العالم يدعم إسرائيل!
نعم العالم يدعم إسرائيل. والإحصائيات تقول ذلك.
مواقف الدول السياسية هي غيرها في الإقتصاد , لكن أيهما أهم , الإجابة الموضوعية هي أن تتناغم المواقف في كلا الملفين لكن ما يحصل هو العكس , فالعالم كما بدا من تصويت الأمم المتحدة الأخير ضد قرار الرئيس الأميركي ترمب بنقل السفارة والإعتراف بالقدس عاصمة ابدية لدولة الإحتلال يمارس إنفصاما غير مفهوم , فهو يعبر عن غضبه سياسيا من جهة وفي الجهة الأخرى يفتح أسواقه للتجارة مع إسرائيل على أوسع نطاق.
هذه الرعاية الإقتصادية التي تحظى بها إسرائيل من مختلف دول العالم لا تفهم الا على أنها نفاق سياسي واضح , وإن كانت الدول التي صوتت ضد قرار ترمب صادقة في مواقفها لمارست ضغوطا إقتصادية محددة لمواءمة هذه المواقف.
بالطبع هناك من سيقول أن الإحصائيات التي سنوردها لاحقا هي سابقة على الأحداث الأخيرة ونقصد قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل , لكن العالم كان ولا يزال يمارس هذه الإزدواجية كل طالع شمس فلطالما كان يصب جام غضبه على إسرائيل لتعسفها وإضطهادها للفلسطينيين ولتوسعها في بناء المستوطنات ولإعتبار نفسها دولة فوق القانون الدولي في كل شيء ولضربها عرض الحائط كل القرارات الدولية وغيرها بينما أمور التجارة تسير عال العال وترتفع سنة بعد أخرى.
غضب العالم على إسرائيل يترجم نفسه بدعم إقتصادي كبير , فما بالك لو كان العالم راضيا عنها؟.
ليست الولايات المتحدة وحدها هي الراعي الأوحد لإسرائيل , فالرعاة كثر وفي المقدمة أوروبا وهذا ما تقوله الإحصائيات المنشورة أخيراً :-
بلغ مجموع صادرات إسرائيل الى مختلف دول العالم لعام 2017 ( 100 مليار دولار) , بزيادة 6% عن العام الذي سبقه.بلغت صادرات إسرائيل الى أوروبا 16 مليار دولار ولأميركا 5ر11 مليار دولار ولآسيا 5ر8 مليار دولار ولأميركا اللاتينية 9ر1مليار دولار ولأفريقيا 865 مليون دولار.
يبدو أن شعار الوصول إلى مرحلة عزلة إسرائيل الدولية شعار فارغ في ظل هذه الإحصائيات فحتى مع خسارة اقتصاد إسرائيل بسبب المقاطعة الأوروبية للمنتجات الزراعية من المستوطنات والتي وصلت الى لـ9.5 مليار دولار بلغت صادراتها الى أوروبا العام الماضي 16 مليار دولار.
qadmaniisam@yahoo.com