jo24_banner
jo24_banner

فتى جنين..

د. محمود الشوابكة
جو 24 :
من هناك من حيث سطر رجال الأمس فصلا عميقا من فصول البطولة و الفداء...

من هناك؛ من جنين؛ من حيث سطر أبطال المخيم، قبل عشر سنين وخمس، ملحمة أذهلت العالم؛ حين جعلوا من أزقة المخيم قصة نضال أبلست كل الذين قالوا: لقد غدا العرب رمادا؛ فلا تنفخوا فيه.

من هناك من وحي الأزقة المعتقة بزكي دماء أبطال المخيم، من وحي الحكايا العلوية، في بيت منيف لم يعرف الدنية؛ بيت البطل نصر جرار؛ بيت الشهادة؛ حيث الأنوف الشُم، والجباه التي ما انحنت، يوما، لغير الله؛ من هناك؛ جاء الحر: أحمد نصر جرار...

جاء أحمد مقتفيا خطى أبيه. كان الولد كما أبيه؛ نجما من نجوم فلسطين العربية؛ كان شبلا لم ينزغ الشيطان قلبه، و لم تزغ عيناه أمام المغريات...لقد سرت يا أحمد؛ يا قدوتنا المنيرة، وحليتنا الثمينة؛ على هدي الحبيب المصطفى...على درب الحسين؛ أااه يا حسين؛ يا رمز البطولة والفداء....

يا أحمد: يا من لم يَثنِكَ عن الحق علو الباطل وأهله...يا من لم يُفْتَتَن فؤادك بمحطات الخزي؛ التي صاغها العدو، و أخرجها العرب المتصهينين، الذين غَذوها من مالهم الأسود، وأدخلوها إلى بيوتنا عنوة(!!!) لِتُزيع أبصار النشء، وتحرفهم عن جادة الحق والصواب ....

لقد حطمت يا أحمد كل الأصنام التي صنعتها برامج -ذلك- الإعلام الاسود؛ من "أرب أيدول"، إلى "ذَ فويس" ؛ شقيقه المشؤوم....

يا أحمد؛ يا فتى جنين؛ لقد أرعبت "دولة" ظنت أنها قد طَمَسَت القدوة التي كان- يحيى- عياش أحدى عناوينها البارزة، نعم؛ لقد أرعبت " دولة" ظنت أن النماذج المسخ قد فتنت عيون شباب فلسطين؛ فلما بَرَزتَ لها؛ جنَّ جنونها؛ فَجَرَدَت لك حملة، ليس لقتلك؛ فقط؛ بل لأنها لا تطيق أن تراك؛ أيها النموذج الشبابي الباسل؛ لكن: لا عليك؛ فقد أصبَحتَ، رغم أنوفهم، منارة كَتَبتَ، أنت، علائمها بنور السماء؛ لترشد أهل الحق؛ وتقول لهم:

لا تيأسوا...لاتستسلموا؛ فإن للحق أنصار يبذلون في سبيله أرواحهم، رغم أن الباطل قد علا؛ علوا كبيرا وطغى....

فيا أُخَيّ العروبة؛ نم قرير العين إلى جوار ربك، واتركنا نحن وقد أرهبتنا شفار المحتلين!!!
تابعو الأردن 24 على google news