سيناريو اجانا الو من فوق
محمد انس العمري
جو 24 :
تتناقل على السنة الكثير من المواطنين والمواقع الإعلامية حديث عن المصطلح اعلاه في تبرير اي موقف او الدفاع عن اي خطأ او خطيئة من الادارة لا يجد له الناس تفسيرا واضحا ، واذا صح القول -وارجو الله عدم ذلك - فهو مؤشر خطير يشير الى ان مؤسساتنا اوهن من بيت العنكبوت ، وان كل عبارات المؤسسية ، والشفافية ، والعدالة ، محض شعارات جوفاء لا تتجاوز الحناجر .
اذا صح القول المتداول فإني ومن هنا انصح بعض المسؤلين الجلوس في بيوتهم وعدم النظر الى النظام او اخذ المشورة والنصح فيكفي انتظار الالو من فوق ليتسنى اصدار القرار الذي يرتأيه الالو ، والذي سيدافع عنه وعن مصدره هذا الالو .
ودع عنك اوهام دولة المؤسسات والقانون واية شعارات من هذا القبيل ويا اسفي اذا صح القول .
اتحدث هنا عن جزئية محددة في بعض مؤسساتنا وهي الجامعات وهو الحديث الاكثر تداولا في الشارع بعد رغيف الخبز .
تشكل اللجان تلو اللجان ويصرح بالتأكيد ثم بالنفي (طاسة ضايعة) وبالنهاية الالو الي من فوق هو صاحب الولاية وهو من ننتظره بفراغ الصبر حتى تحل بركاته ويصدر القرار المنشود .
اذ ان من العبث ان يجلس اي رئيس جامعة على الكرسي ويطلب منه اتخاذ القرارات الحساسة والدقيقة التي تعني الاف الموظفين وعشرات الاف الطلبة وهو لا يعلم سيتغير ام لا ، لن يستطيع اي رئيس ان يكون متوازنا ويتخذ القرار باريحية وسيف التغيير مسلط على رقبته ليل نهار ، والاشاعات كمؤشر الاسهم تعلو تارة به لتنزل تارة اخرى .
اسألة كثيره تجول في خاطر الكثيرين
من هو الي من فوق؟ وما مصدر الالو ؟ هل هو فوق القانون؟ الم يشدد جلالة الملك انه لا وجود لهذا المصطلح (من فوق)؟ كيف يستوي القول بأن تنسف كل الاجراءات التي تمت بمجرد تدخل احد المتنفذين اذا صحت المعلومات المتداولة؟
لقد طال انتظار الجميع ان يحاسب المقصر والفاسد، فمعركتنا في الواقع ليست مع رغيف الخبز وارتفاع سعره بقدر ماهي مع من يستنزفون هذا الرغيف من بعض المسؤولين الذين ظهرت بحقهم عشرات الوثائق التي تثبت فسادهم وصفقاتهم المشبوهة واعطياتهم غير القانونية لحاشيتهم الفاسدة.
نطالب بتحويل كل من ثبت بحقه شبهات فساد وقضايا مكتملة الاركان للجريمة (اهمال واجباته الوظيفية واساءة استخدام السلطة) للقضاء فالشارع لا يدعو للتغير فقط بل والى مقاضاة هؤلاء .
لقد طال الانتظار يا اصحاب القرار وآن الأوان ان يوضع حد لهذا الملف فان كنتم ترغبون بالتغيير فقد حان موعده وان كنتم لا ترغبون به او لا تملكون الشجاعة للاقدام عليه او جاءكم الالو من فوق فاغلقوا هذا الملف فالوضع ليس صحيا لجامعاتنا على الاطلاق ولا يخلق جو عمل لائق لأي رئيس جامعة .
كل هذا محض تكهنات اذا صحت المعلومات التي يتناقلها الكثير مع اني شخصيا مازلت اثق ببعض الشرفاء من المسؤلين والمؤسسات الرقابية التي نرفع رؤوسنا عاليا بنزاهتها
حمى الله الاردن في ضل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين