أوباما قادم ..ماذا سنقول له؟
ورد في الأخبار أن الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما، الذي حظي بولاية رئاسية ثانية - ويفترض أنه بات في حل من ضغوطات اللوبي الصهيوني في أمريكا، كونه ليس بحاجة لدعم أحد- سوف يزور فلسطين والأردن في شهر نيسان المقبل،للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين ورئيس السلطة الفلسطينية وجلالة الملك عبد الله الثاني ،وسيسبقه إلى الإقليم وزير خارجيته الجديد السيناتور جون كيري الذي سيلتقي بدوره بكبار المسؤولين من أجل إستكشاف الوضع وتمهيد الأجواء امام الرئيس أوباما.
ليس سرا القول، أن الرئيس الأمريكي، سيأتي إلى المنطقة، في محاولة لإحداث إختراق في ملف الشرق الأوسط ،إعتمادا على حالة الوسطية التي أفرزتها الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة ،وإن لم تتبلور بشكل أوسع، يتمثل في تهميش نتنياهو وحليفه ليبرمان .
كانت حظوظ الرئيس أوباما ستكون " بريمو" لو أن الشارع الإسرائيلي لفظ نتنياهو وليبرمان،وكنا سنقول ان الرئيس الأمريكي سيتمتع بإجازة رافهة للمنطقة ،كونه لن يقابل خصمه اللدود نتنياهو وشريكه الفج ليبرمان ،وبالتالي فإن بديل نتنياهو سيمارس اللعبة بطريقة أخرى ،وسيسمع الرئيس أوباما كلاما معسولا ،لكنه في قرارة نفسه ،سيقسم أغلظ الأيمان :"شلت يميني إن وفيت بعهودي لك"، وهكذا يضرب سرب طيور بحجر واحد.
رغم معرفة نتنياهو الأكيدة بما يجول في ذهن الرئيس الضيف ،إلا أنه وشريكه ليبرمان سيحمران عيونهما في وجهه ،وسيخاطبانه بطريقة فجة ،تخلو من أبسط قواعد البروتوكول ،وسيهددانه باللوبيات وبالكونغرس.
سيقولان له أن في إسرائيل معارضة وبرلمان وصحافة ،وأن أي قرار مصيري سيتم إخضاعه لهذا الثالوث الذي يشكل جبهة صد حقيقية، في وجه الضغوط الدولية على إسرائيل.
لن يشعر الرئيس أوباما بالراحة في حضرة المسؤولين الإسرائيليين، الذين لن يدعو كلمة فجة، او تجهما إلا وإستعرضوه أمام الرئيس الضيف ،لإجباره على المغادرة ،وسط شعور بالإحباط من إمكانية التقدم ولو قيد أنملة في ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ،الذي كنا نطلق عليه ذات يوم الصراع العربي –الإسرائيلي.
أما في رام الله ،فسيحظى الرئيس الأمريكي بكل الحفاوة والتقدير والتكريم ،وربما أوعزت السلطة إلى الجماهير الفلسطينية، بالخروج إلى الشوارع،لإظهار الحفاوة بالرئيس الضيف ،وسيهتفون له وبحياته .
عندها سيشعر الرئيس أوباما براحة النفس وبالطمأنينة ،وسيخاطب زوجته وهو في قمة السعادة:ها هي الشعوب التي تقدر ضيوفها!
لن يجد الرئيس أوباما اي صعوبة أو عناء في تحليل الكلمات، وهو يجري مباحثات مع رئيس السلطة الفلسطينية ،لأن المفردات ستكون :شبيك لبيك نحن طائعون بين يديك.وسنجلس إلى طاولة المفاوضات ،وفصل ونحن نلبس!!!وهكذا.وربما يعدون له المسخن بزيت الزيتون الأصلي وبالدجاج البلدي.
في الأردن سيجد الرئيس أوباما نفسه، وكأنه بين أهله ومحبيه ،وسيسمع كلاما ولا أطيب،وسيقال له أن الأردن مع السلام وأنه مستعد للتعاون مع أشقائه الفلسطينيين في هذا الملف،وسأمنع انا شخصيا من تغطية مؤتمره الصحفي ،خوفا من تعكير مزاجه جراء سؤال صحفي " لم يصغ كما يشتهي الموقف"،وربما تناول المنسف بالجميد الكركي وباللحم البلدي.
سيقفل الرئيس الضيف عائدا إلى بلاده ،مع زوجته وطاقمه السياسي والإعلامي ،وكله نشوة لأنه حصل على تعهدات من السلطة ومن الأردن بمواصلة العملية السلمية ،وسيجد نفسه مرغما على تناسي ما تعرض له في حضرة نتنياهو.