الاردن ليس عمان فقط يا دولة الرئيس
محمد انس العمري
جو 24 :
تفاءلت مثل كثير من ابناء هذا الوطن العزيز بانتهاء الاضرابات والاعتصامات التي اجتاحت البلد نتيجة الضغوطات الاقتصادية التي وصلت حدا لا يطاق ، وكان مصدر هذا التفاؤل ان حظي الدكتور عمر الرزاز بالثقة الملكية لتشكيل الحكومة الجديدة ، ورغم انها ثقة مشوية بالحذر نتيجة تراكمات تاريخية وخذلانا مستمرا منذ فترة ليست ببسيطة ، فيتلقى الشعب الوعود من رئيس الوزراء الجديد بتحسن الوضع ليسلم الراية لمن بعده بوضع اسوأ ، والاخطر ان الشعب لم يعد يرى افقا لهذا التدهور او بصيص نور في نهاية النفق .
دولة الرئيس ، لست انطلق من دعوتي لك للنظر خارج العاصمة عمان من منطق مناطقي او اقليمي اطلاقا ، لكنه دعوى للنظر خارج الاطار المعتاد في اختيار الطاقم الوزاري ، ولا اقصد هنا اصل الوزير او منطقته الجغرافية ، ولكن المصطلح الذي درج مؤخرا وكان مطلبا وطنيا وهو اننا نريد وزراء من " ابناء الحراثين " واجزم ان المقصود بذلك ليس مهنة محددة بقدر ما هو اختيار وزراء يعرفون معنى ان يزيد سعر الخبز عشرة قروش او لتر البنزين بضع قروش ، فأبناء الطبقة المخملية التي درجت العادة ان يكون الوزراء منها مهما حاولوا لن يستطيعوا الشعور بأثر مثل هذه الارتفاعات على الاسر الاردنية متوسطة الحال وما اكثرها ، فكيف لمن يصل قسط مدارس ابنائه الاف الدنانير ومصروفهم اليومي بعشرات منها ان يحس بمعنى زيادة تبدو بالنسبة اليه تافهة بل لا تكاد تذكر ، رغم انها تمثل لأبناء البوادي والقرى والمخيمات ارهاقا لا يطاق ، وكيف لمن تصرف سيارته الوقود بمئات الدنانير ان يحس بذلك المواطن الذي يملأ خزانه بخمسة دنانير ويحسب تكلفة المشاوير ؟الكفاءة وحدها دولتك ليس كافية بل لا بد من وزراء ينقلون الصورة التي يعيشها معظم افراد الشعب لا طبقة واحدة ربما تكون سبب مأساة البقية ، نحتاج وزراء ينتمون الى اولئك الشباب الغاضبين المحبطين الذين يعشقون اوطانهم ويريدون ان يساهموا في بنائها وان تكون لهم كلمة فيها ، فسياسة التدوير للوزراء لم تعد مقبولة شعبيا ، ولا اقصد هنا فقط التدوير بالأسماء بقدر ما اقصد التدوير من عمان وليست عمان هنا محض جغرافيا بقدر ما هي طبقات محددة فيها وتصور ونمط معيشة لا يمثل الاغلبية التي تتوزع في عمان وغيرها وتعيش ضنك عيش وتحتاج امل تعيش عليه هي والاجيال القادمة ، التنوع دولة الرئيس مطلب جماهيري والامل بك كبير ، لعله يكون لك من اسمك نصيب فتكون عمرا اخر يشهد له التاريخ كما شهد لعمرين من قبلك
حمى الله الوطن في ظل صاحب الجلالة الملك المعظم