بعقود, وبدعم مالي حكومي لبعض المهن.. فالاردن لن يترك لعامل الوقت اذابة ثقافة العيب, وانما يبادر بكل قواه لاخراج الشباب من الاجواء السوداء الى رحاب التفاؤل, والتنفس بهواء الوطن العليل, وحمل المعاول والعقول واطلاق السواعد للعمل والبناء والحياة الكريمة!!
نكرم القائد بعيد ميلاده, بالعمل الجاد الصعب الذي اختاره لبلده ولأبناء الأردن وبناته. فعبدالله لا يريد أفراحاً وليالي ملاحاً في عيد ميلاده الحادي والخمسين, وإنما يريد ان يرى مواكب الشباب المسلّح بالعلم والتجربة والولاء للوطن تنهض لتصنع الأردن الجديد. فالصياح والتظاهر والاعتصام لا تحل المشكلة وإنما تستغل الفقر والبطالة لتنمي رصيدها السياسي المتهافت, وها هي تصنع في مصر وسوريا والعراق وليبيا وتونس واليمن اكبر مجموعات من البطالة والفقر تتظاهر في الشارع ضد نتائج الربيع العربي الذي لم يطعم جائعاً, ولم يأو مشرداً, ولم يحضن طفلاً يبحث عن الأمن والأمان!!
في عيد ميلاد القائد, نحتفل بولادة الأردن الجديد.. أردن الكفاية والأمن والاستقرار!!
(الراي)