2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الاغتيال السياسي ونتائجه!

طارق مصاروة
جو 24 :

اغتيال شكري بالعيد سيكون ذا تأثير حاسم على حياة تونس السياسية.. فهو أخطر كثيراً من مجرد اغتيال سياسي. فقد تعلّمنا أن هذا النمط من الاغتيالات سيتسبّب في تغيير سياسي خطير: فاغتيال أمير نمساوي في سيراييفو اشعل الحرب العالمية الأولى التي اطاحت بامبراطوريات، وغيّرت الخرائط السياسية للشعوب. فإذا اقتربنا أكثر من منطقتنا فإنّ محاولة اغتيال جمال عبدالناصر في الاسكندرية اطاحت بالاخوان المسلمين وكافة الأحزاب المصرية، واعطت الرجل قوة شعبية هائلة رفعته إلى الحكم المطلق!!.
واغتيال عدنان المالكي في ملعب كرة القدم بدمشق أدى خلال الأسبوع الأول وضع عشرات آلاف من الحزب السوري القومي في السجون والمعتقلات، واتاح لتجمع اليسار المتحالف مع التيار الناصري الاطاحة بحزب الشعب، والكتلة الوطنية – أكثر مجلس النواب – ووصول السيد أكرم الحوراني إلى رئاسة المجلس مع أن نواب البعث الاشتراكي والشيوعي لا يتجاوز الثمانية عشر نائباً. والأهم الأهم هو شعور الجميع بعد وصول شيوعي إلى رئاسة الأركان، أن الكيان الوطني كما يفهمه الشعب مهدّد بخطر فادح الأمر الذي تلقاه كبار ضباط الجيش بقلق دفعهم إلى قائد ثورة مصر للخلاص من الفوضى القادمة فكانت وحدة سوريا ومصر في 22 شباط 1956!.
ونعود إلى اغتيال شكري بالعيد، فقد حاول رئيس الوزراء الذكي، الجبالي – وهو الرجل الثاني في حزب النهضة – القيام برد فعل مسبق، بعزمه القيام بحل الحكومة، وتشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من شخصيات وطنية وتكنوقراطية، لاجراء الانتخابات النيابية الموعودة!!.
.. طبعاً، يرفض الحزب الإسلاموي قرار الجبالي، تماماً كما يرفض الاخوان المصريون تشكيل حكومة مماثلة للاشراف على الانتخابات النيابية القادمة، ويتمسكون بحكومتهم، ويتمسكون بشلِّ السلطات القضائية، ويستمرون في إرهاب خصومهم. ففي تونس شاهدنا على الفضائيات خطباء مساجد يحرضون على اغتيال بالعيد بالاسم، وشاهدنا بالمقابل شيخاً في الأزهر يدعو إلى اغتيال محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى، دون أن يجد النائب العام في البلدين الحاجة إلى مساءلة المحرضين على الاغتيال علناً، وفي المساجد!!.
نحن نشهد الآن في أكثر من بلد عربي تزايد الفوضى السياسية، واستعمال العنف للوصول إلى السلطة.. فنحن عملياً لسنا أقرب إلى الديمقراطية مما كنا قبل أعوام قليلة.. ولكننا أقرب إلى عدم الاستقرار، والمزيد من الفقر والبطالة وإلى الوصول إلى حافة افلاس الدولة!!.
(الراي)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير